رئيس النمسا يتدخل لإيقاف حملة عنصرية بحق رضيعة مسلمة

رئيس النمسا يتدخل لإيقاف حملة عنصرية بحق رضيعة مسلمة

10 يناير 2018
حظي منشور الرئيس بترحيب واسع (فيسبوك)
+ الخط -

كتب الرئيس النمساوي، ألكسندر فان دير بيلين، منشورًا على صفحته الرسمية على "فيسبوك"، يدين فيه حملة الإساءات العنصرية التي أطلقها مجهولون بحق الرضيعة المسلمة، أسيل تامغا، التي ولدت في الساعة 12:47 صباحًا مع مطلع العام الجديد، مما جعلها أول مولودة نمساوية عام 2018.

واحتفلت الصحافة المحلية النمساوية بولادة أسيل بنشر صورة لها مع والدها نعيم ووالدتها المحجبة ألبر، وهذا ما أثار حفيظة العنصريين على مواقع التواصل الاجتماعي، فانهالوا بسيل من تعليقات الكراهية والحقد، مما دفع الرئيس فان دير بيلين للتدخل، والدفاع عن الطفلة، وفقًا لموقع "ديلي ميل".

ورحب الرئيس بيلين (73 عامًا) بقدوم المولودة أسيل إلى هذا العالم، في المنشور الذي شاركه في 6 كانون الأول، وقال: "يولد الناس أحرارًا ومتساوين في الكرامة والحقوق" وأضاف: "الحب والتماسك الاجتماعي أقوى دائمًا من الكراهية والتحريض"، في حين شاركه آلاف الناس التمنيات الطيبة ذاتها.

وكان "فيسبوك" قد أزال صورة الطفلة في وقت سابق، بسبب الكم الهائل من التعليقات العنصرية عليها، حيث كتب أحد المستخدمين: "ولدت إرهابية جديدة" في حين كتب آخر: "لماذا ترتدي هذه المرأة الحجاب؟ هل هي مصابة بالسرطان مثلًا!"

وأكدت منظمة "Netpeace" النمساوية غير الحكومية، أن الكراهية صارت تنمو اليوم على الإنترنت، بشكل مربك وخارج عن السيطرة، والدليل على ذلك كيف تمكن بعض مستخدمي "فيسبوك" العنصريين، من تحويل صورة عائلية سعيدة، إلى خطاب تحريضي مليء بالكراهية والتعصب الديني.

وأشارت سابين بك، المتحدثة باسم المنظمة، إلى أن نشر الناس لهذا النوع من التعليقات في عصرنا، بأسمائهم الحقيقية، بدلًا من الأسماء المستعارة، يعتبر أمرًا مثيرًا للاهتمام، ويحمل دلالات خطيرة، وقالت: "تظهر هذه القضية بشكل واضح أن الوقت حان لاتخاذ تدابير حاسمة" وأضافت: "نحث الحكومة على السير في خطا واسعة، والتركيز على تعزيز المحبة، ونبذ العنصرية في التعليم المدرسي"

يذكر أن موجة العنصرية في النمسا، تلازمت مع زيادة تدفق المهاجرين المسلمين إلى البلاد، وخاصة بعد أن ضمت الحكومة الائتلافية الجديدة بقيادة سيباستيان كورز، حزبًا يمينيًا متطرفًا، وهذا ما يثير القلق من عودة الشعبوية المتطرفة إلى النمسا، حيث أشار أحد المعلقين العنصريين على "فيسبوك"، إلى أن وزير الداخلية الجديد، هربرت كيكل، هو الرجل الذي سيطرد المهاجرين من البلاد، فيما التزم الأخير بالصمت إزاء ذلك.

 (العربي الجديد)


 

 

 

 

 

المساهمون