"حكم الهوى"... تسييس أغاني فيروز

"حكم الهوى"... تسييس أغاني فيروز

27 يونيو 2017
لا تردّ فيروز على الإشاعات وتبقى دوما صامتة (Getty)
+ الخط -
استغلت شركة "قبنض" للإنتاج الفني اسم السيدة فيروز، هذه السنة، لتروِّج لمسلسلها "حكم الهوى"، الذي روجت له على أنَّه عمل درامي عاطفي مستوحى من أغاني فيروز، مقسم لعشر ثلاثيات، وتحمل كل ثلاثية اسما من أسماء أغاني فيروز، وتكون أحداث الثلاثية مُستوحاة من الأغنية. فـ"التيمة" التي تجمع العشر ثلاثيات، هي ارتباطها بفن فيروز التي تحتلُّ مكانة كبيرة في قلوب السوريين.

عمل بعيد عن أغاني فيروز
ارتباطُ العمل باسم السيدة فيروز جعل الكثير من المتابعين مُتشوِّقين لرؤية العمل، ولكن سرعان ما عزف الناس عن متابعته لرداءة العمل على كافة الأصعدة. ولأن العمل أبعد ما يكون عن أسلوب فيروز. بل إن بعض الثلاثيات لم تحمل أسامي أغاني فيروز، وإنما احتوت على أسماء، لا تمت لها أغاني فيروز بأي صلة، كثلاثية "خسارة"، وثلاثية "صغيرة"، وثلاثية "حن الوتر عالعود"، وثلاثية "دار الحكي"، ليتبين استسخاف المنفذين بالجمهور المتابع للعمل الذين سيدركُ منذ الحظة الأولى بأن تلك الأسماء ليس لها علاقة بأغاني فيروز.

التأكيد على رواية النظام السوري
ولكنّ الأمر الأسوأ من ذلك، هو أن يتمّ استغلال حب الناس لفيروز ولأغانيها، لتمرير رسائل سياسيّة وطائفيّة، فمثلاً، في ثلاثية "معرفتي فيك"، تطرح الثلاثية قصة حب بين شاب وفتاة من طائفتين مختلفتين، قرّرا الانفصال بسبب رفض ذويهم أمر زواجهم، وذلك بسبب الشحن العاطفي التي قدمته قنوات المعارضة بحد وصفهم، فـ"تحريض الإعلام الخارجي على الطائفية في سورية"، هو الذي تسبّب بإنهاء قصة الحب الجميلة بين إعلاميين يعملان لصالح قنوات النظام. وهذا الظرف، هو الذي يجعل بطلة الحلقة تلتقي بحبيب جديد، لتطبق مقولة أغنية فيروز "معرفتي فيك أجت ع زعل"، بينما يتمسك بها حبيبها الأول، ويجد أن الحل يكمن بـ"المصالحة الوطنية" التي ستجمع الأهالي من جديد، وتسمح لهما بالزواج! وتنتهز الشخصيات الثانوية في الحلقة قصة العاشقين ليؤكدوا على "علمانية الدولة" وتطورها، وسماحها بالزواج المدني. وهنا يظهر الاستغلال من أجل دعم الرواية الرسميّة للنظام السوري.

الترويج لحفل لفيروز في دمشق
وهذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام السوري أسماء ورموزا فنية لتمرير رسائله السياسية، واستخدام القاعدة الشعبية لهؤلاء الرموز في خدمة مصالحه. ففي منتصف الشهر الماضي، روج النظام السوري لإقامة حفل للسيدة فيروز مخصص لقادته العسكريين والمسؤولين في الدولة بمناسبة الاستيلاء على منطقة معرض دمشق الدولي، والتي كانت بحوزة قوى المعارضة. ولم يتم تأكيد أو نفي الخبر، على الرغم من أن فيروز عادت لنشاطها الفني مُؤخّراً، ولم تذكر أي تفاصيل تربطها بفعاليات فنية تابعة للنظام السوري. فالنظام السوري على ما يبدو يحاول أن يستغل اسم ومكانة فيروز دون حتى أن يتواصل معها، فهو يكرم فيروز الماضي ولا يعلم حتى ما تفعله فيروز في الوقت الحاضر. وهو يعرف بأنّ فيروز صامتة ولن ترد على الإشاعات وليست من عادة فيروز الخروج على الإعلام وتبديد المقولات الخاطئة.

المساهمون