طرد جيمس غانّ من "ديزني": خطأ أم صواب؟

طرد جيمس غانّ من "ديزني": خطأ أم صواب؟

11 نوفمبر 2018
جيمس غانّ: العودة إلى الشاشة الكبيرة (فيسبوك)
+ الخط -
في يوليو/ تموز الماضي، فاجأت شركة "ديزني" جمهورها بطرد المخرج جيمس غانّ (1970)، من "العالم السينمائي الواسع" للأبطال الخارقين في "مارفل"، بعد إخراجه جزئي "حرّاس المجرّة"، اللذين حقّقا نجاحًا كبيرًا نقديًا وجماهيريًا، عامي 2014 و2017. وكان يُفترض به إخراج جزء ثالث، حُدِّد موعد إطلاق عروضه التجارية عام 2020، قبل فصله. 
أما قرار الشركة فناتجٌ من كتابات قديمة للمخرج غانّ منشورة في "تويتر" بين 2008 و2012، كشفها الموقع الإلكتروني "ديلي كولر"، تتضمّن "نكات مسيئة" في مواضيع حسّاسة أخلاقيًا، كالاغتصاب والـ"بيدوفيليا". فأعلنت الشركة، في بيان رسمي لها، "الاستغناء عنه بسبب سلوكه الذي لا يتوافق مع قيم ديزني".


لا يُمكن فصل قرار الشركة وبيانها عن كلّ ما حدث العام الماضي في هوليوود، وتحديدًا مع حملة "Me Too"، التي نشأت بعد اتّهامات ساقتها ممثلات عديدات ضد المنتج هارفي وينستين بالتحرش والابتزاز الجنسيين، فتشجّع آخرون وأخريات للتقدّم بدعاوى قضائية بالتهمّة نفسها ضد ممثلين وصناع سينمائيين، أمثال كيفن سبايسي، الذي كان الأكثر تأثّرًا بالاتّهامات الموجّهة ضده، إلى درجة توقيف مساره المهنيّ تمامًا في الفترة الحالية.
في ظلّ هذا الوضع، تخوّفت شركتا "ديزني" و"مارفل" من أن تُثار أزمة وحملة ضغط ضدهما، تضرّ بسمعة السلسلة ونجاحها، فقامت "ديزني" بطرد جيمس غانّ باكرًا جدًا. يُذكر أن الشراكة بين هاتين الشركتين هي الأنجح في العالم حاليًا، إذْ حقّقت أفلامهما الأخيرة، كـAvengers وBlack Panther، أكثر من 3 مليارات دولار أميركي كإيرادات دولية.
لكن الموقف لم يكن بهذا الوضوح، وتحديدًا بعد بيانٍ للمخرج دافع فيه عن نفسه، إذْ قال إنّه في بداية مسيرته كان يرغب في أن يعمل في مجال الـ"ستاند آب كوميدي"، وإنّ التغريدات تلك جزءٌ من الشخصية الاستفزازية التي أظهرها حينها. ويُكمل غانّ: "نادمٌ أنا على تلك التغريدات الساخرة، التي لا تشبه الشخص الذي أنا عليه الآن".
بيان جيمس غانّ أفضى إلى اصطفاف الرأي العام السينمائي إلى جانبه وضد قرار شركة "ديزني"، على نقيض المتوقَّع، بالإضافة إلى مساءلة فكرة "الصوابية السياسية" وتطرّفها المُضرّ أحيانًا، نظرًا إلى أن غانّ لم يرتكب "فعلاً مُشينًا". كما طُرح التساؤل التالي: إلى أي مدى يجب محاسبة شخصٍ على نكتة "غير أخلاقية"، أطلقها قبل 10 ـ 12 عامًا؟ ذلك أن غانّ ذكر في بيانه أنه "أصبح شخصًا آخر".
هذان التعقيد والتعاطف ازدادا بعد بيانٍ للممثّلين الـ5 في "حرّاس المجرة"، كريس برات وبرادلي كووبر وزوي سالادانا وفِنْ ديزل ودايف باوتيستا، أعلنوا فيه "دعمهم الكامل للمخرج، وشعورهم بالصدمة لفصله المفاجئ". إلا أن "ديزني" لم تُعِد النظر في قرارها، الذي اعتبرته نهائيًا.


هدأت الأمور أسابيع عديدة، قبل عودتها إلى الواجهة مجدّدًا، مع إعلان شركة "دي سي"، مُنافسة "مارفل" وصاحبة "عالم سينمائي" آخر يضم "باتمان" و"سوبرمان" وغيرهما، التعاقد مع جيمس غانّ لإخراج الجزء الثاني من Suicide Squad، الذي يضمّ عددًا من أشهر أشرار الشركة، وأبرزهم الـ"جوكر" وهارلي كوين. غير أنّ الجزء الأول (2016) فشل نقديًا وجماهيريًا، كما فشلت أفلامٌ أخرى في العالم السينمائيّ نفسه، آخرها Justice League عام 2017 لزاك سنايدر. لهذا، يُعتبر قرار ضمّ جيمس غانّ شديد الذكاء، إذْ تُراهن الشركة على أن يُحقِّق إضافة استثنائية، نظرًا إلى خبرته في عالم الـ"كوميكس" في الأعوام الأخيرة.
إلى ذلك، يُرجَّح عرض "الفرقة الانتحارية 2" عام 2020، الذي يشهد عرض الجزء الثالث من "حرّاس المجرّة" أيضًا. وفي حال نجاح جيمس غانّ مع أشرار "دي سي" أكثر من نجاح "أبطال مارفل"، فسيكون هذا انتقامًا هو الأمثل مما يعتبره كثيرون ظلمًا تعرّض له بسبب "الصوابية السياسية" الزائدة والعمياء لـ"ديزني".





دلالات

المساهمون