"مكتبة الفيديو" في مهرجانات سينمائية: فوائد وسلبيات

"مكتبة الفيديو" في مهرجانات سينمائية: فوائد وسلبيات

17 يوليو 2017
من "الخط" للسلوفاكي بيتربِبياك في مكتبة الفيديو (المركز الإعلامي)
+ الخط -
مهرجانات سينمائية دولية وعربية تُسهِّل أعمال نقّاد وصحافيين سينمائيين، يهتمّون بالمُشاهدة، أكثر من أي فعلٍ آخر يحدث هنا وهناك، في فضاء المهرجان وحيّزه الجغرافي. تسهيل الأعمال لن يكون حكراً على توفير المتطلّبات الأساسية، كالـ "كاتالوغ" والملفّات الصحافية والصُور المستلّة من الأفلام المُشاركة في المسابقة الرسمية، أو في برامج ومسابقات أخرى. هذا عاديّ وأساسيّ، يُضاف إليه ترتيب لقاءات مع سينمائيين ونجوم مدعوين إلى هذه الدورة أو تلك.
"مكتبة الفيديو" تُعتَبر إحدى وسائل التسهيل، التي لن تعتمدها مهرجانات دولية عريقة، كبرلين و"كانّ" مثلاً، بخلاف مهرجاني كارلوفي فاري ودبي. فرغم أن كارلوفي فاري مُصنَّف "فئة أولى"، على غرار برلين و"كانّ"، إلاّ أن هذين الأخيرين يُفضّلان المُشاهدة في الصالات، لأسبابٍ عديدة، لعلّ أبرزها توفير أفضل التقنيات الممكنة لمُشاهدة أحسن وأجمل وأهدأ وأعمق، أو لتحصين الأفلام، التي ستُعرض للمرة الأولى دولياً، من كل إمكانية ممكنة لقرصنة أو لتسريب ما، "قد" يحدثان من خلال عاملين في المهرجان.

لكن كارلوفي فاري ودبي يوفّران هذه الخدمة، مع الحرص الشديد على حماية النسخ المختارة للمكتبة من كل "اعتداء" ممكن. طبعاً، لن يعثر الناقد أو الصحافي السينمائيّ أو الموزّع أو العامل في السوق السينمائية على الأفلام كلّها في "مكتبة الفيديو"، لأن منتجين أو مخرجين أو موزّعين يرفضون رفضاً باتاً عرض نسخ من أعمالهم على شاشات صغيرة، حتى بعد عرضها في صالات المهرجانات، علماً أن آخرين يتيحون فرصة كهذه بعد أول عرض.
للخدمة هذه إيجابيات، خصوصاً أن بعض المهرجانات التي تعتمدها تُلغي العروض الصباحية للأفلام المختارة، ما يسمح للمهتمّين بمشاهدة بعضها في تلك الفترة، وإنْ على شاشات صغيرة، وبتقنيات لن تبلغ أهمية المُشاهدة الفعلية في الصالات، وإن تبدو متطوّرة. كما أنها تلبي حاجة المهتمّ بمشاهدة ما يفوته، بسبب تضارب مواعيد عروض أفلامٍ يريد مشاهدتها، أو رغبة منه في مشاهدة ثانية، بعيداً عن كثافة الحضور، للتنبّه إلى تفاصيل أو أحداث أو مفارقات معيّنة، أو لمعاينة إضافية لمساراتٍ درامية ما.

غير أن اختلافاً واضحاً في آلية توفير الخدمة هذه، يحدث بين كارلوفي فاري ودبي: فالمهرجان الأول يُخصِّص فريق عمل يُحدِّد مواعيد للمهتّمين قبل يوم واحد، من دون أن تتجاوز مدّة المُشاهدة 3 ساعات، يُمكن الحصول على غيرها لليوم نفسه، لكن في فترة لاحقة. أي أن المهتّم قادرٌ على مُشاهدة فيلمين على الأكثر في فترة واحدة، يستطيع الحصول على أخرى، مماثلة لها في المدّة، في اليوم نفسه، شرط أن يُحدِّد، مع فريق العمل المختصّ، موعدهما قبل يوم واحد.
هذا غير حاصل في دبي، التي تكتفي إدارة مهرجانها بالتعاون مع متطوّعين يلبّون حاجات تقنية فقط، إذْ تُفتح أبواب المكتبة 12 ساعة يومياً (بينما مكتبة كارلوفي فاري تفتح أبوابها بين 9 صباحاً و11 ليلاً) أمام الراغبين والمهتمّين، من دون مواعيد سابقة.



دلالات

المساهمون