نور الشريف ينتظر نتائج التحقيق في اغتيال ناجي العلي

نور الشريف ينتظر نتائج التحقيق في اغتيال ناجي العلي

31 اغسطس 2017
كان نور الشريف مهتماً بقضية ناجي العلي (فيسبوك)
+ الخط -

لم يسعد خبر فتح التحقيق في اغتيال ناجي العلي الأحياء فقط، وإنما سيبلغ صداه إلى قبور شخصيات عربية من أجيال مختلفة، أحبت ناجي العلي، وتبنت سخريته من واقع عربي تعيس.

وسيكون الفنان الراحل نور الشريف بالتأكيد من أكثر هؤلاء الأشخاص سعادة، فقد تحدثت إليه أول مرة عندما كان في بيروت، يعمل جاهداً لينتج فيلمه عن ناجي العلي.

كان نور الشريف قد دخل مغامرة إنتاجية خاسرة بالتأكيد، جمعته بالإعلامي وليد الحسيني، ولكنهما خاضا معاً تجربة فريدة في ذلك الوقت حاولت أن تجسد حماسهما لإعادة اكتشاف مسار شخصية عربية من أكثر الشخصيات إثارة للجدل وإغراءً بالتوغل فيها، مع كل ما كان يحيط بالقضية الأم وقتها من تجاذبات وصراعات، استغلها الموساد لإسكات صوت ناجي العلي الذي شكّل لوحده مساراً مبتكراً لرواية الأحداث، وخطاباً إعلامياً جديداً حرّك كل الساحة العربية، حتى أصبح مثقفوها وجماهيرها ينتظرون رسمته وتعليقه الصادق على أحداث وقعت في أحلك سنوات العرب وأكثرها مناورات على القضية الفلسطينية.

وأتذكر أنني كنت أتحدث إلى نور الشريف ووليد الحسيني عبر الهاتف من تونس، في برنامج إذاعي مباشر كنت أقدمه في ذلك الوقت، وسألت نور عن دوافعه، لإنتاج فيلم من ذلك النوع عواقبه غير محسوبة مادياً وسياسياً، فأجابني بأن شخصية ناجي العلي شخصية آسرة، سيطرت على اهتمامه لسنوات، وبأن رحيله يشكل علامات استفهام سياسية وسينمائية، لا يمكن لمثله أن يمر عليها ويتجاوزها دون النبش فيها ومحاولة استدعائها من جديد لمساءلتها عما أحاط بها من تطورات وأحداث لم تكن تعني ناجي وحده، وإنما كانت تتعلق بظرف فلسطيني وعربي دقيق.

ويتذكر كل من شاهد الفيلم بالتأكيد الشبه الكبير بين العلي والشريف، فيما بدا أنه انصهار بين الشخصيتين، وتلازم مسارين آمنا بقضية واحدة، بيعت بأرخص الأثمان على مدى عقود من الزمن، ولا يزال أملها الوحيد قائماً على شباب معزول يحتج بحجارة هي كل سلاحه، ولكنه يحسن الصمود.

نور الشريف تلقى بعد خروج الفيلم سيلاً من الانتقادات اليومية، حيث تجندت صفحات لمهاجمته بشكل مستمر وصلت إلى حد اتهامه بالخيانة، وكان نور الشريف يبكي كلما عاد إلى تلك الأحداث، خصوصاً أنه أنفق وعائلته كل ما يملك من أجل إنتاج الفيلم ودخل الجميع في ضائقة مالية كبيرة.

وبغض النظر عن تقييم الفيلم فنياً، أو مساءلة نور الشريف ووليد الحسيني وعاطف الطيب (مخرج الفيلم) عن روايتهم للأحداث، وخصوصاً استنتاجاتهم السياسية، فإن تلك التجربة كانت مهمة في مسيرة الثلاثة بالتأكيد.

واليوم لا شك في أن نور الشريف، وهو الوحيد الذي قابل حنظلة من الناحية الأخرى، وتثبّت من وجهه وملامحه، وخبِر سخريته منا وبكاءه علينا، سيرقد أهنأ وأكثر اطمئناناً، في انتظار نتائج تحقيق لا أحد يعرف لماذا طرح الآن وما هي غاياته وأهدافه وكيف ستكون انعكاساته على أعداء العلي من الداخل والخارج.




المساهمون