تونا أبو شحادة... الفن لا حدود له

تونا أبو شحادة... الفن لا حدود له

13 أكتوبر 2018
تونا أبو شحادة خلال أحد عروضها (العربي الجديد)
+ الخط -
تونا أبو شحادة، فلسطينية من قرية عبلّين شمال فلسطين، تخرجت من المعهد العربي للمسرح والتمثيل في الكلية الأكاديمية للتربية في حيفا. ويعتبر المعهد هو الأول والوحيد الذي يمنح طلابه تعليماً أكاديمياً في تمثيل المسرح باللغة العربية.
في حوار مع "العربي الجديد"، قالت أبو شحادة: "منذ صغري كانت هوايتي التمثيل. وكان حلمي أن أكون ممثلة، لكن معارضة الأهل بداية منعتني من أن ألتحق بمعهد للتمثيل، كون الفلسطينيين المقيمين في الأراضي المحتلة منذ عام 1948 لا فرص لديهم للعمل في هذا المجال، واضطررت أن أتعلّم اختصاصاً آخر".


تضيف: "بعد سنوات، استطعت أن أحقق حلمي، وعدت والتحقت بمعهد التمثيل، وتخرجت وبدأت العمل في التمثيل، ولكن اتجهت نحو المسرح التربوي وخاصة لأطفال المدارس، حيث نهدف من خلال العروض إلى توعية الأطفال من خلال حياتنا اليومية على العادات والتصرفات المسموح بها، والأخرى المضرّة أو غير الصحيّة. أما المسرحيات التي نتوجه بها للكبار، فهي مسرحيات احترافية ومشاهد تعالج مشاكل المجتمع التي لا يحكي الناس عنها عادة، من اغتصاب وعنف ومخدرات. ولاحظت أننا نستطيع إيصال الرسالة من خلال المسرح بطريقة أسرع من المحاضرات".

تعمل تونا أبو شحادة حالياً مع جمعية "نساء ضد العنف"، ومن خلالها تقوم بنشاطات مسرحيّة للأطفال الذين تأثروا بخلافات آبائهم، وخاصة بوجود حالات عنف، مما يؤثر عليهم سلباً. ويتم معالجة هذا الأمر من خلال المسرح باستخدام أدوات معينة، وصقل الشخصية، ليستطيع الطفل الخروج من أزمته. كما أنها تقوم بتعليم الشباب على التمثيل المسرحي من خلال ورشات عمل يقوم في نهايتها الطلاب بعرض مسرحية تكون نتاج ما تعلموه.



تلفت أبو شحادة إلى أن العمل في المسرح ليس سهلاً، وتتخلله صعوبات، لأنه يعتمد على تحليل النصوص والعمل على الشخصيّة. كما أن الحركة على المسرح تعتمد على أساسيات الحركة، كالمشي على الخشبة والتعبير الجسدي من خلال الأحاسيس الانفعالية أو الشعوريّة، ويحتاج إلى تدريب مكثف على تحرير الجسد والتحكم به، بالإضافة إلى تطوير الخيال والقدرة على التعبير عن المشاعر والأحاسيس وبناء الشخصية. وهذا ما تقوم به من خلال تعليمها في المدارس، أو ورش العمل، حيث تعمل على بناء الشخصية، والتركيز والتوسع في الخيال، والتعبير اللغوي واكتشاف المشاعر وصولاً إلى لحظات الإبداع. من أهم الأعمال المسرحية التي شاركت بها مسرحية "عرس الدم"، وهي عبارة عن مسرحية تراجيدية للشاعر والمسرحي الإسباني فيدريكو غارسيا لوركا، والتي كتبها عام 1932. و"عرس الدم" من ترجمة وإعداد وإخراج صالح عزام.
تختم أبو شحادة: "الفن لا حدود له، لذلك أطمح كفلسطينية أن أصل إلى الوطن العربي. وأستطيع أن أعرض أعمالي هناك، وأن نثبت أن الفلسطينيين المقيمين تحت الاحتلال منذ عام 1948 لديهم طاقات فنية لكن لا يستطيعون عرضها في دول الوطن العربي".

المساهمون