ختام مميز لـ"ملحمة القردة"

ختام مميز لـ"ملحمة القردة"

18 يوليو 2017
الممثل وودي هارلسون بدور الكولونيل في الفيلم (Getty)
+ الخط -
في مطلع ستينيات القرن الماضي، أصدر الروائي الفرنسي، بيير بولي، روايته "كوكب القردة"، والتي سرعان ما تحولت لفيلم أميركي بميزانيّة ضخمة عام 1968، قبل أن يتم استثمارها وإعادتها مراراً بعد ذلك، وأشهرها نسخة 2001 للمخرج تيم بيرتون. في كل تلك النسخ دارت الأحداث في المستقبل، وفي كوكبٍ غريب يحكمه القردة، قبل أن نكتشف في النهاية أنها الأرض بعد آلاف السنوات.

ومع إعادة الفكرة من جديد عام 2011، بنيَّة أن تكون ثلاثية سينمائيَّة، انفصل المؤلفون والعمل تماماً عن رواية بولي، لأول مرة نبدأ من الحاضر، ونؤسس للكيفية التي نما بها ذكاء القرود في Rise of the Planet of the Apes ، مروراً بالصدام مع بشرية تتحرَّك نحو الانقراض في الجزء الثاني Dawn 2014، وأخيراً تأتي مرحلة "الحرب من أجل كوكب القرود"، كختام ممتاز لثلاثية رائعة.


يحتفظ الفيلم بنفس السمات المميزة للجزأين السابقين، وعلى رأسها حقيقيّة العالم، وجودة البناء الدرامي من أجل الوصول لنقطة "الديستوبيا" التي نراها. وفي هذا الجزء، لسنا في مغامرة مثيرة أو فيلم حركة هدفه الأساسي هو المشاهد المبهرة، ولكننا فعلاً داخل كوكب قاتم تغادره الحياة، ويعيش فيه القردة والبشر في صراعٍ على البقاء.

ولذلك تبدو تيمة "الحرب" حاضرة منذ افتتاحية الفيلم، ومشهد الجنود الذين يذهبون إلى الغابة من أجل قتلِ بعض "الأعداء"، وهو الأمر الذي يستمر طوال ساعتين بعد ذلك، متأثراً في الكثير من لحظاته بأفلامٍ حربية شهيرة على رأسها Apocalypse Now، خصوصاً في تلك المواجهة الطويلة بين "الكولونيل" و"سيزار" داخل معسكر البشر، والصورة التي يظهر عليها هارلسون داخل الفيلم، حيث قائد نصف مجنون يؤمن أن ما يفعله هو الخلاص الوحيد للبشرية، وبالتالي فلا مانع لديه من التضحية بكل شيء من أجل ذلك.



الفيلم كذلك يحمل جزءاً من قيمته في الطريقة التي يقدم فيها شخصياته الرئيسية، والتحولات التي يمرون بها؛ والناتجة من الصراع بين "ما يؤمنون به" في مقابل "ما وقع عليهم من أذى". تدور تلك اللعبة مع الشخصيات الثلاثة: "سيزار" الذي نرتبط به على مدار السلسلة ونؤمن بمعتقداته السلمية من أجل القرود، ولكن معاناة فقدان عائلته حولته إلى كائن يتحرك بغريزة الانتقام فقط دون النظر حتى إلى العائلة الكبرى الممثلة في القردة. "الكولونيل" ليس محض شخص شرير وشيطاني (حتى لو كان مكياج وشكل "هارلسون" يوحيان بذلك) ولكنه يحاول تجاوز "معاناة فقدان ابنه" من أجل حماية "البشرية"، وعلى هذا الأساس يُخلق سؤال الفيلم (العقلي وليس العاطفي) عمن فيهما على صواب ومن على خطأ؟ خصوصاً عند مد الخط للشخصية الثالثة "كوبا"، وهو القرد الشرير في الجزء الثاني الذي قاد الحرب ضد البشر، ويظهر هنا في ثلاث ومضات بذهن "سيزار" ليسأله عن الفارق بينهما؟ لماذا كرهنا "كوبا" وأحببنا "سيزار" رغم أن كليهما حركته الكراهية الناتجة عن معاناة؟



ما يُعيب الفيلم فقط، رغم كل جماله، هو أنه لم يمنح لحظاته العاطفية الوقت الكافي على الشاشة، وبالتالي ظهرت بعض التحولات سريعة أو مباشرة، لأن المتفرج لا يشعر بها.

دلالات

المساهمون