روزاموند بايك: أفضّل العمل في السينما على المسرح

روزاموند بايك لـ"العربي الجديد": أفضّل العمل في السينما على المسرح

25 يوليو 2017
(جون فيلبس/Getty)
+ الخط -
لمعت الممثلة البريطانية روزاموند بايك، إلى جوار النجم بيرس بروزنان، في فيلم "الموت في يوم آخر"، وهو أحد أفلام جيمس بوند الذي أدت فيه دور الشريرة التي تسعى إلى اغتيال العميل السري بوند، وتموت في النهاية على يد البطلة، هالي بيري. كان ذلك في مطلع الألفية الحالية.

وفي الفترة ذاتها، عرفت الفنانة رواجاً كبيراً فوق خشبة مسرح "رويال كورت" اللندني في عمل عنوانه "شقراء هيتشكوك"، تناول الصعوبات التي عرفتها الممثلة الراحلة الآن، جانيت لي، في أثناء تصوير فيلم ألفرد هيتشكوك الشهير "سايكو" في ستينيات القرن العشرين. انطلاقاً من هذا الحدث الفني، لم تكف بايك عن العمل في المسرح والسينما على السواء، موزعة وقتها بين لندن وهوليوود، وحاصلة على أدوار شيقة في أعمال رفيعة المستوى بإدارة مخرجين مرموقين.

ومن ألمع الأفلام التي ظهرت فيها "نسخة بارني" الذي تقاسمت بطولته مع النجم داستين هوفمان، والفيلم الفكاهي "جوني إنغليش 2". زارت روزاموند بايك باريس للترويج لفيلمها الجديد "مملكة متحدة"، فالتقتها "العربي الجديد" في هذا الحوار.

* حدثينا عن فيلمك الجديد "مملكة متحدة"؟
يتعرض الفيلم للقصة التاريخية الحقيقية التي حدثت في العام 1947، حينما وقع ولي عهد دولة بوتسوانا في أفريقيا الجنوبية، في غرام فتاة إنكليزية بادلته هي الشعور وقرّرا الزواج. غير أن السلطات البريطانية من ناحية ثم الجنوب أفريقية، لم تقبل الوضع بالمرة، وبذلت أقصى جهودها ليعدل الحبيبان عن قرارهما، ويمتنعا عن الزواج، وذلك لسببين أساسيين: لون بشرة كل واحد منهما، فهو أسود وهي بيضاء، ثم الفئة الاجتماعية التي ينتمي إليها هو بصفته ولي عهد بلده، بينما الفتاة من عامة الشعب، فضلاً عن كونها أجنبية. ولم يرض الخطيبان بالوضع وواجها الاعتراضات بهدف تغيير بعض القوانين والتقاليد السائدة في أفريقيا الجنوبية وفي بريطانيا.

إنها حكاية جميلة، خصوصاً أنها حدثت بالفعل، وأنا فخورة بتمثيلي شخصية الفتاة البريطانية التي صمدت وتفوقت مع حبيبها على مشاكل بدت مستحيلة المقاومة في بادئ الأمر. والفيلم أخرجته أما أسانتي، وأدى فيه دور ولي العهد الممثل ديفيد أويلوو.



* لننتقل إلى أحد أفلامك الأخرى المميزة، فكيف كان العمل مع روان أتكينسون بطل حلقات "مستر بين" في فيلم "جوني إنغليش 2"؟
حصلت على دور المحللة النفسانية في الفيلم، ولم أعرف ماذا أتوقع في الحقيقة بالنسبة إلى التعامل مع أتكينسون، لأن نجوم الكوميديا يختلفون عن غيرهم عادة، فبينهم من لا يتسم بخفة الروح أبداً. لقد اكتشفت في ما بعد، أن أتكينسون (مستر بين في الفيلم)، من النوع الخلوق والمهذب ويحترم محيطه المهني إلى أبعد حد، لكنه في الوقت نفسه لا يقضي وقته خارج فترات التصوير في سرد النكات، كما هو الحال مثلاً مع ما أعرفه عن نجم الفكاهة الفرنسي المغربي، جمال دبوز. إنه يبحث عن أفضل وسيلة لتمثيل المشهد المقبل، وعن التفاصيل الصغيرة التي ستتسبب في إضحاك المتفرج، وذلك بجدية تامة. شخصياً لم أضحك مرة واحدة في صحبته، بينما لم أكف عن الضحك أثناء مشاهدتي حركاته على الشاشة في الفيلم.



* لكن هل هو خفيف الظل؟
لا أدري، فهو لم يتحدث معي إلا في شأن اللقطات التي كنا سنمثل فيها معاً. وفي هذا الإطار لم ألاحظ أي خفة ظل أو عدم خفة ظل.

* هل يتصرف مثل النجوم الكبار؟
يعامله المنتجون والمخرجون مثل النجوم الكبار جداً، بمعنى أنهم يحيطونه برعاية فائقة ويلبون أبسط طلباته، فهو شيء وسائر أفراد الفريق الفني شيء آخر.

* هل معنى ذلك أنك أصبت بخيبة أمل في ما يتعلق بتجربة العمل معه؟
لا، بما أنني لم أعرف ماذا أتوقع أصلاً.

* وماذا عن العمل مع توم كروز في فيلم "جاك ريتشر"؟
لا علاقة بين الرجلين من حيث التصرف، فكروز يقضي وقته في ممارسة جاذبيته على النساء في محيطه المهني، لكن بأسلوب خفيف الظل وبلا أدنى مبالغة. لقد وجدت فيه شفافية تنقص أتكينسون، وأقصد بكلامي هذا البساطة في نسج العلاقة مع الآخر، لكنني أشك في أن أتكينسون من النوع الخجول جداً.


* ما موقفك من المسرح بشكل عام بالمقارنة مع السينما؟
أحب المسرح، وأسعى إلى إجادة أدواري فيه بطبيعة الحال، لكنني أجد صعوبة في تمثيل الدور نفسه في كل ليلة طوال شهور بل وسنوات، مثلما يحدث في كثير من الأحيان. أنا في حاجة مستمرة إلى التجديد وإلا شعرت بالملل، وإذا فقدت متعتي فوق الخشبة فلا فائدة أبداً من محاولة الاستمرار، خصوصاً أن العمل ككل سيصاب بضرر جسيم جداً. وبالتالي ربما يجدر بي القول إنني أفضّل العمل في السينما، لكنني من ناحية ثانية كلما عثرت على فرصة جميلة في المسرح انتهزتها، ولو على حساب أفلام تصور في الوقت نفسه.

ولا شك أن أحلى ذكرياتي في ميدان المسرح تخص مسرحية "شقراء هيتشكوك" التي سمحت لي بالانطلاق الفني، غير أن الدور كان في غاية الصعوبة، وأنا أتقنته ومثلته فترة طويلة من دون أن ينخفض مستوى أدائي بالمرة في أي عرض من العروض. بل على عكس ذلك، قيل وكتب إنني كنت أتحسن سهرة بعد سهرة.

* أين كمنت صعوبة دورك في مسرحية "شقراء هيتشكوك"؟
الصعوبة في أداء دور ممثلة تعاني من سوء معاملة المخرج لها، ومن إهانته المستمرة لشخصيتها الفنية، إلى درجة أن حالتها النفسية راحت تتدهور بعض الشيء في كل يوم جديد من أيام العمل في الفيلم. وكان علي إبراز ملامح هذا التدهور العقلي والعصبي بجرعات خفيفة جداً ومتصاعدة في آن معاً، وهو أمر صعب تطلّب مني العمل الشاق واليومي بالتعاون مع مخرج المسرحية من ناحية، ولكن أيضاً وحدي في بيتي. لقد عانيت إلى أقصى حد من هذه التجربة، وفي الوقت نفسه، تعلمت منها الكثير في شأن كيفية التحكم بالذات، الشيء الذي أفادني في ما بعد في عشرات المواقف المهنية المختلفة.

* لا تكفين عن الحركة والمغامرة طوال اللقطات التي تظهرين فيها في فيلم "جاك ريتشر" مع توم كروز، وفعلت الشيء ذاته من قبل في فيلم جيمس بوند، فهل أنت امرأة رياضية أصلاً؟
أنا رياضية منذ طفولتي، وكنت دائماً الأولى في حصص التدريبات الجسمانية في المدرسة. ولا أزال أتدرب على اللياقة البدنية وأمشي وأمارس المبارزة بالسيف والتزلج وكرة السلة وأسبح. وفي ما يخص أفلامي في شكل عام، مثل جيمس بوند و"جاك ريتشر" وغيرهما، لم ألجأ حتى الآن إلى بديلة بتاتاً، وكل ما فعلته هو التدريب القاسي على القفز والمبارزة والملاكمة لمدة شهر واحد في كل مرة قبل بدء العمل الرسمي أمام الكاميرا.





دلالات

المساهمون