ياسمين عبدالعزيز لـ"العربي الجديد": الكوميديا أصعب من التراجيديا

ياسمين عبد العزيز: لن أكرر تجربة الحلقات المنفصلة بعد "هربانة منها"

26 يونيو 2017
إضحاك المشاهد أصعب من إبكائه (يوتيوب)
+ الخط -
فنانة مصريَّةٌ استطاعت أن تحتل البطولات المطلقة، منذ سنوات، بمنطقة الكوميديا، والتي قليلاً ما تتميز فيها الفنانات بعد احتلال الفنانين الرجال لهذه المنطقة بشكلٍ كبير، لكنّها أصرَّت وتحدتهم. واستطاعت بالفعل أن تنجح، وأن يكون لها جمهورها الذي ينتظر أفلامها. ركَّزَت على السينما طيلة السنوات الماضية، ورفضت الكثير من العروض التلفزيونية، وكان آخر عمل قدمته عام 2003 وهو الرقص على السلالم المتحركة. وعادت في شهر رمضان بعد كل هذا الغياب بمسلسل "هربانة منها". "العربي الجديد" التقت الممثلة ياسمين عبد العزيز، وأجرت معها الحوار التالي.

* قدمتِ شخصيات عديدة في مسلسلك "هربانة منها"، ألم يكن ذلك مرهقاً؟
- مرهِقٌ بشكلٍ كبير للغاية، لذلك، كان قراري بعدم المشاركة في أي مسلسل ينتمي إلى نوعية الحلقات المنفصلة التي تستدعي كل يومين مثلاً أن أجسد شخصية، فجسَّدتُ في مسلسل "هربانة منها" حوالي عشرين شخصية تقريباً، ولكم أن تتخيلوا أني تغيّرت شكلاً وموضوعاً على مدار كل هذه الحلقات. فكل حلقة فيها شخصية جديدة بكل التفاصيل، مثل الملابس واللوك وطريقة وضع الماكياج نفسه وتسريحة الشعر واستحضار روح الشخصية نفسها. كل هذه الأشياء أصابتني فعلاً بإرهاق شديد وهو ما جعلني أقول "توبة" لتكرارها.

* هل من الممكن أن تغيري جلدك وتقدمي أدواراً تراجيدية؟
- هناك مشاهد يتطلّب فيها أن أكون تراجيدية، حسب الدراما التي أقدمها، كما حدث، مثلاً، في مسلسل "هربانة منها"، ولكن أن أكون "نكد" طيلة عمل ما، فبصراحة لا أحب أن أنكد على الجمهور، فيكفي ما يمرون به من أزمات على كافة الأصعدة، فلا أريد أن أكمل عليهم. وللعلم فتقديم الكوميديا أصعب كثيراً من تقديم أدوار تراجيديا والبكاء على الشاشة. فأن تبكي شخصاً أسهل كثيراً جداً من أن تضحكه. فأن أستطيع أن أضحك جمهوري في ظل ما يمر به، أعتبرهُ نجاحاً لي.

* بمناسبة النجاح، هل ترين أن مسلسلك نجح؟
- الحمد لله، بالطبع نجح وحقَّق نسب مشاهدة عالية للغاية. وردود الأفعال التي تلقيتها سواء بشكل مباشر أو من السوشيال ميديا، إن دلت على شيء، فإنَها تدلُّ على أن الجمهور فعلاً أحبّ العمل، وتعلّق به. نقطة أخرى تدلُّ على نجاح عملي، وهي توقيت اختيار القناة لعرض العمل على شاشتها. فقد تغيَّر بسبب كثرة الإعلانات، وأي معلن لن يعلن عن منتج له إلا إذا وثق في المسلسل، والحمد لله هذا حدث مع "هربانة منها".


* غبتِ 16 عاماً عن الدراما التلفزيونية، فلماذا كل هذا الغياب؟
- طيلة هذه السنوات، كان المنتجون يعرضون عليّ أعمالاً كثيرة، وزملاء لي قالوا إنهم يريدون رؤيتي على الشاشة الصغيرة، وأنا أيضاً كنت أرغب في أن أمثّل دراما تلفزيونية، لأن جمهور البيوت فعلاً كنت أفتقده. لكن ما حدث أن الأعمال التي كانت تُعرَض علي، مع احترامي لها، لم تحمل جديداً ولم تجذبني. وأنا أحب حينما أقرأ نصاً لعمل ما، ولكي أقبل العمل فيه، أن يبهرني، وهذا لم يحدث طيلة كل هذه السنوات.

* كان من المفترض أن تقدمي مسلسل "على رأي المثل" مع تامر حسني، فهل وصل العمل لطريق مسدود؟
- دعونا نتحدث عن عملنا الموجود على أرض الواقع، وأي أعمال أخرى لم تتم فهذا اختيار ربنا. فالشغل مثل الزواج قسمة ونصيب.


* قلتِ في تصريح لكِ، إنّك الأعلى أجراً بين الفنانات المصريات، فهل هذا صحيح؟
- نعم، ولست الأعلى أجراً بين الفنانات النساء فقط، بل والرجال أيضاً، وهذا ليس غروراً، ولن أدّعي شيئاً غير حقيقي، بل هو بالفعل واقع.

* وهل النجومية تقُاس بالأعلى أجراً؟
- نعم، على الأقلّ من وجهة نظري، فلولا معرفة المنتجين أنّ فناناً أو فنانة ما سيجلبان إيرادات كثيرة، ما كانوا أعطوهما الأجر الذي يريدانه، وهذه لغة سينمائية نعلمها جيداً.

* هل تابعتِ دراما رمضان هذا العام؟
ليس بشكل متواصل بل مقتطفات فقط، ولكن بالتأكيد سأشاهدها في العرض الثاني.


* من تفتقدين وجوده فنياً في دراما رمضان؟
- بصراحة كثيرين، مثل الراحلين محمود عبد العزيز ونور الشريف، كما أفتقد الفنان الكبير يحيى الفخراني، وغيرهم، لأني أشعر أنهم ماركة مسجلة لدراما شهر رمضان بشكل خاص.

* هل من الممكن أن نرى ياسمين عبد العزيز في موسم درامي ثانٍ بعيداً عن شهر رمضان؟
- ولمَ لا، وللعلم، فالموسم الثاني يشاهده الجمهور، كما يقال، "بروقان" وهدوء بعيداً عن صخب رمضان. ولو عُرض عليّ عمل جيد، سأوافق وستكون تجربة جديدة بالنسبة لي.


* هل ما زلتِ تخافين من ردود الفعل حول أعمالك؟
- نعم، مثل أوّل عمل لي، فدائماً الخوف يلازمني حين أقبل على تجربة جديدة، لكنّي أتحدَّث عن الخوف الصحي الذي يجبرك على أن تقدم أفضل ما لديك.

* هل هناك أعمال سينمائية قريباً؟
-هناك فيلم، ولكن لا يزال في طور الإعداد، ولا أستطيع الحديث عنه حالياً على الأقل، حتى استكمال ملامحه الأولى.

* تردد كثيراً أنك ترغبين في عمل جزء ثانٍ لفيلم "الدادة دودي"، فهل ما زلتِ تصرّين؟
- كنت أتمنَّى ذلك، لكن بعد انتهاء الجزء الأول بعام أو اثنين فقط. ولكن الآن مرّت حوالي ثماني سنوات على الجزء الأول، والعملُ يعتمدُ بشكل أساسي على الأطفال المشاركين معي في الفيلم. وبالطبع، أشكالهم تغيرت وكبروا، فلا يجدي أن يقدموا العمل في الوقت الحالي.


* تميزت معظم أعمالك بحب الأطفال لها، فكيف ترين ذلك؟
- هذا قمة النجاح، فأن يستطيع فنان أن يصل إلى قلب الطفل، فهذا شيء صعب للغاية، وأنا أحب الأطفال جداً، وأقدم الأعمال التي يحبونها ويتعلقون بها من كل قلبي. وأحرص على عدم وجود أي مشاهد أو ألفاظ قد تؤذيهم، لأن ما لا أقبله على أولادي، بالتأكيد لن أقبله على أي طفل.

* هل يشاهد أبناؤك كل أعمالك؟
نعم، لأن كل أعمالي لم ترفع من قبل شعار "للكبار فقط"، وهي مناسبة لكل فرد في الأسرة.

وجديرٌ بالذكر أنَّ ياسمين عبد العزيز تخرَّجَت من الأكاديمية الحديثة بالمعادي. وبدأت في تقديم الإعلانات في سن الخامسة عشرة من عمرها، عن طريق إحدى صديقات والدتها التي تدير شركة لإنتاج الإعلانات، وبعد ذلك، تم ترشيحها للعمل في السينما ثم في التلفزيون، في مسلسل "امرأة من زمن الحب"، والذي حققت خلاله النجاح، ولفتت الأنظار إليها، كما شاركت في فوازير رمضان "العيال اتجننت".



دلالات

المساهمون