حرب ملصقات "صراع العروش" بين إيران وأميركا

قرّر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن يعلن عن وصول حزمة عقوبات بلاده الثانية إلى طهران، إثر انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، بتغريدة على "تويتر" أرفقها بصورة على شاكلة ملصق لمسلسل "صراع العروش"، مستخدماً نوع الخط ذاته، وكتب عنوان "العقوبات قادمة"، مستوحياً ذلك أيضاً من عنوان لأحد أجزاء المسلسل وهو (الشتاء قادم).

ووضع ترامب تحت ملصقه الذي بدا سينمائياً للغاية تاريخ تفعيل العقوبات، الذي يوافق فجر يوم الاثنين 5 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وهبّت عاصفة من التغريدات التي تعجبت من طريقة الرئيس الأميركي في الإعلان عن قدوم العقوبات بطريقة صراع السلطة التي يتمحور حولها ذلك العمل الضخم الذي أسر قلوب الملايين حول العالم.

Twitter Post

لكن الأمور لم تتوقف عند ذلك، فالرد جاء من إيران بالطريقة ذاتها، وظهر على الصفحة التابعة لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني في تطبيق "إنستغرام" ملصق مشابه وضعت عليه صورته وعنوان "سأقف بوجهك"، ودوّن تحت الصورة نصاً باللغة الفارسية كان حاد اللهجة، فوجّه تهديدات صارمة لترامب، وذكر سليماني أنه سيكون المنافس الذي سيتحدى ترامب وسيهزمه، مخاطباً إياه بالقول إن الإيرانيين قريبون منه، وعليه ألا ينسى أنهم قطعوا مراحل أصعب من هذه بكثير وسيكونون قادرين على مواجهة القادم، حسب تعبيره.

لكن قصة "صراع العروش" والدراما الملحمية الخيالية التي تتحدّث عن حروب السلطة وتغيّر موازين القوى تحوّلت إلى تراشق إيراني أميركي بصورة جديدة، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي بالذات، فقرّر الإيرانيون الرد على ترامب بطريقته ذاتها، وبعد نشر ملصق سليماني، خرج المرشد الأعلى علي خامنئي ليلقي اليوم السبت كلمة ركز في شق كبير منها على العقوبات التي تتربص باقتصاد بلاده، مؤكداً جهوزية إيران وقدرتها على تجاوز الصعوبات، فقال إن "أميركا شنت حرباً عسكرية واقتصادية وإعلامية ضد طهران طيلة العقود الأربعة الماضية ولم تصل إلى ما تريد"، فحوّل الإيرانيون ذلك إلى ملصق يظهر فيه المرشد الأعلى نفسه وكُتب عليه "العقوبات مرحّب بها".

(تويتر) 

ومع أن ترامب أثار حفيظة الإيرانيين بطريقة استخدامه لغة التهديد، لكن ملصقه السينمائي حوّل الأمر إلى طرائف تبادلها هؤلاء فيما بينهم، فوضع بعضهم صورة لرئيس البنك المركزي عبد الناصر همتي على ملصق "لعبة العروش" أيضاً الذي تحوّل اسمه إلى "لعبة العقوبات"، بإضافة جملة مقتبسة من عنوان إحدى الحلقات والمسماة "حراس على الجدار"، فكُتب على ملصق همتي "أنا الحارس الذي على الجدار"، في إشارة إلى استهداف التبادلات المالية وبنك إيران المركزي من قبل هذه الحزمة من العقوبات.

(العربي الجديد) 

وكان للرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد نصيب أيضاً، فهو المثير للجدل في الداخل منذ فترة لا بأس بها، والناشط على "تويتر" ومواقع التواصل منذ مدة كذلك، وصاحب التجربة مع العقوبات الأميركية المشددة في عهده الرئاسي، وعلى ما يبدو فإن المعجبين به هم من صنعوا ملصقه السينمائي، مقتبسين إحدى أشهر جمل هذا العمل الشهير التي تقول "أنت لا تعرف شيئاً يا جون سنو"، فسنو هذا هو من يحاول دائماً تجاهل لعبة العروش والصراع على السلطة، مع أنه يتحوّل إلى جزء فيها، وهو بالأساس أحد أبرز أركان اللعبة التي لطالما حاول إغفالها.

(العربي الجديد)