مسلسل "أزمة عائليّة": وصمة عار بتاريخ هشام شربتجي

مسلسل "أزمة عائليّة": وصمة عار بتاريخ المخرج هشام شربتجي

03 يونيو 2017
هشام شربتجي (فيسبوك)
+ الخط -
في تسعينيات القرن الماضي، عاشت الكوميديا السورية عصر الازدهار الثاني، ويعود أغلب الفضل بذلك إلى المخرج السوري، هشام شربتجي، الذي أشرف على عدد كبير من المسلسلات الكوميدية الشعبية، ابتداءً من "بناء 22"، وانتقالاً إلى سلسلة "عائلة النجوم". وبعد أن بدأت الثورة في سورية سنة 2011، ابتعد شربتجي عن الشاشة الصغيرة، وخفت بريق الكوميديا السورية، فربط العديد أزمة الكوميديا السورية بغياب شخصيات فنية هامة كشربتجي، بالإضافة إلى المعاناة الكبرى التي عاشها السوريون على الصعيد الإنساني؛ وذلك ما دفع البعض للتأمل بتحسن حال الكوميديا مع عودة شربتجي هذا الموسم، ولا سيما أنه صرح في لقاءاته الأخيرة، بأنه سيعمل على إعادة الكوميديا إلى مسارها الصحيح. ولكن مسلسل "أزمة عائلية" كان صادماً بمستواه الفني، وبعيداً كل البعد عن الكوميديا. ومن الممكن أن نعتبره أسوأ مسلسل في مسيرة شربتجي للأسباب التالية:

التسييس طغى على الكوميديا

حوارات طويلة تناقش أوضاع الناس تتخللها خطابات سياسية مباشرة، بهذه الطريقة نستطيع أن نصف الحوار المستخدم في مسلسل "أزمة عائلية"، والذي يبدو من أكثر المسلسلات تناغماً مع لغة الخطاب الإعلامي للنظام السوري، إذ يظهر كدعاية لفكر النظام السوري حتى في كلمات أغنية شارة البداية. ورغم محاولة شربتجي تبرير استخدام هذا النوع من الخطاب درامياً، كون الشخصية الرئيسية في المسلسل، والتي يلعبها رشيد عساف، يعمل كمدرس لمادة التربية القومية، إلا أن الحوار يثقل من كاهل العمل، ويجعله أشبه بمحاضرة ثقيلة ومملة للجمهور.

النكات في المسلسل تنتمي للألفية الماضية

أغلب النكات التي يطلقها الممثلون في المسلسل سبق أن استخدمت في مسلسلات شربتجي نفسه قبل ما يقارب 20 سنة، ولكن استهلاكها واجترارها أفقدها جزءاً كبيراً من أثرها في الكوميديا؛ فالجمهور الذي سبق أن شاهد "بطل من هذا الزمان" لن يضحكه مجدداً تكرار الأبيات الشعرية المستخدمة بالمناهج الدراسية والأخطاء فيها، ونمط ولغة طالبة علم النفس تكررت في الكوميديا السورية عشرات المرات. ويزيد الأداء الرديء من ثقل النكتة؛ وحتى رشيد عساف الذي يبدو أداؤه أفضل من باقي أبطال المسلسل، فإنه يفقد جزءاً كبيراً من جودته وهو يحاول أن يتقمص أسلوب أيمن زيدان، ولا سيما أنه يفتقر لمهارة زيدان بمصادرة رأي المشاهد، وبكسر الإيهام في التعامل مع الكاميرا.

السخرية من مواضيع لا تحتمل السخرية

قد تبدو السخرية من الأزمات النفسية التي خلفتها الحرب في سورية، كما حدث في الحلقة الثالثة من المسلسل، أمراً ليس إنسانياً، ولكن الأسوأ من ذلك هو السخرية من النازحين السوريين، التي مارسها المسلسل في الحلقة الثانية.




المساهمون