"في مثل هذا اليوم" في خدمة نظام الأسد

"في مثل هذا اليوم" في خدمة نظام الأسد

22 يونيو 2017
فلاديمير بوتين(فيسبوك)
+ الخط -
منذ ثمانينيات القرن الماضي، اعتادت التلفزيونات العربية أن تبث برنامج "حدث في مثل هذا اليوم" الذي يرصد الأحداث التاريخية المهمة التي حدثت في مثل اليوم نفسه، كالحرب العالمية الأولى، وإطلاق أول صاروخ فضائي، وموت وولادة شخصيات هامة كأنشتاين وستالين ومارلين مونرو، بالإضافة إلى التذكير بأحداث لقيت صدى تاريخيا وإعلاميا واسعا، وكان رواد بث هذه البرنامج بنكهات مختلفة هم التلفزيون المصري واللبناني والسوري. وبعد سنوات، تحولت هذه البرامج القصيرة إلى فقرات كلاسيكية تقليدية في التلفزيونات العربية، وهي لا تزال تعرض حتى اليوم على العديد من المحطات، ومنها القناة الفضائية السورية.

ومنذ بداية الثورة السورية، وتغيّر السياسة الإعلامية للقنوات التابعة للنظام السوري، بدأ البرنامج يتسيّس ويأخذ طابعاً مختلفاً. ففي البداية، بدأ البرنامج يرصد فقط منجزات الرئيس حافظ الأسد التاريخية، كافتتاح "مكتبة الأسد" الوطنية وإنشاء "بحيرة الأسد" الاصطناعية، ليوازي التاريخ منجزات بشار الأسد التي لم يعهد لها سوى بضعة أعوام، في محاولة لتحويل الرأي وتذكير الشعب بأفضال العائلة الحاكمة التي يحاولون التمرد والثورة عليها.

وفيما بعد، حاول النظام السوري إدخال ثقافة حلفائه، روسيا والصين وكوريا الشمالية، إلى الرأي العام، والتعامل مع رموز هذه الدول وأحداثها الكبرى كمعلومات بديهية، يجب على الشعب السوري معرفتها، فتغيّر اسم البرنامج من "حدث في هذا اليوم" إلى "شخصيات من الصحف"، ليحكي بموجز قصير عن أهم وأبرز السياسيين من الدول الحليفة يومياً؛ كماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، وديمتري بيسكوف الدبلوماسي الروسي، وشي جين بينغ رئيس الصين، وكيم جونغ أون رئيس كوريا الشمالية، والذي لم يكتف النظام فقط بالتحدث عنه إعلامياً، بل قام بإنشاء حديقة وسط العاصمة دمشق تحمل اسمه، بالإضافة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفي هذه الفقرة يتم التأكيد على مواقف رموز الحلفاء السياسيين، الداعمة لسورية ولحكومتها خلال العقود الفائتة.
ومؤخراً، خصصت الفضائية السورية فقرة يومية جديدة، تذكر فيها اسماً من أسماء أحد ضحاياها في الجيش العربي السوري، إضافةً إلى ملخص صغير عن حياتهم وكيفية تطوعهم للقتال من أجل وطنهم، في محاولة لتشجيع الشباب للقتال إلى جانب صفوف جيش النظام، وجعل أسمائهم يذكرها التاريخ، فتستعرض في كل يوم اسماً مختلفاً ينتمي لمنطقة مختلفة من سورية. ويبدو واضحاً أن كتابة التاريخ الجديد في سورية، باتت ممنهجة بشكل يتوافق مع سياسة النظام الحاكم.



المساهمون