"سيلفي قاتلة" تودي بحياة 6 شبان في عطلة الصيف

"سيلفي قاتلة" تودي بحياة 6 شبان بعطلة الصيف في روسيا

21 يونيو 2017
قضى الثلاثة في حادثة واحدة خلال التقاطهم السيلفي(فيسبوك)
+ الخط -




لقي 6 أطفال مصرعهم خلال أسبوع واحد فقط بعد محاولتهم التقاط صورة "سيلفي غير مسبوقة" في روسيا، إذ توفي كل من أوستينيا زيمباختين (10 سنوات)، وشقيقها سيرغي (13 عامًا)، فلاديسلاف خورشينكين (13 عامًا)، ماريا سفيتلنكو (14 عامًا)، سيرغي كوستوف (15 عامًا) ودينيس كونداكوف (17 عاماً)، في الأيام الـ7 الماضية، مع بداية العطلة الصيفية المدرسية.

ولقي 3 من هؤلاء الأطفال مصرعهم في اللحظة نفسها بينما كانوا يلتقطون الصورة أمام قطار شحن قادم، أما الـ3 الآخرون فماتوا في حوادث منفصلة بعد لمس أسلاك كهربائية ذات جهد عال، بحسب "ديلي ميل".

وكان كل من أوستينيا، وشقيقها سيرغي، وفلاديسلاف يلتقطون صورة "سيلفي" على سكة الحديد السيبيرية أمام قطار شحن عابر، بالقرب من فلاديفوستوك في 11 حزيران، عندما أصيبوا وفارقوا الحياة إثر ذلك.

وصرحت صديقتهم ليرا سنجيفسكايا (13 عامًا)، كيف حاولت إقناعهم بالخروج عن السكة مع اقتراب القطار، إلا أنهم أصروا على الانتهاء من التقاط الصورة، فلم تتمكن سوى من سحب فتاة واحدة تدعى آنيا خفاتوفا، والتي لم تسلم من الإصابة وتقبع الآن في حالة حرجة في المستشفى.

كما أضافت ليرا، وهي في حالة صدمة والدموع تنهمر من عينيها، بينما كانت تصف للتلفزيون المحلي وفاة أصدقائها أمام عينيها قائلة: "لقد صرخت عليهم، توقفوا، ابتعدوا من هناك، لكن كلماتي ذهبت أدراج الرياح، ولم أتمكن سوى من سحب آنيا عن السكة، وعلى الرغم من إصابتها، إلا أنها كانت تتنفس عندما اقتربت منها، وتوسلت إليها ألا تموت".

ووصف ميخائيل سكوبينكو، مدير المدرسة رقم 6 في قرية نوفي، الصدمة الهائلة بالنسبة للأهالي والمعلمين جراء الفاجعة، وحث جميع المدرسين على مضاعفة جهودهم لتحذير الأطفال من الصور المأخوذة بهذه الطريقة جراء الحادث المأساوي الذي تعرض له طلابه، إلا أنه أكد بأنه كثيرًا ما تحدّث لطلابه عن هذه الأمور قائلًا: "نحن نجتمع دائمًا مع الطلاب، وأنا أشرح لهم شخصيًا كيف يجب مراعاة قواعد السلامة على الطرق، السكك الحديدية، والبرك أو الأنهار القريبة"، وأضاف: "هذه القواعد مكتوبة بالدم".

وفي حادثة منفصلة، تعرضت ماريا سفيتلنكو لصعقة كهربائية في موسكو، إذ اصطدم رأسها بسلك كهربائي مرتفع التوتر أثناء تسلقها على جسر للسكك الحديدية، ما أدى إلى سقوطها على مقربة من مسار السكة، حيث وجدت ميتة لاحقًا في 17 حزيران/ يونيو، كما عثر على صور التقطت لها سابقًا بينما تنظر من الجسر الذي لقيت عليه حتفها.

وكان دينيس كونداكوف في منطقة نوفوسيبيرسك قبل يوم واحد فقط، مع فتاتين مراهقتين، عندما توفي جراء لمسه لسلك كهربائي عالي التوتر، بينما كان يحاول التقاط "سيلفي" على كومة من الحصى، حيث احترق هاتفه ومشغل الموسيقى الخاص به وتعرض هو لصدمة كهربائية قوية.

وصرح المحقق الروسي ألكسي ماكسيمتنشينكو عن المأساة قائلًا: "لقد نقل الصبي إلى منشأة طبية وهو مصاب بحروق شديدة حيث توفي هناك لسوء الحظ". وقال مدير مدرسته: "كان دينيس ينتمي لأسرة موسرة الحال، بعيدة عن المشاكل، كما كان طالبًا مجدًا ينهي سنته الأخيرة في المدرسة، اجتماعيًا، منفتحًا ومليئًا بالحيوية".

أما سيرغي كوستوف، الشاب الأخير الذي ينتمي لسلسلة الحوادث المأساوية، فقد توفي في 13 حزيران بينما كان يتسلق على خط نقل الطاقة في منطقة بيرم. وأخبر صديقه الذي كان برفقته ونجا، الشرطة، أنهما كانا يودان التقاط "سيلفي غير مسبوقة".

كما سجلت هذا الأسبوع في يانول - باشكورتوستان، حالة فتاة في الـ16 من عمرها لم يصرح عن اسمها، مصابة بحروق تغطي جسدها بنسبة 90 بالمائة، حيث تعرضت لصعقة كهربائية جراء لمسها لأسلاك عالية الجهد بينما كانت تتسلق قطار شحن لالتقاط "سيلفي"، وهي الآن تناضل من أجل حياتها في العناية المركزة.

ودعا مكسيم كالينيك، مسؤول السكك الحديدية الروسية، الأهالي لتوجيه الانتباه إلى أطفالهم بعد الحوادث الأخيرة التي حدثت في وقت مبكر من العطلة الصيفية، حيث قال: "نحن ننبه الناس دائمًا بأن يكونوا حذرين، بألا يذهبوا إلى السكك الحديدية، وألا يمشوا عليها. الجميع يشعر بالأسف بعد كل حادثة، ولكن بعض الآباء لسبب ما لا يزالون يشعرون بأن هذا لا يمكن أن يحدث مع أطفالهم".

وطالب نيكولاي تشيركاسوف، وهو مسؤول أمني في موسكو، بتغيير القوانين الروسية للتمكين من توعية الأطفال والأهالي بمخاطر التقاط الصور في مثل هذه الأماكن، حيث يقول: "يجب تحميل الأهل مسؤولية أطفالهم الذين يدخلون إلى أماكن محتملة الخطورة ويشاركون في أنشطة خطرة بدورها. لا توجد منطقة لم تشهد حوادث كهذه، من تسلق قطارات الشحن، إلى التقاط الصور الغريبة، وهذا يتطلب تغيير القوانين، من أجل التأثير في عقول الشبان لجعلهم يقيمون مخاطر هذه الأفعال بطريقة مختلفة".

كما ادعى السيد تشيركاسوف بأن الأطفال الذين ينخرطون في هكذا أنشطة، غالبًا ما يفتقدون اهتمام الأهل، وحث على جعل الشبان يشاركون في مخيمات عمل في أوقات فراغهم، بدلاً من أن يصبوا انتباههم على أشياء قد تودي بحياتهم.


(العربي الجديد)
 



المساهمون