"بلد كالابريا" و"كيس النوم" أفضل فيلمين في مهرجان جونية

"بلد كالابريا" و"كيس النوم" أفضل فيلمين في مهرجان جونية

24 يناير 2018
من "بلد كالابريا": أفضل فيلم وثائقي (الملف الصحافي للمهرجان)
+ الخط -
انتهت الدورة الأولى من "مهرجان جونية السينمائي الدولي"، مساء الإثنين، 22 يناير/ كانون الثاني 2018، بتوزيع جائزتين اثنتين، وتنويه واحد، في احتفال متواضع للغاية، إذْ لم يتمكّن المهرجان الجديد من جذب أهالي المدينة ومحيطها، مع أن خطوته الأولى هذه تطمح إلى إطلاق نشاطٍ سينمائي، تحتاج له المنطقة. 

كلمات قليلة، لمديرة المهرجان والمُشاركة في تأسيسه جويل بيطار زند، تناولت فيها النشاط والرغبات والطموحات، متوقّفة عند معنى الأيام الـ4، التي عُرضت فيها 10 أفلام، في مسابقة رسمية، شاهدتها لجنة تحكيم برئاسة اللبناني منير معاصري، وعضوية التونسي لطفي عاشور، والمصرية آيتن أمين، واللبنانيين هادي زكّاك والزميل نديم جرجوره. ومنحت اللجنة جائزة أفضل فيلم وثائقي للإيطالي "بلد كالابريا" (إنتاج فرنسي سويسري إيطالي مشترك، 2017، 90 د.) للثنائي شو آيلّو وكاترين كاتيلاّ، وجائزة أفضل فيلم روائي للإيراني "كيس النوم" (إيران، 2017، 104 د.) لحامد نعمت الله. بينما حصل الفيلم الروائي الطويل المصري، "بلاش تبوسني" (مصر، 2017، 85 د.)، لأحمد عامر، على شهادة تنويه.

يتناول الفيلم الإيطالي أحوال بلدة إيطالية صغيرة، في منطقة كالابريا، تعاني هجرات دائمة لشبابها، ما أدّى إلى حياة رتيبة لأفراد قلائل، غالبيتهم بلغوا سنّ الشيخوخة. لكن ـ مع وصول مهاجرين غير شرعيين إليها، قادمين من دول أفريقية مختلفة، بالإضافة إلى أكرادٍ يريدون عيشاً هادئاً، بعيداً عن خراب بلدانهم ـ بدأت أمور "رياس" تتحسّن، إذْ تمكّن "الوافدون الجدد" من ضخّ نبضٍ حياتي فيها، بعد أن سمح أبناؤها لهم بالإقامة في منازل مهجورة، وبالانخراط ـ شيئاً فشيئاً ـ في يومياتهم.

يتابع الثنائي آيلّو وكاتيلاّ مسارات بعض القادمين إلى "رياس"، المتقاطعة والمتداخلة بيوميات أبناء البلدة، المطلّة على البحر، حيث يروي أحد الأكراد الناجين من الموت بداية حكايته معها. والمقيمون فيها منفتحون على الوافدين إليها، وهذا عاملٌ أساسيّ، سهّل انخراط الحالمين بعيشٍ هانئ وبسيط ومتواضع في البلدة، التي قام مواطنوها بتأمين أدوات العيش لهم: أمكنة للإقامة، وتدريس اللغة، والعلاقات الاجتماعية، وبعض هذه الأخيرة أفضى إلى حالات زواج مختلفة، بالإضافة إلى الأوراق الرسمية لإقامتهم.

أما الفيلم الإيراني، "كيس النوم" (بحسب العنوان الأصلي، أو "مكبوت" بحسب العنوان الإنكليزي)، فمختلفٌ تماماً، رغم القسوة والشقاء اللذين تعيشهما مينا (ليلى حاتمي)، منذ اللحظة الأولى لطلاقها من زوجٍ مُدمن على المخدّرات (هذه بداية الفيلم أصلاً). الطلاق مُصيبة، والمجتمع غير متقبِّل بسهولة حضور امرأة مطلّقة في يومياته، خصوصاً أنها وحيدة، لا مُعيل لها ولا قريب، باستثناء صديقة تحاول مساعدتها لفترة قصيرة. والدها مريض، ومُقيم في بلدة بعيدة جداً. والحصول على وظيفة، دونه صعوبات جمّة، قبل أن يُوافق كمران (قوروش تهامي) على عملها في مطعمه الخاص بالوجبات السريعة.

غير أن كمران يريد علاقة حبّ معها، بعد أن يُخبرها بمشاعره تجاهها. يؤمّن لها عملاً آخر، ويُقدِّم لها منزلاً متواضعاً، ويبدأ معها رحلة عاطفية، تتخّللها أوقاتٌ صعبة، قبل أن تكتشف خيانته لها، فتسقط في جحيم الخراب الروحي والانفعالي والجسدي، وتواجه الموت، قبل أن تستعيد شيئاً من حياتها، إثر فضح كمران أمام امرأته الأخرى.

إلى ذلك، يغوص الفيلم المصري، "بلاش تبوسني"، في كواليس صناعة السينما، حيث يصطدم مخرج شاب، يُصوّر أول روائي طويل له، بعنجهية ممثلة معروفة، وبتشاوفها وارتباكاتها ورفضها الظهور في لقطات حميمة، رغم ماضٍ سينمائيّ لها، يتضمّن لقطات كهذه، بل أكثر حميمية. لكن الفيلم يلتقط مسالك بشرية فردية، في العلاقات والإعلام والنجومية والاعتزال، وغيرها من الأمور التي يُصوِّر عامر بعضها بنبرة كوميدية ساخرة وموفَّقة.


المساهمون