صناعة الكنافة "البلدي"... عادة رمضانية تتوارثها الأجيال في مصر

صناعة الكنافة "البلدي"... عادة رمضانية تتوارثها الأجيال في مصر

القاهرة

العربي الجديد

العربي الجديد
11 يونيو 2017
+ الخط -
صناعة الكنافة المصرية "البلدي" تعد إحدى العادات والتقاليد الرمضانية الهامة على مائدة إفطار المصريين عبر القرون، وفي كل منطقة مصرية وحي شعبي في محافظات مصر تشتهر بعض الأسماء التجارية في صناعة الكنافة من عائلات ومحلات تتوارث هذه الصناعة، وتتزعم الكنافة البلدي المشهد في المرتبة الأكثر مبيعا علي مدار شهر رمضان بأكمله.
 
 ومن أشهر الأسماء في محلات الكنافة بالقاهرة "بيومي الكنفاني" وتنتشر فروع محاله وتشهد زحاما شديدا يصل في بعض الأحيان إلى إغلاق الطريق وتعطل المرور، حيث تقوم محال الكنافة ببناء الفرن قبل رمضان بعدة أيام مع وضع أعمده خشبية مزينة بالخيمة الرمضانية.
 
فعلى الرغم من انتشار صانعي الكنافة بواسطة الآلات، إلا أنها تحتل المرتبة الأقل مبيعًا خلال موسم شهر رمضان الكريم خاصة في القرى.
 
كاميرا "العربي الجديد" إلتقت بعض أصحاب هذه المحال، ويبدو من سنهم أنهم يمثلون الجيل الجديد وقد توارثوا هذه المهنة عن الاجداد، تحدثوا عن أسرار المهنة وسر تعلق الناس بها، وانهم لو لم يروا هذه الخيمة وفرن الكنافة لحزنوا جدا. 
 
يقول أحدهم: "نستعد لشهر رمضان ببناء الفرن من الطوب والأسمنت والجير"، مشيرا إلى أنه يعمل في تلك المهة منذ 10 سنوات. وتابع، يفرح الأهالي بمشهد من يقوم بعمل الكنافة بهذه المهارة والسرعة.

ويضيف آخر: "يزداد الطلب في رمضان على الكنافة اليدوية اكثر من الكنافة الآلية ﻷنها خفيفة على المعدة وهو مايناسب الشهر الكريم"، موضحا أن عجينة الكنافة البلدي مكونة من ماء ودقيق فقط، يتم خلطهما ببعض لتصبح عجينة، ثم يتم وضعها على صاجة الفرن.

ويشير إلى أنه على الرغم من ارتفاع سعر الكنافة البلدي إلا أنها تتزعم المائدة خلال شهر رمضان"، مؤكدا أن نسبة الشراء خلال العام ضعيفة جدًا عدا شهر رمضان فجميع صانعي الكنافة ينتظرون شهر رمضان لتحقيق مصدر رزق لهم، والبعض يعتمد على شهر رمضان في جلب رزقه عن طريق صناعة الكنافة البلدي.

وفيما يتعلق بالروايات حول تاريخ ظهور الكنافة، فثمة تنازع بين المصريين وأهل الشام حول صاحب السبق في ابتكارها، ويقال إنها ظهرت في العصر الفاطمي، عندما تصادف دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي القاهرة وكان ذلك في شهر رمضان، فاستقبله الأهالي بعد الإفطار وهم يحملون الهدايا ومن بينها الكنافة بالمكسرات كمظهر من مظاهر الكرم.

ومن المؤكد أنه في العصر الفاطمي زادت شهرتها وذاع صيتها وقد اتخذت مكانتها بين أنواع الحلوى التي ابتكرها الفاطميون، وأصبحت بعد ذلك من المظاهر المرتبطة بشهر رمضان في العصر الأيوبي والمملوكي والعثماني والحديث، باعتبارها طعاماً للغني والفقير وهو ما أكسبها طابعها الشعبي.

دلالات

ذات صلة

الصورة

مجتمع

يقصد اليمنيون في شهر رمضان المدن القديمة والمساجد التاريخية المنتشرة في مختلف أنحاء اليمن ويتخذون منها أماكن للفسحة والتنزه.
الصورة
رمضان في شمال غزة رغم الحرب الإسرائيلية (العربي الجديد)

مجتمع

يحاول من بقي من الفلسطينيين في شمال قطاع غزة خلق بعض من طقوس شهر رمضان وزرع بسمة على وجوه الأطفال، رغم المأساة وعدم توفر الأساسيات وسط الحرب المتواصلة.
الصورة

سياسة

لم تسمح قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة، للفلسطينيين من أهالي القدس والمناطق المحتلة عام 1948، بدخول المسجد الأقصى المبارك، لأداء صلاتي العشاء والتراويح.
الصورة

مجتمع

تضيء فوانيس رمضان عتمة الليل في قطاع غزة، حيث أنهك القصف المتواصل للاحتلال الإسرائيلي سكان القطاع، للشهر الخامس على التوالي.

المساهمون