أغرب 6 كوارث بيئية شهدتها البشرية

أغرب 6 كوارث بيئية شهدتها البشرية: من سحابة الغبار إلى الضباب الدخاني

17 سبتمبر 2017
الضباب الدخاني الكبير في لندن عام 1952(Getty)
+ الخط -

 

شهدت الأرض منذ بداية تكوينها كوارث بيئية كثيرة، كالأعاصير والبراكين والزلازل، كلفت البشرية خسائر جسيمة في الأرواح والعمران، ومنها ما كانت عابرة وقتها، إلا أن نتائجها كانت فادحة على المدى الطويل، مما جعل العلماء يدرسون أسبابها للعثور على الوسائل المناسبة للحد من الأخطار القاتلة لحوادث مشابهة محتملة، وعلى الرغم من جهودهم المبذولة.

وبقيت أسباب بعض الكوارث محط بحثهم وتساؤلاتهم لفترة طويلة من الزمن، نظرًا لغرابتها، ولكونها غير مألوفة.

إليكم قائمة بأغرب 6 كوارث بيئية شهدتها البشرية عبر التاريخ، وفقًا لموقع "هيستوري":

 

1- الضباب الدخاني الكبير في لندن 1952:

شهدت سماء لندن في أوائل كانون الأول عام 1952، كتلة ضخمة من الضباب البارد الكثيف، الذي غطى المدينة لمدة أربعة أيام، وأوقف الحياة فيها، إذ تجمدت حركة المواصلات، وعانى كثيرون من مشاكل تنفسية ناجمة عن الهواء الملوث، مما أدى إلى وفاة حوالي أربعة آلاف شخص، ونفوق عدد كبير من الحيوانات.

وأرجع العلماء أسباب الدخان الضبابي القاتل لاختلاط جزيئات حمض الكبريتيك الناتجة عن احتراق الفحم في المدافئ والمصانع ومصادر الطاقة، بضباب لندن الطبيعي، مما دفع الحكومة البريطانية لاحقًا إلى سن قانون الهواء النظيف عام 1956، أو بمعنى آخر منع استخدام الفحم سيئ الجودة في التدفئة أو في إنتاج الطاقة.

حادثة تنغوسكا 1908م (getty) 


2- حادثة تنغوسكا 1908:

دوى انفجار عظيم بقوة تعادل مئات أضعاف قوة القنبلة التي ألقيت على هيروشيما، في منطقة كراسنويارسكي قرب نهر تونغوسكا في 30 حزيران من عام 1908، وأضاءت كتلة اللهب الهائلة سماء سيبيريا قرابة الساعة السابعة صباحًا، مما أثار هلع العلماء عبر العالم، بعد أن تسببت الحادثة بأضرار على مدى خمسمائة فدان من الغابات، في وقت لم تكن القنبلة الذرية اخترعت فيه بعد.

وتحول ليل تونغوسكا إلى نهار في ذلك اليوم، وصار بإمكان الناس في آسيا قراءة الصحف في منتصف الليل لعدة أيام لاحقة، لم يتسبب الانفجار بوفاة أي شخص لوقوعه في منطقة غير مأهولة، إلا أن أسبابه المجهولة، وتأثيراته الغريبة بقيت محط الدراسة حتى اليوم، وعزاه البعض لوقوع نيزك من الفضاء، فيما اشتبه البعض بانفجار بركان، إلا أن البعثة الروسية التي وصلت لذلك المكان عام 1927، لم تلاحظ أثر وجود فوهة بركانية، ولا حفرة ناتجة عن اصطدام جسم فضائي بالأرض.

وما يزال العلماء حتى اليوم يرون أن المسبب المنطقي لحادثة تنغوسكا هو وقوع حجر فضائي من السماء وانفجاره من دون ترك أثر، على الرغم من عدم وجود الأدلة على ذلك، ومن المرجح انفجار مذنب قطره 65 إلى 100 قدم، في الغلاف الجوي منقسمًا إلى قطع صغيرة، وقد يكون سماع شهود عيان لضجة سقوط أحجار من السماء بعد الانفجار، وارتفاع نسبة النيكل والحديد في عينات النباتات في تلك المنطقة، مؤشرين على ذلك.

عام الجراد 1874م (فيسبوك) 

 3- عام الجراد 1874:

كانت أسراب الجراد المدمرة للمحاصيل الزراعية أمرًا شائعًا على حدود الولايات الأميركية المتحدة في أواخر القرن التاسع عشر، إلا أنها جميعًا لا تقارن بما حدث في منطقة "غريت بلاينز" في صيف عام 1874، إذ خلق الربيع الجاف قبل تلك الفترة، ظروفًا مواتية لتضع إناث جراد جبال روكي بيوضها بأعداد هائلة، وعندما فقست ملايين البيوض، هاجم الجراد نبراسكا، كانساس، داكوتا، أيوا والعديد من الولايات الأخرى على شكل سحب ضخمة، حاجبًا أشعة الشمس لعدة ساعات، ومسببًا كارثة بيئية هائلة.

والتهم الجراد كل المحاصيل الزراعية والنباتات في الحقول، وحتى ملابس الناس التي يرتدونها، كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في مقال لها أن أسراب الجراد غطت كل شيء، المنازل، القطارات، والنوافذ، وكأنها قدمت بغاية التدمير فقط.

وحاول الناس القضاء على الجراد بشتى الوسائل، من حرقه بالنار، إلى ضربه بالرصاص المتفجر، إلا أن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل نظرًا لأعداده الضخمة التي ألحقت بالمحاصيل الزراعية أضرارًا تقدر بملايين الدولارات، كما استدعي الجيش الأميركي لتقديم المساعدة للضحايا، ليعرف ذلك العام لاحقًا بعام الجراد. 

وتكررت حوادث مشابهة بعد عام 1874، إلا أن التغيرات المناخية في أوائل القرن العشرين تسببت بانقراض جراد جبال روكي في وقت لاحق.

حادثة كارينغتون عام 1859 (فيسبوك) 

4- حادثة كارينغتون 1859:

تحدث التوهجات الشمسية عندما تتحرر الطاقة المغناطيسية على سطح الشمس على شكل انفجارات إشعاعية وجسيمات مشحونة، مما يؤدي إلى انفجارات تعادل قوتها قوة الملايين من القنابل الهيدروجينية، والتي تسبب ما يعرف بالرياح الشمسية، القادرة على إفساد الغلاف الجوي لكوكب الأرض.

وتعرضت الأرض في أوائل أيلول من عام 1859 لأكبر عاصفة شمسية على الإطلاق، والتي سميت بـ "حادثة كارينغتون" نسبة للفلكي البريطاني ريتشارد كارينغتون الذي رصدها قبل أيام من وقوعها، مما جعل السماء تتلألأ بألوان الشفق القطبي في أماكن بعيدة عن القطب باتجاه الجنوب حتى هاواي، حيث قال أحد الشهود المقيمين في كولورادو: "كانت السماء متوهجة ليلًا لدرجة أنك تستطيع القراءة بسهولة".

يقال إن مشهد السماء كان غاية في الجمال وقتها، إلا أن الاضطرابات الجيومغناطيسية التي رافقته خربت أنظمة التلغراف في جميع أنحاء العالم، مؤدية إلى حدوث حرائق وصعقات كهربائية للعاملين في هذا المجال، كما استمر بعض هذه الأجهزة بإرسال الرسائل على الرغم من فصل بطارياتها، نتيجة شحن الغلاف الجوي بالكهرباء في بعض المناطق.

وخلفت تلك العاصفة الشمسية الهوجاء خسائر كبيرة، على الرغم من أنها لم تستمر أكثر من بضعة أيام، ويتوقع العلماء فوضى رهيبة، وانقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية، بالإضافة إلى خسائر تقدر بترليونات الدولارات في حال وقوع حدث مشابه في يومنا هذا.

عام كامل بلا صيف 1816 م (فيسبوك)


2- عام كامل بلا صيف 1816:

يؤثر تعاقب الفصول على حياة الكائنات الحية جميعها، فمواسم الولادة والتناسل، نوع الغطاء النباتي والمحاصيل الزراعية، جميعها ترتبط بدرجات الحرارة، ومدة الليل والنهار المتغيرة من فصل لآخر، لذا فإن أي إخلال بالنظام الفصلي قد يؤدي إلى كوارث بيئية لا تحمد عقباها، مثلما حدث عندما حل شتاء بركاني طويل في معظم بقاع الأرض عام 1816.

شهد العالم في إبريل عام 1815 أعظم ثوران بركاني في التاريخ، عندما انفجرت حمم نارية هائلة من جبل تومبورا في إندونيسيا، ووصل ارتفاع الرماد البركاني إلى طبقة الستراتوسفير على علو شاهق يقارب 46 كيلومترًا، مخلفًا عشرات الآلاف من الضحايا في جنوب شرق آسيا.

غطت السحابة البركانية أنحاء العالم من خلال التيارات الهوائية، وحجبت أشعة الشمس، مما أدى إلى هبوط درجات الحرارة وحدوث خلل في الطقس طوال العام اللاحق.

سبب انفجار بركان تمبورا موجات جفاف وفيضانات متلاحقة، مما أدى إلى تغير الظروف البيئية في خليج البنغال، وظهور سلالة جديدة من الكوليرا في الهند قتلت الملايين، في حين هطلت أمطار غزيرة في أوروبا، أغرقتها بالمجاعات، وهطلت ثلوج كثيفة في بعض الولايات الأميركية في شهر حزيران من عام 1816، خربت المحاصيل، وأدت إلى تدهور اقتصادي، كما بقي الطقس قاتمًا في سويسرا طيلة العام، مما جعل العلماء يسمونه بـ "عام التجمد حتى الموت" ثم عرف لاحقًا بـ"سنة من دون صيف".

سحابة الغبار عام 536 (فيسبوك) 

6- سحابة الغبار 536:

غطت سحابة ضخمة من الرمل والغبار معظم أرجاء الكرة الأرضية منتصف القرن الـ6 ميلادي، مما أدى إلى حجب أشعة الشمس، وانخفاض درجات الحرارة لسنوات عديدة، ساد فيها القحط والمجاعات والأوبئة في جميع أنحاء العالم، حتى أن الكثير من مؤرخي ذلك الوقت كتبوا عن عام كامل صار ضوء الشمس فيه أخفت من نور القمر.

وبذل العلماء جهدًا كبيرًا في محاولة حل لغز الفترة القريبة من عام 530 ميلادي، وبحثوا طويلًا عن مسببات الشتاء الطويل الذي حل فيها، إلا أنهم لم يتوصلوا إلى دليل حاسم، حيث وجد بعضهم آثار نشاط بركاني بعد دراسة عينات جليد من منطقة غرينلاند، وأتراتيكا تعود إلى القرن الـ 6 ميلادي، إلا أن البعض الآخر أشاروا إلى أنه سبب غير كاف لما حلّ بالأرض من كوارث في تلك الفترة.

كما أكد بعض العلماء أن السبب الأكثر احتمالًا هو سقوط جرم سماوي، ويرجح أن يكون قطعة انفصلت عن مذنب هالي أثناء مروره بالقرب من الأرض عام 530 ميلادي.

 


(العربي الجديد)

 

المساهمون