ما صحة إلغاء تكريم ليلوش المناصر لإسرائيل بمهرجان القاهرة؟

ما صحة إلغاء تكريم المخرج الفرنسي ليلوش المناصر لإسرائيل بمهرجان القاهرة؟

19 أكتوبر 2018
تكريم كلود ليلوش أثار جدلاً (Getty)
+ الخط -
سرّبت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الخميس، بياناً صحافياً مضمونه "إلغاء تكريم المخرج الفرنسي كلود ليلوش عن مجمل أعماله (جائزة فاتن حمامة التقديرية)، في دورة المهرجان المنعقدة في الفترة من 20 إلى 29 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل"، وذلك استجابة لضغوط الفنانين والمثقفين المصريين، لكونه من أصحاب المواقف الداعمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي".

وبينما تداولت وسائل إعلام، البيان ونشرته على أنه قرار من إدارة المهرجان، نفى مسؤولون بالمهرجان صدور هذا البيان. وتأكد "العربي الجديد" من عدم صدور ذلك البيان بشكل رسمي، كما توصلت إلى أن البيان تم تسريبه بواسطة بعض الشخصيات التي تعمل بالمهرجان حيث نشروه على صفحاتهم الشخصية، بمواقع التواصل الاجتماعي.

وبحسب مصادر مطلعة داخل مهرجان القاهرة السينمائي، فإن تسريب البيان بهذه الطريقة من الإدارة، جاء كبالون اختبار لردود الفعل الدولية على فكرة "إلغاء تكريم المخرج الفرنسي المناصر للاحتلال الإسرائيلي".

وجاء في بيان مهرجان القاهرة "المسرب" أن "أعضاء اللجنة الاستشارية العليا للمهرجان تابعوا عن كثب على مدار الأيام الماضية، كل ما حرّكه السينمائيون والمثقفون على وسائل التواصل الاجتماعي، بخصوص ما أعلنه المهرجان بشأن تكريم المخرج الفرنسي، بناءً على مسيرته الفنية المؤثرة التي امتدت لما يزيد عن نصف قرن، قدم خلالها ما يزيد عن 60 فيلماً روائياً وتسجيلياً وقصيراً، يعتبر بعضها من علامات السينما العالمية".

وأضاف البيان: "ولما كان المهرجان ملتزماً بدوره الإنساني قبل الفني والسياسي، ومؤمناً بمسيرة طويلة كان موقف المهرجان واضحاً خلالها تجاه دعم القضية الفلسطينية، والشعوب العربية بشكلٍ عام، فإن اللجنة الاستشارية عقدت اجتماعاً عاجلاً أمس الأربعاء، لبحث المواد المنشورة التي تُلحق بليلوش اتهامات بالصهينة".

وتابع: "ولما كانت المواد المتوفرة لحين عقد الاجتماع مجرد حوار أجراه خلال تسلم تكريم في إحدى الجامعات الإسرائيلية يحمل عبارات ودودة تجاه مستضيفيه، فقد أطلق المهرجان دعوة عامة لجموع المثقفين لتزويدنا بما يُثبت انتهاج المخرج الفرنسي لموقف سياسي مُعلن معادٍ للقضية الفلسطينية".

وزاد البيان: "ونتيجة للدعوة، تلقى المهرجان فوراً العديد من المواد المهمة، وعلى رأسها ما يتعلق بزيارة قام بها المخرج إلى إسرائيل عام 1990 لأسباب غير فنية.. وهذه الزيارة لم تكن معروفة أو مثارة قبل عقد الاجتماع، وتختلف كثيراً في سياقها وأغراضها عن أي زيارة فنية أو ثقافية اعتاد أغلب الفنانين العالميين القيام بها لدولة إسرائيل".

وواصلت إدارة المهرجان في بيانها: "وبناءً عليه، ونظراً لما يبثه الأمر من شك حيال استحقاق ليلوش لتكريم مرتبط بالقيم الراسخة لمهرجان القاهرة السينمائي، وبالرغم من تقديرنا له على المستوي الفني، واعترافنا بقيمته كمبدع... إلا أننا رأينا أن من الأفضل إلغاء تكريمه بجائزة تحمل اسم فاتن حمامة نظراً لمواقفه السياسية".

وأعربت إدارة المهرجان عن شكرها لجموع الفنانين والمثقفين المصريين، الذين كانوا ولا يزالون شريكاً أساسياً في أي قرار أو حراك يتخذه المهرجان، مؤكدة التزامها بدور المهرجان الفني والثقافي والسياسي، وقبل ذلك الإنساني، في دعم القضايا الوطنية، والانحياز لأصحاب الحق في كل مكان بالعالم.

وسبق لإدارة المهرجان أن اعتبرت تصريحات ليلوش إزاء "حب إسرائيل" تأتي كلها في نطاق "المجاملات" المعتادة من الفنانين عند زيارة أي دولة، مطالبة كل من يملك أي مادة إعلامية تثبت مساندة ليلوش لدولة الاحتلال إرسالها إلى البريد الإلكتروني للّجنة، بعد تأكيدها وقوف المهرجان طوال تاريخه مع القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني.


وقال رئيس المهرجان محمد حفظي، في تصريح سابق لـ"العربي الجديد": إن "دعوة التكريم للمخرج الفرنسي لن يتم إلغاؤها، لأنه لا يوجد أي دليل على أنه صهيوني، فهو يحمل الجنسية الفرنسية، وإذا كان قد زار إسرائيل فلا توجد أزمة في ذلك، ولا يعد تكريمه في مصر تطبيعاً"، مستدركاً أن "موقف المهرجان معروف منذ سنوات أنه ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني بكل أشكاله".

ومن المعلوم أن المخرج الفرنسي يعد واحداً من الداعمين لإسرائيل، ولديه تصريحات وحوارات عدة أشاد فيها بعلاقاته مع الكيان الصهيوني، إذ صرح من قبل لإحدى الصحف الإسرائيلية عن حبه لـ"تل أبيب"، قائلاً إنه "يشعر بقرب شديد من هذا البلد، وكأنه بيته"، وإن "إسرائيل دولة أحبها كثيراً"، ويقدر دائماً حقيقة "أنك تعيش فيها بصعوبة وانعدام للأمان".

المساهمون