"لآخر نفس": ضعف السيناريو... والعنصرية الساذجة

"لآخر نفس": ضعف السيناريو... والعنصرية الساذجة

20 يونيو 2017
كارين رزق الله (يوتيوب)
+ الخط -
على الرّغم من تحقيقهِ المرتبة الرابعة من بين أكثر المسلسلات اللبنانية مُتابعة، في موسم دراما رمضان، خرجَت ردود فعل مُندّدة، ضدّ مسلسل "لآخر نفس" من كتابة كارين رزق الله، وبطولتها.

يطرح المسلسل قصة الخيانة الزوجية، وحكاية امرأة متزوجة، لم تستطع كبح نزواتها، بعد لقائها صدفة مع رجل مُتزوّج على متن طائرة كانت تقلهما إلى بيروت.

لم يقف النقد اللاذع الذي يواجه المسلسل، حول قضية الخيانة الزوجية وحدها، بل تناولت رزق الله مجموعة من القضايا الاجتماعية، بقالب فيه كثير من السُخرية بحسب ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها مسألة ارتباط شقيقتها في المسلسل "ماريا" (كارمن بصيبص)، بشاب فلسطيني، ولد وعاش في لبنان. المشهد الذي شكل صدمة تناقله رواد المواقع، حصل في جلسة جمعت الشقيقات الثلاث، على مقعد واحد، وتردد "ماريا" المخيف، للبوح بما ظنته، مشكلة كبيرة كون صديقها فلسطينيًا. وليس ذلك فقط، بل الصدمة التي ظهرت على وجه الشقيقتين، ورد فعلهما تجاه كلمة فلسطيني تحديداً، ما دفع بردود فعل مُستنكرة لهذا الموقف من الفلسطينيين المتواجدين في لبنان لأكثر من ستين عاما.

وطالب ناشطون بضرورة محاسبة كارين رزق الله، والمخرج أسد فولادكار على هذا الموقف المُحرج، والاعتذار عن العرض الذي وصف بالعنصري، فيما الأمر لا يتعدى قصة إعجاب بين فتاة لبنانية وشاب فلسطيني، ممكن أن يؤدي إلى زواج.



محاولةٌ أخطأت رزق الله في رسمها أو طرحها في إطار مسلسل درامي، من المفترض أن يوثّق لأهداف إنسانيّة، وليس لمجرد إثارة، تعتمد على صدمة الناس، مهما كان التباين في العلاقة بين بعض المواطنين اللبنانيين والفلسطينيين، وما يتعلق بمسألة الارتباط والزواج بينهما. رزق الله اعتمدت على أفكارٍ ضيّقةٍ جداً، ولم تستعن بجوانب إنسانية، تحاول أن تُبينها في أعمالها التلفزيونية، بل اقتصر المشهد هذه المرّة على ثلاث شقيقات، يخفْن الأم المتسلّطة، ونظرتها للاجئ أو المقيم الفلسطيني في لبنان. وتصوير المعارضة من قبل الأهل أنفسهم تجاه مسألة ارتباط لبنانية بفلسطيني، أو العكس، والخوف الواضح كون بعض الأهل يزرعون ذلك في نفوس أبنائهم اللبنانيين منذ الصغر.

لم يقف موضوع النقد عند هذا الحدّ. ثمة قضايا طرحها "لآخر نفس" لم تعجب المشاهدين، وهي الهروب من تبرير الكاتبة كارين رزق الله، للقضية الأساسية في المسلسل، وهي الخيانة الزوجية. إذ تقوم على لقاء صدفة بين امرأة متزوجة بلغت عامها الرابع عشر كرّبة أسرة، وبين رجل متزوج، زادت مدة زواجه عن عشرين عاماً. الفارق الوحيد أن الرجل يعاني من مشاكل زواجه، وشريكة انفعالية متسلطة، تحاول السيطرة على زوجها ومحيطها العائلي وحتى العملي، وفرض هيمنتها، وما يحتم على ذلك من اختيار الزوج لمزرعة بعيدة عن أجواء الصخب والعمل التي يعانيها بشكل يومي، محاولاً بناء قصة حب، وجدها مناسبة مع السيدة التي التقاها على الطائرة، وشاءت الصدفة أن تعود إليه لتصبح موظفة في جريدة ورثها عن شقيقه المتوفي.

محاولة تبرير "هزار" في الحلقات الأخيرة لهروبها من الزواج بدافع انشغالها منذ طفولتها بالدراسة والعمل، وحتى الزواج التقليدي الذي أرادته والدتها، هو ما أنهى "شغف" الحب وحتى الزواج. لا داعي برأيها لبذل مزيد من الجهد في حياة تقليدية تعاني الروتين، انشغالها بتأسيس البيت والأسرة، والعمل وحتى السفر لم تكن قرارات تختارها بنفسها، كل ذلك فُرض عليها، حتى نسيت كيف تعيش، لذلك وقعت في الفخ عند أول نظرة مع غسان، ناشر الجريدة الذي التقته صدفة، ثم موظفة في صحيفته. ثمة أسئلة ونتائج، مسبقة تقول إن رزق الله كانت أفضل في مسلسلين سابقين، "مش أنا" و"قلبي دق" ويقال إن رزق الله تعيد نفسها مجدداً في الأداء في "لآخر نفس".

المساهمون