"الفهد الأسود": أول بطل خارق أفريقي

"الفهد الأسود": أول بطل خارق أفريقي

12 فبراير 2018
شادويك بوسمان في "الفهد الأسود" لراين كوغلر (يوتيوب)
+ الخط -
أشادت قراءات نقدية متنوّعة بالفيلم الأميركي الجديد "الفهد الأسود" (Black Panther)، لراين كوغلر (1986)، الذي تبدأ عروضه التجارية الأميركية في 16 فبراير/ شباط 2018، بعد يومين فقط على بدء عروضه الفرنسية. المجلة السينمائية الشهرية "بروميير" خصّصت غلاف عددها الصادر في يناير/ كانون الثاني 2018 لهذا الفيلم الذي أنتجته "مارفل"، ونشرت حوارًا طويلاً مع مخرجه. أما وكالة الأنباء الدولية "رويترز" فذكرت، في تقريرٍ لها نشرته قبل أيام قليلة، أنّه أول فيلم يكون بطله الخارق أسود البشرة، تُنتجه "مارفل"، بينما وصفه الموقع الإلكتروني "دايلي بيست" بأنه "خطاب حبّ لكلّ أسود"، واعتبرته "رولينغ ستونز"، المجلة الأميركية نصف الشهرية، "تصحيحًا لأعوامٍ من إهمال التنوّع". 

يروي "الفهد الأسود" حكاية الملك تشالا (شادويك بوسمان، 1976)، المتوَّج حديثًا على عرش "واكاندا" (دولة خيالية في أفريقيا، متطوّرة تكنولوجيًا)، يواجه تحدّيات شتّى من فصائل داخل البلد.


"أمرٌ غبيٌّ للغاية ألاّ يتجرّأ أحدٌ على خوض تجربة كهذه: تحقيق فيلم أبطال خارقين يطرح، بشكل مباشر وواضح، سؤال الأقلية السوداء"، كما قال كوغلر (بروميير)، مضيفًا أن أحدًا ما "كان عليه أن يقوم بهذا". فالصناعة السينمائية الأميركية، بالنسبة إليه، "عاشت طويلاً مع ممارساتٍ متأتية من زمنٍ آخر، ومستلّة من المجتمع، وموسومة بخليطٍ من العنصرية المبطّنة والخوف. علمًا أن هناك أسئلة لم تُعالَج أبدًا". وأشار كوغلر إلى أنّ صبيًّا في الـ 13 من عمره، "لن يُصدِّق اليوم أنّ أمورًا عديدة حدثت في زمنٍ ليس بعيدًا: مباراة في الـ "بايزبول" يُشارك فيها لاعبون سود لن يحضرها أحدٌ، أو أنّه لم يكن يُسمَح للنساء بالانتخاب في الولايات المتحدّة الأميركية". مع هذا، اعتبر المخرج (من أفلامه: "كريد"، 2015) أن "معجزةً" حدثت، إذْ تنبّه كثيرون إلى أنه لم يعد ممكنًا للأمور أن تحدث كما في السابق: "لكن السينما صناعة وتجارة وأعمال. عندما تكتشف استديوهات أن أمورًا كهذه تؤدّي إلى نتائج إيجابية، فإن استديوهات أخرى ستحذو حذوها، أيضًا".

بحسب تعليقات ومتابعات صحافية مختلفة، فإن "الفهد الأسود" يأتي بعد سلسلة انتقاداتٍ ـ استمرّت أعوامًا عديدة ـ تناولت المُشاركة قليلة العدد للملوّنين في أفلام هوليوود، وتوقّفت عند حملة "أوسكار سو وايت" (جائزة أوسكار بيضاء للغاية)، ما دفع "أكاديمية فنون الصورة المتحرّكة وعلومها" إلى زيادة التنوّع بين أعضائها، الذين كانت غالبيتهم الساحقة من الرجال البيض.

يُذكر أن الفيلم (134 د.) حصل على تصنيف نادر، بلغ مئة بالمئة، من موقع "طماطم فاسدة (Rotten Tomatoes)"، الذي يجمع آراء النقّاد ويُحلّلها، ويمنح الأفلام تصنيفات مختلفة. ويتوقّع محلّلون أن تبلغ إيراداته نحو 150 مليون دولار أميركي في الأسبوع الأول من عرضه.

دلالات

المساهمون