افتتاح متحف قطر الوطني في مارس 2019

افتتاح متحف قطر الوطني في مارس 2019

05 نوفمبر 2018
متحف الوردة بأقراصه المنحنية (العربي الجديد)
+ الخط -

أعلنت متاحف قطر، اليوم الإثنين، أنه سيتم افتتاح متحف قطر الوطني الجديد أمام الجمهور في 28 مارس/آذار 2019، بعد أن كان مقرراً افتتاحه في 18 ديسمبر/كانون الأول المقبل بذكرى اليوم الوطني للبلاد.

وقالت رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر، الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، في بيان صحافي: "قطر بلدٌ عريق، يزخرُ بعادات أهل الصحراء والبحر، وهو أيضاً موطنٌ للعديد من الحضارات القديمة، ولا تزال قطر حتى اليوم وفية لقيمها الثقافية الأصيلة، رغم تيار الحداثة الذي غيَّر معالمَ بنيتها التحتية. ونحن نتطلع لإهداء هذه التجربة المتحفية الجديدة في ربيع العام المقبل لمجتمعنا الثري بتنوعه والفخور ببلاده ولضيوف الدوحة الذين نرحب بهم من جميع أنحاء العالم".

ويروي المتحف التفاعليّ ذو التصميم الذي أبدعه المهندس المعماري الفرنسيّ جان نوفيل فصولَ قصة قطر وشعبها منذ أكثر من 700 مليون عام، مانحاً قطر صوتاً للتعريف بتراثها الثريّ وثقافتها الغنية والتعبير عن طموحات شعبها المستقبلية النابضة بالحياة.

وفي قلب المتحف الجديد، يقبع القصرُ التاريخي للشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني (1880-1957) نجل مؤسس دولة قطر الحديثة، وهو قصر قديم أُعيدَ ترميمه، وكان يُستخدم مسكناً للعائلة المالكة ومقراً للحكومة، ثم تحوّل لاحقاً إلى متحف قطر الوطني القديم.

وإلى جانب القصر، يضم المتحف الجديد الممتد على مساحة 40 ألف متر مربع (430 ألف قدم مربعة) أعمالاً فنية مبتكرة صُمِمت خصيصاً على يد فنانين قطريين ودوليين لعرضها بالمتحف، بالإضافة إلى مقتنيات نادرة وثمينة، ومواد وثائقية، وأنشطة للتعلم التفاعلي.

وينسجم التصميم المعماري الديناميكي لجان نوفيل مع جغرافية قطر ويستحضر تاريخها وثقافتها،/ وجاء على شكل وردة الصحراء وحول ذلك يقول نوفيل: "ومن هذه الوردة، استلهمت فكرة تصميم المتحف، بأقراصه المنحنية وتقاطعاته وزواياه الناتئة، ليكون معبراً عن معنى الشمول على المستوى العام، ويقدم في الوقت نفسه تجارب معمارية ومكانية وحسيّة على المستوى الفرديّ".

من جهتها، قالت مديرة متحف قطر الوطني، الشيخة آمنة بنت عبدالعزيز آل ثاني، إن المتحف الوطني سيوفر لزواره تجربة متحفية لا نظير لها بفضل رؤيته وأسلوب تطويره اللذين يراعيان احتياجات الجمهور في المقام الأول، فهذا متحف يروي قصة قطر وينقلها إلى الناس بأسلوب مبتكر ومتكامل وتفاعلي.

وأشارت إلى أن المحاور الرئيسية لرؤية المتحف توفر فرصاً للتعلّم أمام الجميع، صغاراً وكباراً، عبر البرامج والأنشطة التفاعلية والمعارض بموضوعاتها المختلفة. وسيكون للأرشيف الرقمي دور مهم في المعرض، إذ سيضم آلاف الصور والفيديوهات والوثائق من قطر والعالم، وسيُتاح كل ذلك لأكبر عدد ممكن من الناس.

ينقسم متحف قطر الوطني إلى ثلاثة أقسام وهي: البدايات، والحياة في قطر، وبناء الأمة. وتُعرض محتويات هذه الأقسام في 11 صالة عرض، وينطلق الزائر في رحلة زمنية يقطع خلالها مسافة 2.7 كليومتر يبدأها مع الحقبة الجيولوجية قبل استيطان الجزيرة العربية، ثم ينتقل من محطة إلى أخرى عبر التاريخ وصولاً إلى وقتنا الحالي، مستكشفا على طول الطريق محتويات مدهشة حتى يصل إلى درة تاج المتحف، وهي قصر الشيخ عبدالله الذي يمثل جوهر الهوية القطرية الوطنية.

وتتنوع المحتويات بين المرويات التاريخية والصور الأرشيفية والأعمال الفنية وسماع الحكايات والروائح المرتبطة بالذكريات، التي تمنح الزائر تجربة حسّية عميقة تجعله يندمج مع مجموعة مذهلة من المقتنيات الأثرية والتراثية، مثل سجادة بارودة الشهيرة المصنوعة من اللؤلؤ والتي أُمرَ بتصميمها في عام 1865 والمطرزة بأكثر من 1.5 مليون لؤلؤة خليجية عالية الجودة ومزينة بالزمرد والماس والياقوت، إلى جانب المخطوطات والوثائق والصور والجواهر والأزياء.

وتشمل الأعمال الفنية المصنوعة خصيصاً للعرض في متحف قطر الوطني، عملاً للفنان القطري علي حسن في المدخل العام بالطابق الأرضي، وعملاً آخر للفنان القطري الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني ويُعرض هذا العمل في مدخل صالات العرض، ومنحوتة للفنان العراقي أحمد البحراني تُوجد في الساحة الخارجية أو ما يُعرف بالحوش.

ومن الأعمال الفنية المصممة خصيصاً للعرض في حديقة المتحف، عمل للفنان الفرنسي جان ميشيل أوثونيل يقدم فيه 114 نافورة فردية داخل بحيرة، وقد صُمِمت النوافير على نحو يحاكي أشكال الخط العربي برشاقته المعهودة، هذا إلى جانب منحوتة للفنان السوري سيمون فتال بعنوان "بوابات البحر" وفيها يستلهم النقوش الصخرية المكتشفة بموقع الجساسية في قطر.

المساهمون