مختبر "المنجم" الثقافي في حيفا

مختبر "المنجم" الثقافي في حيفا

21 فبراير 2018
مشروع "سبت السوق" يوفر مساحة للفنانين (العربي الجديد)
+ الخط -
مقابل محطة سكة القطار الحجازية في شارع الحجاز بحيفا، والذي يسمّى اليوم بشارع "حطيبات جولاني" يقع "منجم - مختبر حيفا الثقافي". وهو عبارة عن عقد قديم مساحته 170 متراً، ويعود تاريخ المبنى إلى أكثر من مائة عام، واستعمِل في السابق، قبل النكبة، كمحطة لمبيت الجمال أمام سكة القطار الحجازية بحيفا. يقع المنجم في البلدة السفلى من حيفا، بجانب حي وادي الصليب، وجامع الاستقلال. 

لأوّل مرة في حيفا
بدأ مشروع "المنجم" عمله بشهر أوكتوبر/ تشرين الأوّل من العام الماضي. ويحتضِنُ المنجم منذ انطلاقه مشاريع فنية مختلفة. البداية كانت عند استضافة معرض فني جماعي لفنانين فلسطينيين من الضفة والداخل الفلسطيني، يعرِضُون أعمالهم لأوَّل مرّة في حيفا، خاصّة أنّه لا توجد أي صالة فنون عربية في مدينة حيفا. أمَّا مشروع "سبت السوق"، فمن عنوانه يُعرف إذ يتحوَّل "المنجم" إلى مساحة عرض، وهي مبادرة لإعطاء فنانين محليين فرصة عرض منتوجاتهم الفنية كل يوم سبت. ويطلق عليها اسم "سبت السوق". إذْ يعرضُ الفنانون كل يوم سبت شتى أنواع الأعمال الفنيَّة، إضافة إلى الملابس والمطبوعات، والأكسسوارات.

مساحة حاضنة
يهدف مشروع "سبت السوق" إلى توفير مساحة حاضنة للفنانين والحرفيين لعرض إبداعاتهم وبيعها في أجواء مريحة وفرِحَة، وحول "الإبداع المحلي" كعنوان عام. يرافق السوق أنغام الموسيقى، وموجات من الطاقة الإيجابية، وكميات من الأطعمة والمشروبات. وتحصل نشاطات أخرى مثل عشاءات سرية، وعروض أفلام في سينما سُمِّيَت بـ"سينما البهجة"، إذْ يتمّ عرض فيلم كل يوم ثلاثاء من الأسبوع، وتنظّمها مجموعة من القيمين الذين يتناوبون كل شهر على مشروع "سينما بهجة"، وتتحوّل المساحة بعد عرض الأفلام إلى فرصة للنقاشات والحوارات الفنية والثقافية.

مكان متحوّل
وفي حديث مع، ربيع سلفيتي، المبادر ومؤسس المنجم قال لـ"العربي الجديد": "لم تكن هناك مساحة عربيَّة لتجربة أفكار جديدة بحيفا. وبسبب عدم وجود حيز ثقافي فني عربي فلسطيني حرّ في حيفا كهذا، تولّدت هذه الفكرة والمبادرة. أما اختيارنا للاسم، منجم، فلأنه المكان الذي نحفر فيه كي نجد المعادن، والمعادن هي أصل الواقع. المنجم هو مختبر لعرض أعمال فنية، وهو مكان كأنه قيد الإنشاء والترميم بشكل دائم، أيّ أنه مكانٌ متحوّل. ويتحول شكل هذه المساحة، وفق النشاط الثقافي الذي تحتضنه".

الفن دون خطوط حمراء
وقالت رنا عسلي، وهي ناشطة ثقافية ومستشارة إدارية: "الهدف من المنجم، هو تغيير الواقع الذي نعيش فيه. المنجم يحتضن ويدمج بين المواضيع الثقافية من فولكلور الطعام إلى المعارض البصرية والشعر والسينما والنقاشات الفنيَّة، والتي هي أجزاءٌ تكمّل بعضها البعض. هذه بداية تغيير، وكي ترى الثقافة النور يجب أن تنظر إلى جميع الفنون كثقافة. هناك أشخاص يتخصّصون بنوع واحدٍ فقط من الفنون. ومن المهم دمج الفنون في مساحة تكون آمنة للجميع". ويحرص المنجم على إعطاء مساحة للفن الحر... الفن دون خطوط حمراء.

المساهمون