بيت العبيد وبوابة اللاعودة

بيت العبيد وبوابة اللاعودة

17 سبتمبر 2017
أوباما يزور بوابة اللاعودة عام 2013 (جيم واتسون/فرانس برس)
+ الخط -
بيت العبيد وبوابته التي تسمى "باب اللاعودة" هو نصب تذكاري لتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، ويقع في جزيرة غوري في السنغال. ويعد المكان الذي تحول لمتحف افتتح عام 1962، قبلة للزائرين من أفريقيا وأوروبا والأميركتين الذين يريدون استمرار إحياء ذكرى الخسائر البشرية التي نجمت عن العبودية واختطاف البشر من ساحل أفريقيا عبر هذه البوابة وذلك المنزل، الذي اختلف المؤرخون في حجم العدد الذي جرى احتجازه وتصديره منه.

المنزل القديم أعيد بناؤه وافتتاحه عام 1962 على يد بوبكر يوسف ندياي، الذي تبنى قضية إنشاء نصب تذكاري لجريمة احتجاز البشر بهذا المنزل بأعداد كبيرة، ومن ثم نقلهم مباشرة إلى المستعمرات البريطانية والفرنسية والإسبانية والهولندية والبرتغالية في الأميركتين. في نهاية المطاف أصبح ندياي أمينا للمتحف، وظل الرجل الذي توفي عام 2009 يؤكد طوال حياته أن عدد الذين مروا من أبواب هذا المكان يفوق المليون شخص. هذا الاعتقاد جعل المنزل جاذباً سياحياً فائقاً، وموقعاً لزيارات رؤساء الدول والشخصيات المهمة دولياً التي تحرص على رؤيته.

يزعم بعض المؤرخين أن المنزل الأصلي شيّد في عام 1776، وكان مملوكاً لزوجة أحد التجار السنغاليين وتدعى آنا كولاس بيبين. ويرى باحثون أنه رغم كون المنزل مكان احتجاز للمختطفين من قرى أفريقيا والغابات، فإن موقع الترحيل الحقيقي على متن السفن كان يبعد عن المنزل بحوالي 300 متر في حصن مقام على الشاطئ. ويزعم آخرون أن حجم من مروا بالجزيرة من العبيد لا يتخطى 26 ألف شخص. لكن ندياي وأنصاره قدموا أدلة على أن المنزل بني أساساً لاحتجاز الأفارقة كعبيد، وجهزه أصحابه لإيواء أعداد كبيرة، وأن ما يصل إلى 15 مليوناً على أقصى تقدير قد مرّوا عبر هذا الباب بلا عودة.

وتؤكد كثير من الحسابات الأكاديمية أن النقل القسري للأفارقة من الجزيرة جرى بين عامي 1670 وحتى 1810، ولكن السجلات الغربية تدعي أن عدد من مروا خلال تلك الفترة لا يتعدون 180 ألف أفريقي. هذه الأرقام رفضها الأفارقة والسنغاليون على وجه الخصوص. وفي مؤتمر أفريقي للتاريخ عام 1998 أعلن أن سجلات المنازل التجارية الفرنسية وثقت نقل 103 آلاف شخص خلال عام واحد فقط في بداية القرن الثامن عشر على متن سفن شركة نانت وحدها. والمؤكد أنه رغم اختلاف المؤرخين في الأرقام، فإنهم متفقون على حجم الجريمة الهائلة التي جرت في ذلك المنزل، وعبر بوابته ذات الاتجاه الواحد للخروج بلا عودة.

وبرغم الجدل الدائر حول العدد، فإن "منزل العبيد" هو جزء مهم من قائمة مواقع "يونسكو" للتراث العالمي في جزيرة غوري، وتأثيره العاطفي وما يثيره من ردود فعل لدى زائريه، لا سيما أولئك المتحدرين من الأفارقة المستعبدين الذين غادروا القارة لأول وآخر مرة ولم يروها ثانية حتى وفاتهم.

وكان ندياي خلال فترة أمانته للمتحف يجول بالسائحين بنفسه ويعطيهم السلاسل القديمة التي كبل بها العبيد، ليحملوها ويتعرفوا إلى ملمسها ويشعروا بمعاناة من رحلوا. وحتى نيلسون مانديلا الذي زار المكان عام 1997 خرج من الجولة الرسمية وأصر على الجلوس منفردًا في إحدى زنزانات القبو بالمنزل لمدة خمس دقائق ليستوعب هول ما حدث، كما أصر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما على زيارته والمرور من بوابة اللاعودة أثناء زيارته للسنغال عام 2013.


المساهمون