مشاهير فرنسا و"السترات الصفراء": تأييد يشوبه الخوف

مشاهير فرنسا و"السترات الصفراء": تأييد يشوبه الخوف

10 ديسمبر 2018
بريجيت باردو ترتدي وكلبتها السترة الصفراء دعماً للمحتجين (تويتر)
+ الخط -
في ظل الترقب الحذر لمآلات التحركات الشعبية في فرنسا، لا تزال المواقف متباينة لدى النخب في كيفية تبني أو انتقاد حركة "السترات الصفراء". بعضهم أيد بوضوح والبعض آثر الصمت ولم يعلّق.

وتعد آراء النجوم من ممثلين وسينمائيين ومغنّين في باريس ذات تأثير على الرأي العام، ومحاكاتهم للواقع المعيشي القائم واحدة من مواقفهم البارزة اليوم، خصوصاً أن الحراك الشعبي المتمثل بنزول آلاف المتظاهرين في المدن الفرنسية كافة، من اقتصاديين وعمال وطلبة وأكاديميين لم ينحصر في هذه الفئات فقط، بل تعداها الى النخب الثقافية والمشاهير.

أبرز الأسماء التي شاركت في الحراك وتبنت قضايا "السترات الصفراء" الممثلة الأكثر شهرة في فرنسا بريجيت باردو.

وكانت باردو نشرت صورة لها مع كلبتها وهما ترتديان سترة صفراء. وكتبت على "تويتر" "معكم" في إشارة واضحة لوقوفها إلى جانب مطالب الناس.

وتعد مشاركة باردو الرمزية مهمة جداً، وتذكر الفرنسيين بزمن الثورات الطلابية التي شارك فيها في ذاك الوقت كبار المخرجين من أمثال غودار والممثلين والممثلات والمفكرين مثل جيل دولوز وسارتر وغيرهم، وهو ما تحتاجه كل ثورة في استقطاب المشاهير حولها، ويزيد من حضورها.

وكذلك شارك المخرج فيليب لولوش على "تويتر" بدعمه المطلق لحركة "السترات الصفراء"، مشيراً إلى أنه، دوماً الى جانب مطالب الناس ولن يكون في الصف الآخر. ونشر الممثل الكوميدي فرانك ديبوسك، شريط فيديو على "فيسبوك" يدعم فيه الحراك.

أما الممثلة الفرنسية الحائزة على جائزة "آيمي آوورد" موريل روبن، فدونت على "تويتر" قائلة "نعم أنا مع السترات الصفراء"، موضحة "سأظل دائماً في صف أولئك الذين يعانون"، معتبرة ما قامت به الشرطة الفرنسية من قمع "تدابير غير لائقة".

واعترفت روبن بأنها لم تكن تنوي المشاركة بشكل أكبر في هذه المعركة، لأنها كانت منخرطة في قضية أخرى. "إذا كنت تعرفني، يجب أن تعرف أنني ملتزمة جداً بالنساء اللواتي وقعن ضحية للعنف المنزلي ويستغرق الأمر وقتاً طويلاً"، مضيفة: "لسوء الحظ لا أستطيع متابعة كل المعارك".

من جهتها، أعربت الممثلة بياتريس داللي عن تأييدها الحراك الشعبي، وكتبت على "انستغرام": "باريس تحت القنابل. ونحن لا نريد افتعال ثورة من خلال أكل بريوش (حلوى فرنسية) يا شباب"، وكان تعليقها تبريراً ضمنياً للعنف الذي حصل في التظاهرات.

والحال أن الممثلة باميلا أندرسون أيدت مراراً عبر تغريدات لها على "تويتر" الحراك الشعبي في فرنسا، خصوصاً انها تقضي جزءاً من إقامتها في باريس، وكتبت أنها تحتقر العنف، "لكن ما هو عنف هؤلاء الناس مقارنة بالعنف الهيكلي للنخب الفرنسية والعالم؟".

ونشرت ملكة جمال فرنسا في العام 2007 راشيل تراباني نصاً طويلاً على "انستغرام" لشرح موقفها: "أنا لا أدعم الكراهية ولا للعنف، ولكن لا يمكنني أن أبقى صامتة. أفهم تماماً غضب السترات الصفراء والشعب الفرنسي. سياسيو فرنسا بعيدون عن الحقائق".

وكتب الموسيقي المعروف جان ميشيل غار: "فخور بكوني فرنسياً وفخور بالسترات الصفراء". أما المغني ميشال بولناراف، فأعلن عبر مقابلة له، دعمه لـ"السترات الصفراء واحترامه لقضيتهم".

وأيد المغني بيار بيريت الحراك مراراً في مقابلات له، كما فعل الرسام الكاريكاتوري باتريك سيباستيان الذي صار يدعو إلى التظاهر والمشاركة في الاحتفال الشعبي ضد السلطة.

ونشر أيضاً مغني الراب كياريس صوراً له على "انستغرام" مرتدياً السترة الصفراء.

في المقابل، برزت بعض المواقف التي أخذت منحى انتقادياً للحركة الشعبية، من بينها مواقف المقّدم التلفزيوني المعروف سيريل هانونا والمخرج السينمائي تييري ليرميت والكوميدي ميشال بوجيناه، الذين عبروا عن مخاوفهم من ازدياد العنف والغضب من هذا الحراك. وهو ما قابله انتقاد من قبل الفرنسيين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكانت أنظار الفرنسيين متجهة أيضاً إلى مواقف كل من الممثلة كاترين دونوف التي التزمت الصمت كلياً والممثل المعروف فابريس لوسيني، وغيرهما من مشاهير باريس الذين لم يعلقوا أبداً على مجريات الأحداث التي تخص كل فرنسي اليوم، واعتبر البعض على مواقع التواصل الاجتماعي صمت هؤلاء "انحيازاً الى سلطة ماكرون وسياسته".

المساهمون