سامر المصري يغنّي لسورية

سامر المصري يغنّي لسورية

19 ديسمبر 2018
فُصل الفنان من نقابة الممثلين السوريين (فيسبوك)
+ الخط -
قبل أيام، أصدر الممثل السوري سامر المصري عبر قناته الرسمية على يوتيوب، أغنية جديدة من تأليفه وتلحينه، حملت اسم "بحبك". أهدى الفنان الأغنية إلى بلده سورية التي غادرها قبل ستة أعوام، أي بعد اندلاع الثورة، وعبّر في الأغنية عن اشتياقه لبلده ولمدينة دمشق التي كانت بطلة الفيديو كليب المرفق بالأغنية.

ورغم أن المصري سبق أن قام بكتابة وتلحين العديد من الأغاني، وأدّاها بنفسه، إلا أن جميع الأغاني السابقة كانت تنتج ضمن أعمال درامية، سواء كأغنيات تطرح في المسلسل ضمن سياق درامي، أو كشارات للمسلسلات، كشارة مسلسل "أبو جانتي"؛ وهو ما يعني أن أغنية "بحبك" هي أول أغنية مستقلة يصدرها سامر المصري خلال مسيرته الفنية. وقد اختار المصري، الذي يقيم في إمارة دبي، أن يكون وطنه سورية موضوعاً لأغنيته الأولى.
وعلى الرغم من أن الكثير من السوريين قاموا بتداول الأغنية عبر صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، وأرفقوها بكلمات تنم عن الحب ليبدو وكأن الأغنية قد لامست مشاعرهم، ولكن هناك نسبة كبيرة من الجمهور تداولت الأغنية مع تعليقات ساخرة وأرفقتها بانتقادات مست شخصية المصري. ولم يكن سبب السخرية فنياً، فلم يعلق أحدهم على أداء المصري أو الكلمات واللحن، بل إن غالبية المنتقدين هم من مؤيدي النظام السوري، وانتقدوا الأغنية بسبب ميول المصري السياسية، واعترضوا على غناء فنان معارض للنظام أغنية لسورية! وكأن المشاعر الوطنية وحب الوطن مقترن لديهم بالولاء المطلق لرأس النظام الحاكم!
ووصل الأمر لدى البعض ليطالب سامر المصري بالاعتذار، علماً أن الفنان سبق وتم فصله من نقابة الفنانين السوريين بإمضاء من نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان؛ فالبعض طالب المصري اليوم بالاعتذار عن مواقفه السياسية السابقة كشرط أن يتقبّلوه مجدداً كفنان سوري يحق له تمثيل سورية والغناء لها، وكأن الغناء لسورية ومشاعر الحنين إليها يعني الالتفاف السياسي وإعلان الولاء. وقد لا تبدو هذه الأفكار غريبة في البلاد التي يتم فصل الفنانين فيها من النقابة لمواقفهم السياسية، ولا عن شريحة من الجمهور ممن يطلقون تسمية "سورية الأسد" على سورية، ويعاملون بشار الأسد كرمز للوطن يختصره ويمثله.
وجدير بالذكر أن تعليقات مشابهة انتشرت الأسبوع الماضي حين فازت فايا يونان بلقب "أفضل مطربة سورية لعام 2018" على حساب أصالة نصري، خلال حفل "داف باما ميوزيك أوورد"، فتعالت أصوات موالي النظام السوري للرد على الانتقادات التي طاولت يونان عقب حصولها على الجائزة، ليؤكدوا أن حصول يونان على الجائزة هو أفضل من حصول أصالة عليها، بسبب مواقفها السياسية المعارضة للنظام السوري، ووصل الأمر لدى البعض للمطالبة بتجريد أصالة من الجنسية السورية واعتبار أن وجودها كطرف ضمن المنافسة على لقب أفضل مطربة سورية هو خطأ من الأساس، وتم تصليحه بمنح يونان الجائزة.
عودة إلى سامر المصري، تقول شائعات إنه سيعود بجزء ثالث من مسلسله الشهير "أبو جانتي"، الذي لاقى جزؤه الأول نجاحاً كبيراً بسبب الشخصية التي مثّلها؛ سائق تاكسي يواجه مواقف كوميدية في دمشق. لكن الجزء الثاني لم يلق النجاح ذاته لأنه جرى تصويره خارج البلاد؛ إذ كانت قد اندلعت الثورة، وغادر المصري إلى الإمارات، وصوّر العمل هناك، ما أدى إلى افتقاد المسلسل لأجوائه الأصلية التي عرفه الجمهور بها.

المساهمون