قبّة فريدفورت... أكبر حفرة ناتجة عن اصطدام نيزك

قبّة فريدفورت... أكبر حفرة ناتجة عن اصطدام نيزك

25 اغسطس 2017
أضيفت حفرة فريدفورت إلى قائمة مواقع التراث العالمي (Getty)
+ الخط -
في أقصى جنوب القارة السمراء، توجد أكبر حفرة معروفة، حتى الآن، ناتجة عن اصطدام نيزك بالأرض، كان قطرها حوالى 300 كيلومتر عندما حدث الاصطدام وتشكلت. وهي تقع بالقرب من مدينة فيدفورت في جنوب أفريقيا. وبالرغم من تعرض الموقع للتآكل عبر ملايين السنين؛ فإن الهياكل الجيولوجية والآثار الباقية في مركز الحفرة ما زال يحمل الكثير من المعلومات حولها.

وهي تعد ثاني أقدم حفرة معروفة على الأرض، ويرجع تاريخها إلى أكثر من ملياري سنة، ويقدر قطر الكويكب أو النيزك الذي ضرب فريدفورت بحوالى 10 – 15 كيلومتراً، وهو واحد من أكبر الأجسام التي ضربت الأرض عبر تاريخها. كما أنه أقدم من النيزك الذي ضرب كندا قديماً منذ 1849 مليون عام، وتشكل منه حوض سدبري. وما تبقى من موقع الحفرة حالياً هو مركزها الذي يقدر قطره بحوالى 70 كيلومتراً، وهو بمثابة حلقة جزئية من التلال التي ارتفعت صخورها عن الأرض نتيجة الصدمة الهائلة.

كان الاعتقاد القديم أن الحفرة تشكلت بسبب بركان انفجر في المنطقة، ولكن في منتصف التسعينيات كشفت الأدلة عن أن الموقع كان مسرحاً لتفجير ناتج عن شهاب ضخم. ويعد الموقع من ضمن عدد قليل من الحفر التي تشبه الموجودة على كواكب أخرى مثل حفرة فالهالا على قمر كاليستو الذي يدور حول كوكب المشتري في نظامنا الشمسي، وبعض الحفر الموجودة أيضاً على القمر التابع لكوكب الأرض. في عام 2005 أضيفت حفرة فريدفورت إلى قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لـ"يونسكو"، من أجل أهميتها الجيولوجية. وقد أدت عوامل التعرية على مر التاريخ إلى تدمير معظم الحلقات التي أوجدها الاصطدام، ولكن مع ذلك فإن الضربة كشفت الكثير من كنوز المنطقة، منها الذهب الذي اكتشف عام 1886، ويعد من أشهر مخازن الذهب المدفونة في باطن الأرض، ويقول العلماء إنه لولا الحفرة، وما أحدثته من تغيرات جيولوجية، لما استطاع أحد اكتشاف هذا الذهب في ذلك الوقت.

يتكون قلب مركز الحفرة الذي يبلغ قطره أربعين كيلومتراً من قبة من الجرانيت، وهو جزء من أقدم القارات التي تشكلت على الأرض قبل حوالى أربعة مليارات عام. وهذه الصخور الجرانيتية هي صورة نموذجية لدرجة الحرارة التي أسالت الصخور عقب اصطدام النيزك بالأرض، واختراقه سطحها عميقاً للداخل. كما تكونت صخور الكوارتزيت والصخور الحديدية التي تشكل قوساً من التلال حول مركز الحفرة، ويمكن رؤيته من الأقمار الصناعية في الفضاء. وكنتيجة طبيعية لانتشار البشر وامتدادهم نحو تلك المواقع، تعرضت المنطقة لعمليات التنقيب العشوائية والقانونية على حد سواء، كما أضرتها مياه الصرف الصحي وعمليات التعدين المستمرة التي تسهم في تدمير القبة. والمكان، حالياً، يضم ثلاث بلدات هي بلدة باريس وفريدفورت وكوبيز فنتيرسكرون. أما بلدة باريس فهي أكبر مركز سياحي، في حين تعتمد فريدفورت وكوبيز فنتيرسكرون على الاقتصاد الزراعي بشكل رئيسي. ورغم قدم الفوهة وتاريخها الطويل، فإنه لا تزال المخاوف تنتاب العلماء من أن تتسبب القبة في إثارة البراكين في المنطقة.


المساهمون