"الابن"... قصة فيلم ممنوع من التصوير

"الابن"... قصة فيلم ممنوع من التصوير

15 أكتوبر 2018
الفيلم تعود أحداثه إلى عام 2001 (Getty)
+ الخط -
تداولت العديد من المواقع والصفحات التونسية والعربية، حكاية منع تصوير فيلم "الابن"، للمخرج التونسي المهدي البرصاوي، من قبل سامي الغابي، محافظ منطقة قبلي في أقصى الجنوب الغربي التونسي. منع تصوير الفيلم أثار ردود فعل مساندة لما قام به المحافظ، وأخرى رافضة له. فما هي حكاية منع تصوير الفيلم؟ 

"العربي الجديد" اتصلت بكل الأطراف المتدخلة في الموضوع؛ حيث بادرت بالاتصال بسامي الغابي، محافظ قبلي، الذي رفض بدوره الحديث، وأحالنا إلى ما سبق، مكرّرا ما كان قد صرّح به لإحدى القنوات الإذاعية الخاصة؛ حيث بيّن أن سبب منعه تصوير الفيلم يعود إلى أن العمل يحكي قصة حرب يتمّ فيها إنزال الراية التونسية وتعويضها براية "داعش" الإرهابي، مضيفاً أنه لن يسمح في المحافظة التي يتولى تسييرها بإنزال الراية التونسية مهما كان السبب. لاقى هذا الموقف استحساناً لدى بعض التونسيين الذين رأوا في موقف المحافظ تعبيراً عن وطنية صادقة.

رأي المحافظ، فنّده حبيب عطية، منتج الفيلم عن طريق مؤسسة "سينيتيلي فيلم". روى عطية، في حديثه لـ "العربي الجديد"، ما حصل، حيث أكد أن كل ما قاله محافظ قبلي غير صحيح نهائياً، خصوصاً القول إن سبب منع الفيلم هو رفع راية "داعش"؛ لأن العمل تدور أحداثه في أيلول/سبتمبر 2011، وهو تاريخ سابق بكثير لتنظيم "داعش" الإرهابي. وأضاف أنهم راسلوا محافظ قبلي طالبين منه أن يبين لهم سبب سحب ترخيص التصوير؛ فكان جوابه أن الأمر تمّ من دون ذريعة واضحة. منتج الفيلم حبيب عطية استغرب تصرّف المحافظ، خاصة أنه حصل على التراخيص اللازمة للتصوير من قبل وزارة الثقافة التونسية، وهي إحدى الجهات الممولة للفيلم، وبالتالي اطلعت على السيناريو، كما حصل على ترخيص تصوير من قبل وزارتي التربية والصحة، باعتبار أن التصوير سيتم في منطقة هي عبارة عن مدرسة قديمة ومستوصف (مستشفى صغير) في منطقة قصر غيلان في محافظة قبلي.



أكد منتج الفيلم أنه سيكلف محامين لطلب تعويضات مالية ومعنوية، خصوصاً أن منع التصوير تسبب له في خسائر بمئات الآلاف من الدنانير، مشيراً إلى أن ما حصل من قبل محافظ قبلي خطير جداً، سيتسبب لتونس في خسائر اقتصادية؛ حيث ستتحول وجهة صانعي الأفلام في العالم من تصوير أفلامهم في تونس إلى التصوير في المغرب الذي يوفر كل الإمكانيات والتسهيلات لكل من يرغب في التصوير؛ حيث تمّ مثلا غلق طريق الدار البيضاء مراكش لمدة 15 يوماً من أجل تصوير فيلم Mission impossible 3. يوضح المنتج أن هذا المنع عودة إلى مربع الاستبداد في عهد الرئيس التونسي المخلوع، حين كان يتمّ التضييق على حرية الرأي والتعبير من دون أسباب واضحة. وشكر كل الفنانين والصحافيين الذين ساندوا فريق إنتاج الفيلم، انتصاراً لحرية الرأي والتعبير، التي تُعتبر واحدة من أكبر مكاسب الثورة التونسية.

الانتصار لحرية الرأي والتعبير عبّر عنه الإعلامي الثقافي رمزي العياري، الذي صرح، لـ "العربي الجديد"، بأن ما قام به محافظ قبلي هو اعتداء على حرية الرأي والتعبير، سيتسبب في خسائر مالية لقطاع السينما التونسية التي كانت تجلب عديداً من الأفلام السينمائية الكبرى للتصوير في الصحراء التونسية، لكن ما حصل قد يجعلهم يتوجهون للصحراء المغربية. الانتصار للحرية عبّر عنه أيضاً عشرات السينمائيين والفنانين التونسيين الذين كتبوا عريضة تندد بما فعله محافظ قبلي بمنعه تصوير فيلم "الابن"، جاء فيها: "نحن العاملون في قطاع السينما نعبّر عن استيائنا الشديد لما تعرّض له تصوير فيلم "الابن" للمخرج التونسي المهدي البرصاوي، إنتاج شركة "سينيتيلي فيلم" من طرف السيد والي (محافظ) قبلي من منع اعتباطي ومنافٍ لروح وجوهر الدستور".

يبدو أن قصة منع الفيلم ستكون لها تبعات أخرى، خاصة أن منتج الفيلم أكد أنه توجه إلى رئاسة الحكومة التونسية والقضاء التونسي، للحصول على حقوق فريق عمل الفيلم المادية والمعنوية.

دلالات

المساهمون