رسالة هوكينغ الأخيرة إلى الإنسانية

رسالة هوكينغ الأخيرة إلى الإنسانية

19 أكتوبر 2018
هوكينغ 50 عاماً وهو مصاب بمرض ALS (Getty)
+ الخط -
يوم الثلاثاء الماضي، نُشِر آخر كتاب لعالم الفيزياء الفلكيّة الراحل، ستيفن هوكينغ. في مؤتمرٍ صحافيّ حول الكتاب بعنوان "الإجابات على الأسئلة الكبيرة"، تم الإعلان عن آخر تقييم قدَّمه الفلكي الراحل حول وضع العالم الراهن، وأرائه في السياسة والاقتصاد والثقافة، وهذه هي المرّة الأولى، تقريبًا، التي يتم فيها عرض آراء هوكينغ مباشرة عن الشأن العام.

التفكير العلمي في خطر
"فكرة العلم والتعليم هي في خطرٍ كبيرٍ أكثر من أي وقتٍ مضى"، هذا ما حذّر منه هوكينغ قبل وفاته بوقتٍ قصير في آذار/ مارس الماضي. ودعمًا لرؤيته، تحدَّث عن انتخاب الأميركيين لشخصٍ شعبوي قليل العلم والخبرة مثل دونالد ترامب، كما أنَّه انتقد قرار البريطانيين في الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في عام 2016 أو ما يعرف الآن باسم "البريكست". ويقول هوكينغ: "إنها ثورة عالميَّة، ولكنها يمينية ضد التفكير العلمي وضد الخبراء". انتقد هوكينغ بشكل حاد موجة اليمين الشعبوي الصاعدة التي تغزو العالم، ووصفها بثورة سوداء مضادة.

تحديات كوكبنا
وفي الوقت نفسه، وجه هوكينغ رسالة إلى الشباب، مشجّعاً على المضي قدماً في التغيير، قائلاً: "يجب على الشباب أن يتطلّعوا إلى النجوم، وليس إلى أقدامهم". كما أكَّد أنّه على الشباب أن يجدوا تفسيرات لما يرونه، وأن يسألوا أنفسهم بشكل عميق، عن سبب وجود هذا الكون. يقول هوكينغ في ذلك: "إنَّه أمرٌ حاسم ألا يستسلم الشباب، وأن يتركوا خيالهم حرّاً، وأن يتطلعوا إلى صناعة المستقبل". وفي هذا السياق، أشارَ هوكينغ إلى التحديات والأخطار والصعوبات التي تواجه النوع البشري على سطح كوكب الأرض، إذْ يتحدّث في كتابه عن الاحتباس الحراري، وتقلّص مساحة الغابات الخضراء، وأنقراض الأنواع الحيوانية، والنمو السكاني، والتلوث الكبير الذي يلحق بالمحيطات. كما أنَّه يسخر بشكل حاد من انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من اتّفاق المناخ العالمي، ويحمل أكبر قوّة على سطح كوكب الأرض، مسؤوليَّة تدهور المناخ على سطح كوكب الأرض.
عاطفة لوسي
وعاش هوكينغ لأكثر من 50 عاماً، وهو مصاب بمرض ALS، أي مرض التصلب الجانبي الضموري، إذْ أصيب بالشلل التام، ولم يستطع التحدث سوى باستخدام جهاز الكمبيوتر. وشاركت ابنته لوسي أيضاً في عرض الكتاب، وقد وصفت لحظة سماعها صوت والدها من خلال الجهاز، بعد إصابته بالمرض، بأنها كانت "لحظة عاطفية جداً". وتحدّثت لوسي في المؤتمر الصحافي، والدموع تسقط من عينيها، وأضافت: "في بعض الأحيان، يبدو الأمر وكأنه لا يزال موجودًا حتّى الآن بيننا. نتحدّث عنه ونسمع صوته، ونرى صوره، ثم نتذكّر أنه قد غادر". وقد توفي هوكينغ في 14 مارس/ آذار من العام الحالي عن عمرٍ يناهز الـ 76 عاماً. وكان صاحب نظرة تشاؤمية، وتكهُّنات قاتمة دائمًا، بخصوص النوع البشري على سطح كوكب الأرض. في مايو/ أيار من عام 2017، قال: "أعطي البشريّة فرصة 100 سنة أخرى على الأرض". في يونيو/ حزيران، دفن رماد هوكينغ في مقبرة دير وستمنستر، بين مقبرتي تشارلز داروين وإسحاق نيوتن. ويعتبر هوكينغ من أعظم علماء الفلك في عصرنا.

دلالات

المساهمون