الشخصيات الأكثر تأثيراً... الإنترنت يحكم الاستطلاعات والنتائج

الشخصيات الأكثر تأثيراً... الإنترنت يحكم الاستطلاعات والنتائج

15 اغسطس 2017
حققت نانسي عجرم 48 مليون متابع على "الإنترنت"(فرانس برس)
+ الخط -
يعيش سياسيون وفنانون، وأحياناً إعلاميون، شهرةً تجعلهم شخصيات عامة تسلّط عليها الأضواء وتتناقل وسائل الإعلام، تحركاتها وتستعرض أعمالها، ويقيّم نجاح أو فشل هؤلاء في عملهم بحسب حضورهم تحت الأضواء. لكن دون شك، إنّ التقييم الأكثر تأثيراً على حياتهم ومستقبلهم هو ذلك الصادر عن الناس أو الجمهور، تحت مبدأ الجماهيرية العامة، في حين يتجه بعضهم الآخر إلى استطلاعات الرأي التي ترفع أسهمهم، وتزيح البعض الآخر عن الواجهة. كما هو حال دول عديدة ومنها الولايات المُتحدة الأميركية وفرنسا وغيرها من الدول التي تستخدم الاستطلاعات لمعرفة قدرة المرشحين الأوفر حظًا للفوز بالرئاسة أو حتى شعبيّتهم بعد الوصول للمنصب. 

الحالة السياسية تتخطى أحياناً استحقاق الانتخابات، أو جماهيرية المرشحين، وتذهب إلى العامل الإنساني الذي يُشكل دعماً مرادفاً للمشاهير، فتقوم بعض الدوريات نهاية كل عام باستطلاعات للرأي حول أفضل شخصيات السنة المنتهية، ويكون الاختيار حسب المجال وحسب الشهرة. ولعل أبرز وأكثر المجالات التي تركز عليها استطلاعات الرأي هي الشخصيات السياسية، وبعدها يأتي الفنانون، ويكون الأكثر جدلاً لما يمثله عالم الفن من اهتمام عند الناس الذين يتنازعون على محبة الفنانين، والذين باتوا أنفسهم شركاء في خفض أو رفع شعبية الفنان.
بعد حفلات الجوائز والتكريم، يأتي دور المجلات، والدوريات الشهرية والفصلية التي تنشط في الإعلان عن لوائح لشخصيات تقول إنها الأكثر تأثيرًا في العالم. مبارزة قد تخرج عن الإطار المهني لهذه النتيجة عند متابعين آخرين، لا تهمهم كثيراً مواقع الإنترنت، وهم بالطبع شريحة لها مكانتها ووجودها، وحتى تفاعلها.

فوربس
قبل أيام أصدرت مجلة "فوربس" بنسختها العربية الخاصة بالشرق الأوسط أسماء مئة شخصية من المشاهير، قالت إنّهم الأكثر تأثيراً في العالم العربي. المجلة التي تعتمد على رجال المال والأعمال، وتعلن سنوياً مجموعة من الأسماء التي تقول عنها مؤثرة، تدخل هذه السنة خط السجال حول حقيقة وطبيعة هذه الأسماء التي تنشرها. فهل هي فعلاً الأكثر تأثيراً على العالم العربي وجمهوره؟
ثمة لبس كبير تعانيه المجلة لجهة بعض الفائزين، وما هو المعيار الآخر الذي دفع إلى هذه النتائج وهي تعتمد بالدرجة الأولى على مواقع التواصل الإلكترونية فقط، دون العناء، أو البحث عن أحقية هؤلاء بتبوّء المراكز الأولى "الأكثر تأثيراً" بين الناس.
أسئلة أخرى تُطرح على هذا النمط من الاستطلاعات، ما هي العينات المجتمعية التي تأثرت بهؤلاء، وما هو فعل التأثير الذي ظهر على المتابعين، وهل بالإمكان الاعتماد على إعادة تغريده مثلاً، نشرها السياسي أو الصحافي أو الفنان، من قبل المتابعين أن تشكل "حالة خاصة" للتعميم أنه الأكثر تأثيراً، وبالتالي تأثير هؤلاء المذكورة أسماؤهم، له مدة صلاحية لا تتعدى عاماً واحداً؟ وحرمان الجمهور الذي لا يتابع الإنترنت، من مشاركته في الاستفتاءات أو التعبير عن رأيه في أي استفتاء.
لا هدف حقيقياً من وراء هذه الظاهرة، سوى ترويج إضافي لكل الشخصيات الواردة أسماؤهم. فاز عمرو دياب بالمرتبة الأولى على أنه المغني العربي الوحيد الذي حظي بأعلى نسبة متابعين على المواقع، 30 مليون متابع، بينما تفوقت عليه نانسي عجرم بـ 48 مليون متابع، وهذا ما دلّ أن المجلة تحاول البحث عن مكان للتسويق لنفسها، من خلال نجمين لهما جمهور عريض.
وأوضحت "فوربس" أن المعايير الثلاثة الرئيسية لاختيار النجوم هي أعداد المتابعين، "فيسبوك" "تويتر" و"إنستاغرام"، وصولاً إلى "يوتيوب"، إضافة إلى سنوات العمل في المجال، وأخيرًا النشاطات المؤثرة التي يقوم بها النجوم.

واتبعت المجلة خطة تقول إنّ الحكم على مدى تأثير المشاهير في عصر الميديا البديلة، يتضمن بطبيعة الحال النظر إلى أسمائهم التجارية ونطاق شهرتهم وانتشارهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث إنه من المعروف أن وسائل التواصل الاجتماعي فتحت عالمًا جديداً يُمكن للمشاهير الاتصال مباشرة بمتابعيهم، وهذا ما دفع الشركة إلى "تجميعهم" وتقسيمهم حسابياً لصدور مثل هذه النتائج في المحصلة.

القاهرة - بيروت
فازت القاهرة بنحو 46 شخصية في القائمة نفسها، ثم حلّ لبنان في المرتبة الثانية ففاز بـ24 شخصية مؤثرة وفي الإحصاءات نفسها، ليكون باقي المجموع مُقسمًا على باقي الجنسيات.
نانسي عجرم التي تفوقت على عمرو دياب، بـ 18 مليون متابع، تعتبر أصغر الفنانات اللواتي يحصلن على هذه المرتبة، في وقت نافستها إليسا، بينما تراجع حضور هيفا وفق الإحصائية إلى أقل من النصف وحلت في المرتبة 33 بحوالي 22 مليون متابع على مواقع التواصل الاجتماعي.

دون شك، الهدف من القائمة، وفق النتائج وآراء الناس، هو البحث عمن يشكلون عالم الأفكار في المجتمعات، ويحددون مسارات المستقبل في الاجتماع والاقتصاد والسياسة والفنون، من خلال التأثير الفكري ومشاركة الآراء التي تغير حتماً من طريقة تفكير المتابعين، فهل هذه هي الحقيقة؟ وهل سيتفاعل الجمهور وفق ما يريده اصحاب هذه المجلات والاستطلاعات بعيداً عن رأي كل الفنانين الذين قال بعضهم إنه فعلاً فوجئ بهذه النتيجة التي جاءت لصالحه دون علمه.



المساهمون