رصاص الاحتلال يُغيب الطفل مجد عن ريشته

يقضي الفنان الفلسطيني الطفل مجد المدهون يومه الثاني على سرير الإصابة، بعيداً عن ريشته وألوانه، بعد إصابته بعيار مطاطي في الرأس على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركته في فعالية "زيكيم" البحرية شمالي قطاع غزة، وهي الإصابة التي أدخلته في حالة صحية حرجة.

وأصيب الطفل المدهون والذي اشتهر بين أصحابه بالفنان والرسام، بالرصاصة المطاطية، التي غيبته عن ضحكاته ومشاكساته المتواصلة لأقرانه وأصدقائه. وهذه ليست المرة الأولى التي يصاب فيها الطفل الغزّي خلال مشاركته في المسيرات السلمية.

أجواء مسيرات العودة وكسر الحصار كانت حاضرة في واقع الطفل الفنان، الذي حاول عكسها عبر ريشته وألوانه، إذ رسم ملامح الشهيدة المُسعفة رزان النجار، بعد استهدافها من قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء عملها على الحدود الشرقية لقطاع غزة، بينما جسدت لوحاته ملامح شهداء آخرين.

الفنان الطفل كان مأخوذاً بالمشاركة في المسيرات السلمية، وظهر ذلك واضحاً على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إذ نشر مجموعة من صوره خلال مشاركته في مسيرات العودة شرق القطاع، وصور الشخصيات الاعتبارية والوطنية، وإلى جانبها صورة عصفور ميت وسط الرُكام، وقد كُتب عليها "قبل قليل.. العصفور قتل من قصف الطيران الحربي".

أما محمد المدهون، والد الطفل مجد، فقد شارك بخبر يفيد بأن طفله أصيب عدة مرات في مسيرات العودة وكسر الحصار، لكن إصابته الأخيرة تسببت بنزول الدم على المخ، إلا أن حالته مستقرة حتى اللحظة.

واكتظت صفحة الطفل، صاحب الملامح الطفولية الغارقة في الجمال والتي وصف نفسه فيها بـ"الرسام والفنان التشكيلي"، بعشرات الصور والمشاركات المواسية والمساندة، وسط حالة من الصدمة والذهول بين أصدقائه، نتيجة استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لطفل لم يشكل أي خطورة على الجنود المدججين بمختلف أنواع الأسلحة.

وكتب الناشط إسماعيل مطر عن إصابة الطفل قائلاً: "الطفل الموهوب مجد المدهون، رسام بطريقة احترافية، أصيب في رأسه خلال مسيرات العودة على شاطئ بحر غزة، وهذه الإصابة الثانية خلال شهر، وهو الآن في غيبوبة".

ونشرت الناشطة حنين جاد الله صورة للطفل المُصاب، وأخرى للوحة كان قد بدأ برسمها للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، كتبت عليها: "الطفل رسم هذه اللوحة في ذكرى الشهيد أبو عمار، ومساء أمس أصيب إصابة حرجة. دعواتكم للرسام الصغير، ربي يشفيك ويرفع عنك"، أما يحيى المدهون، فقد نشر مجموعة صور للطفل مجد لحظة إصابته، وإجراء عمليات الإسعاف الأولى له، بينما كتب عم الطفل، محمود المدهون، قائلاً: "نحمد الله أن سلم ابن أخي مجد من إصابته اليوم في منطقة هربيا (زيكيم)، والحمد لله حالته مستقرة وتحت المتابعة في المستشفى".