حريق أسفل مسجد الفكهاني الأثري بحي الغورية بالقاهرة

حريق أسفل مسجد الفكهاني الأثري بحي الغورية بالقاهرة

24 ديسمبر 2018
لا يزال الكثير من الآثار الإسلامية المهمة عرضة للإهمال(فيسبوك)
+ الخط -
نشب ليلة أمس، حريق في بعض محلات الأقمشة الموجودة في الطابق الأرضي لمسجد الفكهاني الأثري الواقع بشارع المعز لدين الله بحي الغورية في العاصمة المصرية، وطاولت النيران بعض شبابيك المسجد العتيق.

وبعد إخماد الحريق، صرّح فريق من المرممين الأثريين الذين عاينوا الحادث، بأن العناصر الأثرية للمسجد لم تُمس بسوء، وأن الشبابيك التي طاولتها النيران ليست أثرية، بل هي حديثة أضيفت للمسجد أثناء ترميمه في تسعينيات القرن الماضي.

وكان يطلق على مسجد الفكهاني قديماً اسم مسجد الأفخر، ويعود تاريخ بنائه الأول إلى سنة 543 للهجرة، حين أمر بإنشائه الخليفة الفاطمي الظافر بنصر الله، الذي شيده فوق مجموعة من الحوانيت فكان من الجوامع المعلقة.

وفي أواخر التاسع الهجري، اهتم الأمير المملوكي "يشبك بن مهدي" في زمن السلطان قايبتاي بترميم المسجد وزخرفته، وأزال من حوله المباني التي كانت تحجبه، وفي سنة 1148 للهجرة، ساءت أحوال المسجد العمرانية جداً، فقام الأمير أحمد كتخدا مستحفظان الخربوطلي بهدمه وأعاد بناءه من جديد على نسقه القديم.



ومن أبرز العناصر الأثرية الباقية في المسجد منذ عهد بنائه الأول "الباب الفاطمي"، الموجود في الواجهة الرئيسية، وبعض مداميك من الحجر تعلو الباب الغربي كتب عليها بالخط الكوفي: "لا إله إلا الله محمد رسول الله".

ويُصعد إلى المسجد بدرج من بابيه الغربي والشمالي، ويتوسطه صحن مغطى بسقف يتوسطه منور مثمن الشكل، ويحيط بالصّحن أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة في الجانب الشرقي، والمحراب مجوف مكسو بالرخام، وتتوسطه بلاطة من القاشان كُتبت عليها عبارة "ما شاء الله 1141هـ".




ولا يزال الكثير من الآثار الإسلامية المهمة عرضة للإهمال، خاصة في تلك المناطق الشعبية في الجمالية والدراسة والأزهر والغورية، حيث تشغلها دكاكين وورش ومقاهٍ، ولم تتخذ الجهات المسؤولة سبيلاً لإخلائها، بالرغم من مخالفاتها القانونية، وخطورة وجودها في أحضان المباني الأثرية، ومن بينها محلات الأقمشة التي شبت فيها النيران أسفل مسجد الفكهاني!

المساهمون