هل يجعلك المال سعيداً؟

هل يجعلك المال سعيداً؟

18 فبراير 2018
الدخل العالي لا يسبب السعادة (Getty)
+ الخط -
ثمّة دراسات تؤكّد: "مزيدٌ من الثروة، يعني مزيدًا من الراحة". ثمّة دراساتٌ أخرى تقول: "لا يجعلك المال سعيدًا، ولكن، أقلّ حزنًا". 
فريقٌ من الأخصائيّين بقيادة الطبيب النفسي أندري جيب، من جامعة بوردو البرتغاليّة، انشغلوا في هذا السؤال بجديّة. في دراستهم، قاموا بتحليل البيانات لحوالي 1.7 مليون شخص، من 164 دولة حول العالم، والصادرة من مركز أبحاث السوق "غالوب" Gallup.

اهتمَّ جيب وفريقه بشكل أساسي، حول المبلغ السنوي الذي يجعل الشخص يصل إلى أقصى درجات السعادة المستمرة والارتياح الدائم، إذْ يشترط بالسعادة أنْ تكون دائمة. كما بحثوا حول المبلغ السنوي الذي يجعل المرء يصل إلى حالة الرفاه العاطفي. "وجدنا أنّ المبلغ السنوي اللازم لرضا الحياة هو 95 ألف دولار في السنة، في حين أنّ المبلغ اللازم لتحقيق الرفاه العاطفي، يتراوح بين 60 حتى 75 ألف دولار سنوياً"، يقول جيب. علمًا أنَّ هذه الدراسة تختص بالأشخاص العازبين والمفردين، وليس لها علاقة بالأُسر. ولأنَّ هذه الأرقام هي وسطيّة، وقادمة من عيّنات من بلدان مختلفة، تشير الدراسة إلى أنَّ المبلغ اللازم لتحقيق الرفاه العاطفي ورضا الحياة هو أعلى في الدول الغربيّة الصناعيّة، وينخفض هذا المبلغ بشكل كبير أحيانًا في الدول الأفقر، وخصوصاً دول العالم الثالث. في أستراليا مثلاً، يجب أن يكون المبلغ أكثر من 125 ألف دولار حتّى يتحقق الرضا الحياتي، في أميركا 105 آلاف دولار، في كامل أوروبا الغربيّة 100 ألف دولار. في حين في شرق أوروبا يكون المبلغ 45 ألف دولار، وفي أميركا اللاتينيَّة 35 ألف دولار، أمّا في الدول العربيّة، كسورية مثلاً، فالمبلغ هو 10 آلاف دولار. ويمزح جيب قائلاً: "في أمكنة الحروب، حيث التعاسة لمجموعة من البشر، ثمّة احتماليّة أن تكون أمكنة سعيدة لأناس آخرين".
يبرز سؤال آخر، ألا يتحقق الرضا الحياتي والرفاه العاطفي إذا تجاوز الدخل السنوي هذه المبالغ؟ يخمّن أندري جيب بأنَّ الدخل العالي لا يسبب السعادة، لأنّه مرتبط بتكاليف ومسؤوليّات إضافيّة، كطول وقت العمل، وعبء القيادة، الأمر الذي يحدّ من فرص الحصول على السعادة الحياتيَّة. 
ويختتم جيب دراسته، قائلاً: "إن كنت تعيسًا في بلدك، فاعلم بأنّك سعيدٌ في مكان آخر... الناس فيه تعساء".

دلالات

المساهمون