فنانات غزّيات يروين حكايات "الحفر على الخشب"

فنانات غزّيات يروين حكايات "الحفر على الخشب"

23 فبراير 2018
يضم المعرض مجموعات فنية خشبية(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
وقفت الفنانة الفلسطينية، ميسة أبو عرمانة، 24 عاماً، من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، أمام باقة من لوحاتها الخشبية تشرح أفكارها لزوار معرض "مجرد توضيح" لأعمال "الآركت" الخشبية والفنية، المأخوذين بفكرة تحويل الأخشاب الصماء إلى لوحات تروي قصصاً من الإبداع.
ويضم المعرض، الذي نظمته جمعية الثقافة والفكر الحر في مقر المعهد الفرنسي غربي مدينة غزة، والذي تشارك فيه الفنانة أبو عرمانة وإلى جانبها فنانتان، عشر مجموعات فنية خشبية، تحتوي كل مجموعة على لوحتين أو أكثر، وتروي كل واحدة منها حكايات مختلفة عن صمود المرأة في وجه الواقع الصعب.

وترتكز فكرة معرض "مجرد توضيح" على مبدأ مواجهة المرأة للمشاكل التي تعصف بها، وعدم الاكتفاء بسردها فقط، كما يحصل في الكثير من المشاريع التي تروي حكايات العنف ضد المرأة، إذ ظهرت المرأة في لوحات المعرض الخشبية، وكأنها ثائرة، متمردة، قوية، مواجِهة ومتصدّية للظلم.

وتقول الفنانة أبو عرمانة، لـ "العربي الجديد"، وهي خريجة الفنون الجميلة من جامعة الأقصى، إن اللوحات المشارِكة هي نتاج لورشة "الفن التشكيلي" التي نظمتها جمعية الثقافة والفكر الحر لمدة عامين، مضيفة: "قمت بالالتحاق بالورشة كي أستطيع دمج موهبتي في الرسم، مع تشكيل وتفريغ الأخشاب، للخروج بلوحات خشبية توصل الفكرة".

وتوضح أنها متيّمة بفن "الآركت"، وهو فن حفر وتحويل الأخشاب إلى لوحات، مبينة أنها شاركت في أربع مجموعات، حاولت في المجموعة الأولى الحديث عن انطلاق المرأة، والتي شبهتها بالسمكة والطير، بينما شبهتها في اللوحة الثانية بالثائرة المتّشحة بالكوفية الفلسطينية، ضد ظلم جنود الاحتلال الإسرائيلي.

لم تغب الطيور والفراشات عن باقي مجموعات ولوحات الفنانة أبو عرمانة، في دلالة على الحرية والانطلاق. إذ بيّنت اللوحة الثالثة أن المرأة تحاول تحرير نفسها، وأن تصنع لذاتها عالمها الخاص. وحفرت على أخشاب اللوحة الرابعة نساء يضعن أحلامهن في بلّورة زجاجية، وإلى جانبها جيتار، موضحة أنها دلالات على حرية المرأة، وانطلاقها نحو الحياة.
أما زميلتها، فُرجت أبو سمرة، وهي تخصص فنون جميلة، من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، فتبيّن أنها شاركت في ثلاث مجموعات، تتناول الأولى طريقة معالجة المرأة للعنف الواقع ضدها، إذ صوّرتها في البداية في وضع استرخاء وحولها مفردات تستطيع البوح بها، وأخرى لا يمكنها الحديث فيها، إلى أن قررت الانطلاق، وتحدي ذاتها والجميع، من أجل نيل الحرية، وتحدي كل المعوقات.

واحتوت المجموعة الثانية للفنانة أبو سمرة، على لوحتين، رسمت في كل لوحة تفاحة. صَوّرت التفاحة الأولى وكأنها فاسدة نتيجة الضغوط الواقعة على المرأة، بينما أظهرت الثانية المرأة برفقة الرجل في حياة أسرية متكاملة، على هيئة تفاحة جميلة ناضجة. أما اللوحة الثالثة فكانت لفتاة مغمضة العينين نتيجة الضغوط المجتمعية، إلى أن قررت إزالة اللثام، والانطلاق للحياة، برفقة الرجل.

يقول مدير البرامج في جمعية الثقافة والفكر الحر، وليد النباهين، إنَّ المعرض جاء تتويجاً للورشة الفنية في فن "الآركت"، والتي اتخذت "العنف ضد المرأة" موضوعاً لها، موضحاً أن الهدف من المشروع تمحور حول نشر وتعميم فن "الآركت"، تمكين النساء، بالإضافة إلى تسليط الضوء على العنف ضد المرأة.

المساهمون