قاضية تحكم على لبنانيين أهانوا المسيحية بحفظ سورة قرآنية

قاضية لبنانية تحكم على لبنانيين أهانوا المسيحية بحفظ سورة آل عمران

14 فبراير 2018
اتهم الشباب بإهانة السيدة العذراء (باتريك باز/AFP)
+ الخط -
حكمت القاضية اللبنانية جوسلين متى، على 3 مراهقين مسلمين متهمين بإهانة السيدة مريم العذراء، بحفظ قسم من سورة آل عمران، بدلًا من السجن لمدة تتراوح بين 6 أشهر و3 سنوات، كما يقتضي القانون اللبناني، على كل من يزدري الشعائر الدينية أو رموزها.

وأكدت القاضية في البيان الذي أصدرته المحكمة في طرابلس (شمال لبنان)، "أن القانون لا يجب اختصاره بالسجن، لأنه مدرسة". وأوضحت أنها تريد للشبان الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 16 والـ 18 عامًا، "تعلم الإيمان الحقيقي من القرآن، الذي يكرم مريم العذراء، وأن تصرفهم ناتج عن جهلهم لدينهم".

ولاقى هذا الحكم إشادة كبيرة من قبل مستخدمي التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروه رسالة واضحة للتسامح وترسيخ الوئام والمحبة، وتفاعلوا معه عبر وسم #جوسلين_متى، كما أثنت عليه عدة شخصيات سياسية بارزة، من بينها رئيس الوزراء اللبناني الحالي سعد الحريري، الذي وصفه على حسابه الرسمي في "تويتر" بـ "قمة في العدالة وتعليم المفاهيم المشتركة بين المسلمين والمسيحيين".

في حين أكد رئيس الوزراء اللبناني السابق، نجيب ميقاتي، في تغريدة على "تويتر"، أن "الحكم الذي أصدرته القاضية متى، مثال في الأحكام القضائية الإصلاحية المبنية على التسامح والتثقيف الديني الصحيح واحترام الآخرين، وتحويل مجريات الأمور من سلبية إلى إيجابية".

ووصف المغردون القاضية متى، بأنها برهان حي على أن التغيير يمكن أن يبدأ بشخص، وأن القضاء يمكن أن يكون لإصلاح الإنسان لا الانتقام منه، حيث كتب زياد حواط قائلًا: "هنيئا للبنان بقضاة يأخذون القضاء وسيلة للتوجيه وليس للثأر والقصاص، على أمل أن تؤخذ القاضي جوسلين متى مثالاً أعلى لمثل هذا النوع من الأحكام التأديبية، فمن خلال حُكمها بحفظ آيات من القرآن الكريم عن السيدة العذراء، تأكيد على وجوب العيش المشترك واحترام الآخر بمعتقداته وانتماءاته".

وأكد مختار خواجة أن هذا الحكم هو الخطوة الصحيحة على طريق معالجة التطرف، في بلد متعدد الطوائف، وقال: "عندما تكون العقوبة إصلاحا وتعليماً وتهذيباً وعندما يبدأ علاج التطرف بالمعرفة الصحيحة" في حين دعت محاسن هدارة لتكريم القاضية، وقالت: "لم أعايش مسلمًا مسؤولاً كرم إسلامنا كما كرمته القاضية جوسلين متى. من هنا، نطالب سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية، د. عبد اللطيف دريان، ولبنان الرسمي بتكريم القاضية #جوسلين_متى التي صانت القضاء بحكمة الإيمان".

كما أكد المحامي السوري ميشيل شماس في منشور شاركه على "فيسبوك"، أن الفرق كبير ما بين القضاة السجانين والقضاة المربين، وهناك فرق كبير بين قضاء هدفه الإصلاح وآخر هدفه السجن والانتقام، وأضاف: "وقديماً قال أرسطو أعطني قضاة جيدين وقانوناً سيئاً خير ألف مرة من أن تعطيني قانوناً جيداً وقضاة سيئين. كم نحتاج إلى مثل هذه القاضية الحكيمة والمربية؟!"

دلالات

المساهمون