كارا ديليفين: الجمهور يفضّل البطل رجلاً في الأفلام

كارا ديليفين لـ"العربي الجديد": الجمهور يفضل البطل رجلاً... وعهد عرض الأزياء ولّى

02 اغسطس 2017
مشاركةً في باريس فاشون ويك (باتريك كوفاريك/فرانس برس)
+ الخط -
اشتهرت البريطانية كارا ديليفين (24 سنة) وهي بعد مراهقة، خصوصاً في عرض الأزياء حيث نافست ألمع "السوبر موديلز" ووقفت أمام عدسات أهم مجلات الموضة النسائية في العالم، غير مشاركتها في تقديم أزياء أشهر أسماء الأناقة الراقية، الباريسية الإيطالية والإنكليزية وغيرها. إلا أن السينما جذبتها أخيراً.

ظهرت ديليفين منذ بلوغها العشرين، في أفلام عدة أبرزها "مدن من ورق" و"بان" و"وحدة انتحارية" و"وجه ملائكي"، منتقلة من الدراما إلى الرومانسية إلى المغامرات بلا تمييز، إلى أن أتاها عرض البطولة النسائية إلى جوار النجم دين دي هان، في فيلم "فاليريان ومدينة الألف كوكب" من إخراج لوك بيسون، والمأخوذ عن كتب الروايات المرسومة "فاليريان ولوريلين" المعروفة، والتي تدور أحداثها في زمن مستقبلي فوق كواكب تسكنها كائنات غريبة.

قدمت كارا ديليفين إلى باريس بهدف الترويج لفيلمها الأخير، فالتقتها "العربي الجديد" وحاورتها.


*يتردد في وسائل الإعلام المتخصصة أن فيلم "فاليريان" قادر على التسبب في إفلاس شركة "أوروبا كورب" لمالكها لوك بيسون والتي أنتجت الفيلم وتوزعه في حال فشله تجارياً، فماذا تعلمين في هذا الصدد؟

لقد بلغت موازنة الفيلم 197 مليون دولار، وهذا رقم قياسي بالنسبة لأي عمل سينمائي أوروبي، إذ إن الأفلام الهوليوودية فقط هي التي تسمح لنفسها بالإنفاق على مثل هذا المستوى. أما "فاليريان" فيحمل الهوية الفرنسية، وشركة "أوروبا كورب" المنتجة له أوروبية بحتة. ولا شك إذاً في أن فشل الفيلم على الصعيد التجاري قد يؤثر سلباً على مستقبل "أوروبا كورب"، ومع ذلك فإنّ لوك بيسون يؤكد أنه باع "فاليريان" مسبقاً إلى عدد كبير من الدول، الأمر الذي قد يضمن تغطية نفقاته، بصرف النظر عن عدد البطاقات المباعة هنا وهناك. وهذا ما أعرفه وما أستطيع قوله.


*هل كنت ملمة بأعمال لوك بيسون قبل توليك بطولة "فاليريان"؟
لم أشاهد أفلامه، وكنت أعرفه بالإسم فقط نظراً الى شهرته العالمية، لكنني فور حصولي على دور لوريلين في "فاليريان" حرصت على مشاهدة فيلم "العنصر الخامس" العائد إلى نهاية القرن العشرين والذي نفذه بيسون وهو من بطولة بروس ويليس وميلا يوفوفيتش، ذلك لأنني سمعت وقرأت الكثير عن أوجه الشبه بين الفيلمين، لا سيما في ما يخص الأحداث التي تدور في زمن مستقبلي خيالي. ووجدت هذا العمل ممتازاً على كل صعيد، وعرفت بالتالي ماذا أتوقع بخصوص "فاليريان".

*هل كنت قد قرأت مغامرات "فاليريان ولوريلين" المكتوبة والمرسومة؟
لا، لم أسمع عنها أبداً قبل حصولي على الدور في الفيلم، ورحت أطّلع عليها فيما بعد.

*حدثينا عن دورك في الفيلم
أنا إذاً لوريلين، جاسوسة محترفة وعميلة سرية تعمل بصحبة العميل فاليريان بهدف إنقاذ ملايين الكائنات التي تسكن الكواكب المختلفة والمهددة بالفناء من قبل فئة حاكمة قوية تستمد مبادئها من النازية وتطمع في إبادة كل الشعوب التي لا تناسب المقاييس المثالية في رأيها، في الشكل وفي الثقافة والذكاء وكل شيء.


ديليفين مع معجبيها تزامناً مع عرض "فاليريان" (توم ويتبي/Getty)


*يقال إن الفيلم يستمد الكثير من مؤثراته المرئية من "حرب النجوم"، فما رأيك في هذا الكلام؟

رأيي أن الذين يروجون مثل هذا الكلام يتسمون بالجهل ومن الأفضل أن يسكتوا. دعني أفسر لك كيف أن الكتب المرسومة الخاصة بـ"فاليريان ولوريلين" أُنجزت قبل ظهور سلسلة أفلام "حرب النجوم" بسنوات طويلة، وكيف أن كل العناصر المتوافرة في فيلم "فاليريان" موجودة أساساً في الكتب المرسومة والتي تروي مغامرات البطلين، الأمر الذي يعني أن الذي استوحى ونقل هو جورج لوكاس منفّذ "حرب النجوم" وليس مخرج "فاليريان" الذي ظل مخلصاً للكتب المرسومة الأصلية حسب ما اكتشفته شخصياً عند قراءتي الكتب إياها.

*يحمل الفيلم اسم البطل "فاليريان" بالرغم من أن البطلة لوريلين مذكورة في عنوان الكتب المرسومة، غير أنها تلعب دوراً لا يقل أهمية بالمرة عن ذاك الذي يلعبه فاليريان في القصة. فما هو تحليلك لهذا الموضوع؟
تحليلي للموضوع يكمن في أننا في عالم يسوده الرجل على رغم الحركات النسائية التي لا عد لها ولا حصر والتي ترغب في الدفاع عن مكانة المرأة في كل الميادين، فالجمهور العريض، حسب رأي المنتجين، يفضّل البطل رجلاً ولا يبالي بوجود إسم البطلة في عناوين الأفلام. 

*لكن الأفلام المعتمدة على البطلات صارت موجودة بكثرة الآن، ويكفي أن بيسون نفسه أنتج وأخرج فيلم "لوسي" من بطولة سكارليت جوهانسون، وهو يدور حول بطلة شجاعة ويحمل إسمها؟
كلامك صحيح، لكن لوسي كانت تفعل كل شيء بمفردها، فكان من الطبيعي أن يحمل العمل اسمها، بينما في حال "فاليريان" نحن أمام بطل وبطلة، وبالتالي فضّل المسؤولون شخصية الرجل، وإن كانت الرواية المرسومة تحمل عنواناً يضم الإسمين. 




*هل تشعرين بالظلم إلى حد ما؟
لا، ولا أفكر كثيراً في هذه الناحية من الأمور، خصوصاً أن صورتي واضحة وكبيرة فوق الملصق الإعلاني للفيلم ولا تقل أهمية عن تلك التي تخص شريكي دين دي هان، كما أنني موجودة تقريباً في كل المشاهد من الألف إلى الياء.

*هل خضعت لبعض الاختبارات أمام الكاميرا قبل حصولك على الدور؟
نعم، خضعت لاختبارات لم تتعلق بقدراتي التمثيلية، فهذه تأكد منها بيسون عبر أفلامي السابقة التي شاهدها كلها، لكن بقوة عضلاتي وكيفية ممارستي الألعاب الرياضية الآسيوية والمبارزة والقفز والسباحة والركض، فكان لا بد على صاحبة الدور أن تتقن كل هذه النشاطات إذا أرادت أن تؤدي الشخصية بنفسها في كل لقطات الفيلم من دون اللجوء إلى بديلة، وهذا ما تمنيته وما فعلته في النهاية.

*أنت إذاً رياضية جداً في حياتك اليومية؟
نعم، وأقضي ساعات طويلة في التدريب، حسب جدول أعمالي والأفلام التي أشارك فيها.


*هل نفهم أن عهد عرض الأزياء قد ولى بالنسبة إليك إذاً؟
ولّى ومضى وانتهى كلياً، وتحيا السينما.

*مع أن مهنة "سوبر موديل" جلبت لك الشهرة قبل السينما؟
هذا صحيح ولا أنكر الجميل، لكنني عرفت كيف أستغل عرض الأزياء بهدف الانتقال إلى السينما وتحويل حلم الطفولة إلى واقع، وهذا هو المهم في العملية كلها. ولعل أكبر دليل على أنني لست مولعة بالموضة هو كوني لا أرتدي أبداً في حياتي اليومية ملابس من دور الأزياء الراقية، فهي لا تعنيني بأي شيء بالمرة.





دلالات

المساهمون