زي تقليدي عربي في ليلة الهالوين

زي تقليدي عربي في ليلة الهالوين

05 نوفمبر 2018
حذفت إدارة بايرن ميونخ الصورة (تويتر)
+ الخط -
في ليلة عيد الرعب "الهالوين"، نشر الحساب الرسمي لنادي بايرن ميونخ على تويتر تغريدة تضمنت صوراً للاعبيه المتنكرين، الذين كانوا يحتفلون بهذا العيد. ومن بين تلك الصور برزت صورة المدافع البرازيلي رافيينا، الذي تنكر بزي رجل عربي، يرتدي الثياب التقليدية العربية ويحمل بيده علبة كتب عليها باللغة الألمانية كلمة "متفجرات". وأثارت هذه الصورة انتقادات الناشطين العرب، بسبب مضمونها العنصري. 

وبعد أن ازدادت حدة الانتقادات، قامت إدارة النادي بحذف المنشور المتضمن الصورة، وقام رافينيا بالدفاع عن تصرفه، حيث قال: "الهالوين هو حدث مرعب والناس ترتدي فيه أزياء ذات معنى. وأنا لم أكن أنوي، بأي شكل من الأشكال، أن أغضب أحداً بزيي أو أن أجرح مشاعره". وفي الحقيقة، إن صورة الرجل العربي بين مصاصي الدماء والزومبي، والتعامل مع زينا التقليدي بوصفه ثوباً مناسباً للتنكر في يوم الهالوين ما هو إلا انعكاس للثقافة التي روجت لها السينما الأميركية في العقود الماضية، التي لطالما قرنت العرب بمفهوم الإرهاب، وعمدت إلى تصوير شخصيات الإرهابيين المتطرفين وهم يرتدون الجلابية البيضاء ويضعون الغترة الحمراء على رؤوسهم؛ ففي الكثير من الأفلام الأميركية تم تصوير العرب بوصفهم مصدراً للشر المفرط والإرهاب، كما حدث في فيلم "الحصار" (1998) الذي يصور العرب والمسلمين بوصفهم مصدر الإرهاب العالمي، والحروب الأميركية ضدهم بوصفها إنقاذاً للبشرية.



فالسينما الأميركية عمدت إلى تنميط العرب، من خلال تصويرهم كمجموعة بشرية تحركها الغرائز والشهوات، ولا تتردد عن ارتكاب أعتى الجرائم لأسباب تتعلق بالمعتقدات الميثولوجية الخاصة بالديانة الإسلامية. ومن خلال هذه الصورة، كانت تبرر سياستها تجاه منطقة الشرق الأوسط، والحروب التي خاضتها بشكل مباشر، كما هو الحال في العراق، أو بشكل غير مباشر، كما هو الحال في فلسطين. وعمدت إلى تعزيز هذه الصورة من خلال حضور الشخصيات العربية والإسلامية في ألعاب الفيديو، مثل لعبة "Street Fighter" التي استخدمت صوت الأذان في إحدى مراحلها بوصفه ينذر بالرعب، وكذلك حضرت اللغة العربية في ألعاب الإثارة والآكشن مثل لعبة "Call Of Duty"، للإشارة إلى أن المكان الذي تظهر به هذه اللغة هو مكان مرعب وغير آمن.

وما قام به رافينيا ليلة الهالوين ما هو سوى انعكاس للممارسات الثقافية الناجمة عن النظرة السائدة للعرب في العالم الغربي؛ هو شكل من أشكال العنصرية بكل تأكيد، ولكنه ليس إلا امتداداً لما يعرض في الشاشات الغربية ضمن أطر سردية تدعم هذه المخاوف. وجدير بالذكر أن رافينيا لم يكن الوحيد الذي تنكر بزي "الإرهابي العربي" ليلة الهالوين، بل هنالك العديد من المتاجر المتخصصة بأزياء هذه الليلة كانت تبيع الزي العرب التقليدي. ومن المشاهير الذين قاموا بارتداء الزي نفسه اللاعب جيامباولو بازيني، الذي يلعب في صفوف نادي فيورنتينا الإيطالي، والذي ظهر ليلة الهالوين بزي رجل عربي وهو يحمل سلاحاً صغيراً.

دلالات

المساهمون