"الأعدقاء"... عودة محمد أوسو المجهولة

"الأعدقاء"... عودة محمد أوسو المجهولة

21 نوفمبر 2018
تعكس دراما أوسو بساطة المجتمع الدمشقي (فيسبوك)
+ الخط -
قبل أيام، أعلن الممثل والكاتب السوري محمد أوسو عن عودته إلى الساحة الفنية، بعد غياب طال لعشرة أعوام. وقد جاء الإعلان من خلال "فيديو سيلفي" عبر فيه عن شوقه للجماهير وأمله بأن يحب الناس عمله الجديد "الأعدقاء" (وهي كلمة مركبة من كلمتي الأعداء والأصدقاء).

ولم يكشف أوسو عما إذا كان عمله الجديد مسلسلاً أو فيلماً، لا في "فيديو سيلفي" ولا حتى في البرومو الذي طرحه في وقت لاحق؛ بل إن البرومو لا يقدم الكثير من المعطيات، فلا يظهر فيه أي نجم معروف من نجوم الدراما السورية باستثناء أوسو نفسه، ولا يذكر سوى أن العمليات الفنية في العمل يقوم بها علاء عربي كاتبي، وينتجه أوسو بنفسه.

وسرعان ما انتشر خبر عودة أوسو على صفحات السوريين، واعتبر البعض أن عودته بمثابة إنقاذ للكوميديا السورية التي تراجع مستواها في الأعوام الأخيرة؛ فعلى الرغم من أن تجربته الفنية لم تدم طويلاً، وأن سنوات نشاطه الفني لا تزيد عن أربعة أعوام (ما بين عامي 2005 و2008)، وأن لديه فقط ثلاثة أدوار رئيسية كانت في مسلسلات من تأليفه، لا يزيد عليها سوى شخصية واحدة بمسلسل "حرم سعادة الوزير" وبعض الحلقات في "بقعة ضوء"، إلا أن الأثر الفني الذي تركه أوسو يكبر شأنه يوماً بعد يوم.

وفي الحقيقة، إن المسلسلات الثلاثة التي سبق أن قدمها أوسو، أي "بكرا أحلى" و"كسر الخواطر" و"هارون"، تتميز بالعديد من الأمور عن باقي المسلسلات الكوميدية السورية، ما جعلها تخلد في الذاكرة، أهمها بأنه يعيب معظم المسلسلات السورية، ولا سيما الكوميدية منها، أنها تتعامل بتعالٍ مع المجتمع السني المحافظ، فغالباً ما يتم تصوير هذه الفئة من المجتمع باعتبارها حاضنة للتخلف أو بوصفها ذات عقلية أدنى؛ لكن مسلسلات أوسو الكوميدية تصور هذه البيئة ببساطتها، ومن منظور أكثر احتراماً وتفهماً لعقلية هذا المجتمع.



الحوارات التي تنطق بها شخصيات مسلسلات أوسو هي الأقرب لحوارات الشارع، ففي حين تجد أن الكوميديا السورية ترتكز في معظم الأحيان على المبالغة بالأداء واستهلاك الإيفيهات ذاتها، تجد أن أوسو يغوص في الشارع السوري ليبحث عن اللغة الخاصة به.

في الوقت الذي تشعر به أن المسلسلات الكوميدية السورية غالباً ما تستورد قوالب وأفكارا جاهزة لتعيد تصنيعها، وتقحم أشكال علاقات يندر وجودها في المجتمع السوري، كالعلاقات في الشركات الكبرى والمنافسين والعلاقات في الإذاعات الخاصة الحرة وغير ذلك، فإن مسلسلات أوسو تعكس بساطة المجتمع الدمشقي بصبغته التجارية، ويعكس في أعماله علاقات غير مألوفة في الدراما السورية رغم أنها من صلب الشارع السوري، كالعلاقات بين صغار الكسبة والعمال الذين يعملون لديهم، ليبني أوسو كوميديا تلائم الشارع السوري وتحترمه. إلا أن هذه النقطة لا تنطبق على مسلسل "هارون"، وربما لهذا السبب يضعه الجمهور عادةً بمكانة أدنى من المسلسلين الآخرين.


واليوم، بعدما غاب أوسو هذه المدة الطويلة، وعانى من القمع والاعتقال واللجوء، يعود أوسو من جديد، ويعبر من خلال "فيديو سيلفي" عن أمله بتقبل الجمهور له بعد هذه المدة الطويلة، فهل سينجح أوسو بذلك؟


المساهمون