كيرستن دانست لـ"العربي الجديد": "سبايدرمان" جعلني مليونيرة

كيرستن دانست لـ"العربي الجديد": أرفض المشاهد العاطفيّة... و"سبايدرمان" جعلني مليونيرة

17 اغسطس 2017
كيرستن دانست في كانّ (باسكال لو سيغريتيان/Getty)
+ الخط -
بدأت كيرستن دانست (35 سنة) مسيرتها الفنية في السينما بواسطة الإعلانات والأفلام القصيرة، وهي بعد طفلة في الثالثة من عمرها، ثم صارت خطيبة الرجل العنكبوت "سبايدرمان"، وهو دور جلب لها 8 ملايين دولار عن كل واحد من الجزأين اللذين شاركت فيهما. وغير ذلك تشارك دانست في أفلام شبه هامشية مختلفة كلياً عن "سبايدرمان" ومؤثراته المرئية والصوتية الضخمة. بينها على سبيل المثال "إليزابيثتاون" و"إنتحار العذارى" الذي جلب لكيرستن الترشيح لجائزة أفضل ممثلة في مسابقة "غولدن غلوب"، ثم "ماري أنطوانيت" التاريخي الذي تقمصت فيه شخصية الملكة الفرنسية زوجة لويس السادس عشر. 

ظهرت دانست كذلك في فيلم "ميلانكوليا" للسينمائي الدنماركي لارس فون تريار، علماً أن الرجل تسبب في فضيحة أدت إلى طرده من مهرجان "كانّ" 2011، إثر تصريحه في أثناء الندوة الإعلامية التابعة لعرض فيلمه بأنه "يفهم تصرفات هتلر". كما أنه تفوه بعبارات جارحة تجاه بطلته دانست معتمداً السخرية لأن لكنتها مميزة بسبب جذورها السويدية الألمانية المختلطة. وقد اعتذر فون تريار فيما بعد عن تصرفاته كلها إلا أنه ظل ممنوعاً من المشاركة في مهرجان كان. أما دانست فقد كرّمتها لجنة التحكيم، بإشراف روبرت دي نيرو حينذاك، بجائزة أفضل ممثلة في سهرة ختام المناسبة.

آخر أعمال دانست السينمائية فيلم "المغشوش" The Beguiled من إخراج صوفيا كوبولا وتتقاسم بطولته مع كل من نيكول كيدمان وإيلي فانينغ.
وقد جاءت دانست إلى باريس للمشاركة في ترويجه، فالتقتها "العربي الجديد" وحاورتها.


* إنها المرة الثالثة التي تمثلين فيها تحت إدارة المخرجة صوفيا كوبولا، بعد "انتحار العذارى" و"ماري أنطوانيت"، فما سر اختيارها لك بهذه الطريقة المستمرة؟
من الأفضل توجيه هذا السؤال إليها بما أنها هي التي تختارني. أما عن نفسي فأنا فخورة وسعيدة بكونها تعثر في أدائي وفي شخصيتي على ما يناسبها من أجل نقل بطلات سيناريوهات أفلامها إلى الشاشة. وأنا أوافق في كل مرة للأسباب نفسها، وهي أنها تلقي نظرة على الشخصية النسائية الأمر الذي لا يتوافر بكثرة عند المخرجين أو حتى المخرجات في أيامنا الحالية، وهي تتميز بحساسية مرهفة تمنعها من تقدير المرأة من دون اللجوء إلى مهاجمة الرجل حال العدد الأكبر من المخرجات، فلا عجب في كونها تنتسب إلى أحد عمالقة هوليوود وهو والدها فرانسيس فورد كوبولا. هناك من يدّعي أن الفن لا ينتقل بالوراثة، لكنني لا أوافق على هذا الكلام وأتخذ صوفيا كوبولا كمثال على العكس تماماً. إضافةً إلى كوننا أصبحنا نرتبط بعلاقة صداقة مميزة أعتبرها من أحلى العلاقات التي أعيشها في حياتي على صعيد الصداقات.


* أنت بطبيعة الحال على علم بأن فيلم "المغشوش" قد نُفّذ في العام 1971 وأدى بطولته كلينت إيستوود. فهل شاهدت هذا الفيلم قبل أن تشاركي في إعادته؟
لا، لم أشاهده. لا قبل ولا بعد مساهمتي في حلته الجديدة على يد صوفيا كوبولا.

* صرحت لنا صوفيا كوبولا بأنها لم تقلّد الفيلم الموجود أساساً، بل نقلت الرواية الأصلية إلى الشاشة مرة جديدة. هل تحدثت معها عن مثل هذه الأمور؟
أعتقد بأن هذه الأشياء لا تخصني في الحقيقة كممثلة، بينما الذي يعنيني هو عنصر النوعية الخاص بالسيناريو الذي يعرض علي من أجل أن أمثل في الفيلم. وعلى العموم طالما أن صوفيا كوبولا أدلت بهذا التصريح فلا شك في أنه يصف الحقيقة.



* أنت شاركت نيكول كيدمان بطولة "المغشوش"، فكيف تصفين تجربتك الفنية معها؟
أعتبر نيكول كيدمان أكبر ممثلة سينمائية ومسرحية حالياً. وقد رأيتها فوق المسرح في نيويورك تؤدي بطولة "الغرفة الزرقاء"، ثم في لندن حيث شاركت منذ عام في مسرحية "الصورة 51"، وأعترف لك بأنها أدهشتني في كل مرة، تماماً مثلما فعلت في فيلم "عيون مغلقة واسعة" لستانلي كوبريك. وتتميز كيدمان بقوة تجذب بها المتفرج وتجعله لا يفارق الحدث فوق الشاشة أو الخشبة قبل ختام العرض. أنها عملاقة حقيقية، وهي أدهشتني إذاً مرة جديدة عندما عملتُ إلى جانبها واكتشفت لديها صفات إنسانية تضارع تلك الفنية التي ذكرتها تواً.

* كيف عشت نجوميتك التي بدأت وأنت لا تزالين طفلة؟
أنا معتادة على النجومية منذ الصبا، وبالتالي لن أرد عليك قائلة بأنني انبهرت حينما جاءتني شهرة إضافية وعالمية إثر مشاركتي في فيلم "سبايدرمان"، أو بأنني عثرت على صعوبة ما في معايشة هذا الأمر الذي في النهاية لا ينفصل عن حياتي إطلاقاً. إن كل ما تغير منذ أن مثلت البطولة النسائية في "سبايدرمان" بالتحديد هو أجري، بمعنى انني أصبحت مليونيرة بكل معنى الكلمة، لكنني على العموم لم أكبر محرومة من الناحية المادية، فأنا كسبت لقمتي بنفسي منذ سن الثالثة.

* هل معنى ذلك أنك لا تعرفين من الدنيا سوى هوليوود ونجومها؟
لا أبداً، بل على عكس كلامك، أنا أتفادى الأجواء الهوليوودية التقليدية وأتمتع بصداقة أشخاص لا علاقة لهم بالوسط السينمائي، الأمر الذي يعني أنني ملمّة بأمور الدنيا الحقيقية ولا أعيش في الأوهام أو في الخيال إطلاقاً. أحب الريف والنزهات فيه وركوب الخيل وممارسة لعبة "البولينغ" والحياة في الهواء الطلق، وذلك ربما لأنني من أصل سويدي ألماني مختلط.


*مثّلتِ مع توم كروز وبراد بيت وأنتِ بعد صبية، وهذا حلم أي ممثلة بالغة، فهل أنت واعية بالأمر؟
لا لست واعية ولا أبالي بمثل هذا النوع من الأمور، وكل ما أتذكره هو أنني كرهت براد بيت طوال فترة تصوير فيلم "حوار مع مصاص الدماء" لأن السيناريو قضى بوضع قبلة رقيقة فوق خدي في لقطة معينة، وأنا سئمت هذا الشيء كلياً واحتفظت به في ذاكرتي على أنه أسوأ ما حدث لي طوال حياتي.

*هل لا تزالين مترددة أمام المشاهد العاطفية؟
لست مترددة بل أرفضها تماماً، إلا إذا كانت خفيفة ناعمة.


*هل تعرفين شيئاً عن السينما العربية؟
شاهدت الفيلم العربي "اشتباك"، وهو مصري وشارك في العديد من المهرجانات الفنية في العالم، ووجدته جريئاً وقوياً في إخراجه وتمثيله. ورأيت مؤخراً الفيلم اللبناني "وهلق لوين" (من إخراج نادين لبكي)، وذلك على شكل أسطوانة DVD، وأعجبت به لأنه سمح لي باكتشاف الدور الذي تلعبه المرأة العربية أثناء الأزمات والحروب. لكنني غير ذلك لا أستطيع أن أقول إنني خبيرة في السينما العربية.

*هل كان من الصعب عليك تعلّم التصرفات الملكية من أجل دور الملكة في "ماري أنطوانيت"؟
تماماً مثلما كان من الصعب على ماري أنطوانيت تعلّمها حينما قدمت من النمسا إلى فرساي واضطرت للتأقلم مع البروتوكول الملكي الفرنسي الذي لم تكن تعرفه. أنا تعلمت التصرفات الملكية في أثناء تمثيلي الدور، بما انني أتدرب في الفيلم وبصفتي الملكة على ما يجب فعله في الظروف المختلفة وفي حضور شخصيات رفيعة المستوى، مثل الوزراء والسفراء وقرينات كل هؤلاء وأيضاً الملك الذي هو زوجي.

*من هي ممثلتك المفضلة في دور ملكة؟
الأميركية بيتي ديفيز في شخصية ماري ستيوارت ملكة أسكوتلندا، ويعود الفيلم إلى زمن الأربعينيّات.

المساهمون