ناصيف زيتون... طريق نجومية من بيروت

ناصيف زيتون... طريق نجومية من بيروت

27 اغسطس 2017
تخطى ناصيف زيتون زملاءه وأصبح في مرتبة متقدمة فنياً(فيسوك)
+ الخط -
لسنواتٍ، غاب المغنّي السوري عن الساحة الفنيّة العربيّة. ولم تُسعِف محاولات بعض الشباب السوريين التقدم، أو الحفاظ على مكانة وشهرة اكتسبوها بعد مشاركتهم في برامج خُصِّصت للهواة في صناعتهم "كنجوم" أوائل.

أسماءٌ كثيرةٌ كشادي أسود وشهد برمدا ومحمد باش وعبد الكريم حمدان، وحازم الشريف الفائز بلقب "أحلى صوت" بنسخته العربية، ظلوا خارج إطار الضوء، والشهرة التي من المفترض أن تساعدهم لشق طريقهم الفني والثبات فيه. لكن هؤلاء جميعاً تاهوا بداية مع انعدام صناعة، أو إعداد نجم يستحقُّ أن يحجز مكانه على الخارطة الغنائيّة العربيّة. فيما لم يذكر الماضي القريب سوى أسماء قليلة لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، لمغنين سوريين، تخطّوا مساحة سوريّة.
لكن طريق "النجومية" يبدو أنّها تمر ببيروت لصالح المغني ناصيف زيتون. إذ يقتحم زيتون الساحة الغنائية بخطى واثقة جداً. لعل الفنان الشاب تجاوز في سنوات قليلة معاناة الفنانين السوريين مع الإعلام السوري، وأسلوب صناعة النجم وتأهيله، حال كل الفنانين الآخرين الذين وجدوا أن شهرتهم يجب ألا تقتصر على الانتشار المحلي، بل لا بد من الانصهار مع بلدان ودول أخرى لمضاعفة النجاح.

عام 2010، اشترك ناصيف زيتون في الموسم السابع من برنامج "ستار أكاديمي" الذي كان لا يزال يستقطبُ جمهوراً كبيراً من جيل المراهقين والشباب على حد سواء. لفت الشاب السوري الجمهور بصوته بداية، وحسن أدائه ودراسته لمجموعة من الاختصاصات الفنيّة التي تلزمه للخروج إلى الضوء.

دُعِم ناصيف زيتون في الأكاديمية، نظراً لإمكاناته الصوتية. كان ذلك واضحاً من خلال مديرة الأكاديمية، رولا سعد، التي لم توفّر جهداً في ذلك، وعملت على بلوغه المرتبة الأولى، ولو كان ذلك على حساب زملائه داخل الأكاديمية. ولعل ميزة تخصيص ناصيف زيتون بفرقة موسيقية على المسرح، للعزف له منفرداً وكسر "بروتوكول" البرنامج، اعتبِرَت سابقة وخطوة عبدت الطريق أمام مغنّ، يريد العبور إلى عالم الضوء، متسلحاً فقط بصوته.

عرفت شركتا "أندمول" وLBCI كيف تستثمرُ في هذا الصوت القادم من دمشق، بعد سلسلةٍ من المحاولات التي لم تأت ثمارها، وذلك بعد تسعة مواسم تبارت ضمنها مجموعة من المواهب السورية التي لم يُكتَب لها الضوء ولا الشهرة التي حققّها ناصيف زيتون في السنتين الأخيرتين.

اهتمَّ المتابعون بصوت زيتون، ودعمَت قناة LBCI الشاب الموهوب، بعد إعلان فوزه وخطفه اللقب، وبدأت تساندهُ بطريقة بدت لافتةً، عن طريق إدارة أعماله، بعدما كان قد وقع عقداً حصريًا يجيزُ للمؤسّسة التعاقد على حفلاتٍ يحييها زيتون، أو مشاركته في مناسبات الزفاف، وبأسعار مرتفعة قياسًا إلى أجرة الفنانين المبتدئين.

استفاد ناصيف زيتون كثيراً من ظهوره في برنامج "ستاراك"، وتوظيف الموهبة التي حملت اللقب لصالح الحفلات، وتبني شركة "ميوزك ماي لايف" الفنية لموهبته. وهي الشركة التي ساهمت لسنوات في تعزيز تواجد بعض المغنين أمثال مريام فارس ومروان خوري وجو أشقر، وآخرين. حتى أصبح زيتون، اليوم، الفنان الوحيد المدلل للشركة، والتي تعتمدُ على الإنتاج له بطريقة هادئة. وتولي الشركة ناصيف زيتون الحرية كاملة في اختيار أغنياته، بعد نجاح تجربته الاولى في الاختيار، وتوزيع وغناء أغنيات ألبومه الأول "يا صمت"، والذي تميّز بتقنيات عالية من جهة التوزيع الموسيقي واختيار الأغنيات. ولم يتأخر ناصيف كثيراً عن طرح ألبوم ثان، فكان ألبوم "طول اليوم"، إذ شكّل بوّابة أخرى لأبواب كثيرة بدأت تُفتَح لناصيف زيتون.

قبل أيام، أعلنت شركة "ميوزك ماي لايف" في بيان إعلامي أن ناصيف زيتون حقق على تطبيقه الرسمي على جميع الهواتف المحمولة، وتطبيق "أنغامي" رقمًا جديداً لجهة المتابعين، متجاوزاً 200 مليون استماع. وقارب، أيضاً، النصف مليار مشاهدة على قناته الرسمية على "يوتيوب"، فهل هذا فعلاً يؤكد ولادة نجم سوري صف أول؟ 

دلالات

المساهمون