مجموعة mbc تهين اللاجئين السوريين والعراقيين

مجموعة mbc تهين اللاجئين السوريين والعراقيين

06 يونيو 2017
(الأناضول)
+ الخط -
تعرضت مجموعة mbc للكثير من النقد اللاذع خلال السنوات الماضية، وذلك بسبب مقالب الكاميرا الخفية التي تنتجها، والمتمثلة بسلسلة مقالب رامز جلال خلال المواسم الرمضانية. وطاول النقد كمية العنف المقدم في تلك المقالب، والتكلفة الهائلة التي تدفعها القناة لصناعة هذا النوع من المقالب بدلاً من استغلال تلك التكلفة لصناعة برامج من نوع آخر. ودفع ذلك المجموعة السعودية لتقديم برنامج كاميرا خفية بشكل مختلف، وذي طابع إنساني، حيث أطلقت العام الماضي الجزء الأول من برنامج "الصدمة". وحسب تعريف البرنامج، فهو يجمع بين الترفيه والرسائل الإنسانية الهادفة، ويعتمد البرنامج على رصد ردود أفعال الناس على تصرفات مستفزة اجتماعياً في عدد من مناطق الوطن العربي.

ورغم أن فكرة البرنامج مقتبسة من البرنامج الأميركي What Would You Do، وإضافة إلى خلوه من أي نوع من التسلية أو المحتوى الترفيهي، إلا أن البرنامج استطاع أن يجذب شريحة كبيرة من الجمهور، وهذا ليس بالأمر الغريب. فالطريقة التي اعتمدها البرنامج لجذب الجمهور هي الابتزاز العاطفي وطرح مواضيع تؤثر على الجمهور، لا يمكن إنكار أنها حساسة في المجتمعات العربية، كمواضيع التحرش والإساءة للعاملات الأجنبيات وتعنيف المرأة. فرغم رداءة البرنامج على المستوى الفني، إلا أن المواضيع الأخلاقية جعلت شريحة كبيرة من الجمهور تصنف البرنامج من ضمن البرامج الجيدة والمؤثرة.

إلا أن البرنامج في بعض الأحيان، سعى عن قصد أو عن غير قصد إلى إهانة شريحة اجتماعية وإنسانية بغرض صناعة الحدث، وذلك ما حدث في حلقة "التعامل مع اللاجئين"، التي عرضت في الموسم الحالي، والتي تتمحور الحبكة فيها على إهانة اللاجئين السوريين والعراقيين، في العديد من البلدان العربية وألمانيا، من خلال طردهم من المطاعم فيها، باعتبارهم كائنات أدنى من المواطنين، لا يجدر بها أن تنخرط بالمجتمع المضيف.
وفي سبيل إيصال رسالة البرنامج، الذي يدعي بأنه يعلم المجتمعات المضيفة كيفية التعامل مع اللاجئين، يستمع الجمهور لكمية كبيرة من العبارات العنصرية، التي تساهم بشكل واضح بترسيخ صورة نمطية عن دونية اللاجئين السوريين في البلدان التي يعيشون فيها، فيبدو الحديث عن واجب اللاجئين بالتعامل مع ظرفهم الإنساني بالانكماش على الذات وعدم الانخراط بالمجتمع المضيف وإزعاجه بالتواجد في الأماكن التي يقضون أوقاتهم فيها.

وإذا ما حاولنا تبرير كم العنصرية الذي استعرضته الحلقة بمحاولة إثارة مشاعر المشاهدين وتشكيل الصدمة، التي ينشدها البرنامج لدى المجتمعات المضيفة للاجئين، فإن ذلك لا يبرر أبداً تصوير المشهد في ألمانيا، خصوصاً أن المواطنين الألمان لن يشاهدوا الحلقة، بل الهدف فقط هو إثارة مشاعر المشاهدين.
مشكلة برنامج "الصدمة" هي التركيز على مشاكل المجتمع وفجواته وتصديرها للمشاهد، بشكل يطابق الصورة التقليدية للمشكلة المرسخة مسبقاً في عقليته، إضافة إلى قص ومنتجة ردود الأفعال لتحسين صورة بلد ما وتشويه صورة أخرى على هوى القناة، وهو ما يحدّ بشكل مباشر من أبعاد البرنامج الإنسانية وأهدافه الاجتماعية.

ويذكر أن البرنامج قد بدأعرضه في موسم أول العام الماضي، ولاقى نجاحاً وانتشاراً كبيرين، وقد تمّ إنتاج نسخة لبنانية منه بعنوان "مش إنت" بعد انتهاء شهر رمضان 2016، وقامت قناة "الجديد" بعرضه، ولاقت النسخة المحلية ايضاً تفاعلاً واسعاً، خصوصاً أنّ المواضيع التي تمت مناقشتها أو تجربتها في أغلبها مواضيع خلافية في المجتمع اللبناني، مثل التعاطي مع العاملات الأجنبيات، التحرّش باللاجئات والعنصرية المرافقة...

المساهمون