قناديل العشاق: إنقاذ البيئة الشامية من الرتابة

قناديل العشاق: إنقاذ البيئة الشامية من الرتابة

10 يونيو 2017
محمود نصر في قناديل العُشاق( أضواء المدينة)
+ الخط -
يدخل مسلسل "قناديل العشاق" (نص خلدون قتلان، وإخراج سيف الدين سبيعي) مجدداً عالم الدراما السورية، فاتحاً الباب أمام أسئلة كثيرة حول أجواء البيئة الشامية التي اعتاد عليها المشاهد في الموسم الرمضاني أو خارجه، وبين دخول اللبنانيين إلى هذا النوع من الأعمال بشخص بطلة العمل الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور، والممثل اللبناني القدير رفيق علي أحمد.
لا يبدو أن المسلسل استحصل على براءة ذمة نهائية من الجمهور. بل هناك تباين في تصنيفه، أقله من قبل متابعي مواقع التواصل الاجتماعي، رغم محاولته منذ اليوم الأول من بدء المنافسة، القفز، وتصدر القائمة الطويلة، للعروض، والاتخاذ من تفاعل الناشطين ركيزة له، على خارطة الـ"ترند" على موقع "تويتر".
هذا التسابق بين "قناديل العشاق" ومسلسلات لبنانية وعربية أخرى حمله إلى التراجع قليلاً بعد الحلقة الرابعة، لتعود الحكاية إلى بريقها قبل أيام، بعد لقاء ايف أو "جنية الحب" بـ "ديب" (الممثل السوري محمود نصر) وولادة قصة حب بينهما. وهي القصة التي ستُساهم بتفاعل المتابعين مع العمل "الشامي"، وتحجز له مكانا على خارطة المسلسلات الفضلى بين مجموعة قليلة من الأعمال السورية المعروضة هذه السنة، ومساهمة جيدة وحيوية بعدما دخلت الدراما السورية غرفة العناية الفائقة.
تحاول سيرين عبد النور هذه المرة الخروج من أدوار كثيرة قدمتها في السنوات السابقة، أدوار قامت على ما سُمي بالدراما العربية المشتركة، مثل "روبي" و"لعبة الموت". محاولة جديدة وجدت فيها عبد النور المغنية والممثلة فرصة جيدة لخوض غمار الغناء والتمثيل معاً، في عمل من بطولتها، بعيداً عن الحكايات التقليدية لحارات البيئة الشامية.
إيف، التي قتل زوجها أمام عينيها، غادرت منطقة جبل لبنان، نازحة الى العاصمة السورية دمشق برفقة ابنتها الوحيدة، هناك تعمل على تأسيس "ماخور" وتوظيف مجموعة من البنات "من أجل بث الفرح بين الناس". الكاتب خلدون قتلان والمخرج سيف الدين سبيعي، وظفا هذه المرة الغناء لصالح المسلسل الذي يتجه إلى البحث عن الحرية أكثر، عبر السيناريو الذي يحاكي السيناريو البسيط، وتطلعات الناس العاديين، ويطوي الصورة التقليدية لحرمان المرأة أو طغيان قرار الرجال على المجتمع.
نكتشف أحياناً في "قناديل العشاق" أن سيرين عبد النور ليست في أحسن أحوالها، ربما لأسباب كثيرة، رافقت قرار منعها بداية من دخول دمشق لتصوير المسلسل، وبعدها "انتكاسة "عدم تمكن شركة الإنتاج من بيع المسلسل، ثم الاتفاق بشأن عرضه. كل ذلك ظهر في الحلقات الأولى التي تقوم على بنية "درامية" متوسطة في جذب ولفت نظر المشاهد، لمتابعة المسلسل في حين تقدم عبد النور، صورة مغايرة لكل الاعمال التي شاركت فيها سابقاً. من جهة ثانية، اتفاق تام ظهر واضحاً بين سيرين عبد النور والمخرج سيف الدين سبيعي في محاولة للهروب إلى الأمام، والتنافس الذكي. سيف الدين سبيعي كسب ممثلة لها شهرة الواسعة، وعبد النور كسبت مسلسلاً قيمًا في نصه وقصته، ولو أن وتيرة أحداثه تصارع حتى تكسب النجاح.
إيف أو سيرين على طبيعتها في معظم المشاهد التي طبعت الحلقات العشر الأوائل، ومن الواضح ان الهدوء النسبي سينقلب إلى عاصفة تحمل مجموعة من الاحداث الحماسية، ذلك، بعد دخول ديب (محمود نصر) على خط الحب، والتقرب أكثر من إيف، لكسب ثقتها، وتبادله هي الحال نفسه
كل هذه العوامل المنتظرة، ستقلب الأحداث لاحقاً في المسلسل، وتضخ فيه نفساً جديداً لمواجهة الحب بين بطلي المسلسل لما فيه مصلحة العمل بالدرجة الأولى، وبالتالي رسم صورة مغايرة عن نوع هذه المسلسلات التي تقوم على سرد تاريخي، ونمط إنساني عائلي، ملتزم لجهة تعاطي الرجل مع محبوبته أو حتى زوجته وابنته.




المساهمون