كيف يمكن لحقن البوتوكس أن تفسد الحياة الجنسية؟

كيف يمكن لحقن البوتوكس أن تفسد الحياة الجنسية؟

04 مايو 2017
البوتوكس يفقد الوجه القدرة على التعبير (روبرت دالي/Getty)
+ الخط -

تتهافت الكثير من النساء والفتيات على أطبّاء التجميل، وتعتبر حقن البوتوكس الأكثر شيوعاً كونها لا تتطلّب عملية جراحية، وتعطي نتائج سريعة تبدو معها المرأة أصغر سنّاً.

ولا تقتصر هذه الحقن على عالم الإناث، بل اتّسع نطاقها لتطاول عدداً لا يستهان به من الرّجال الذين يرغبون في البقاء بصورة أفضل، ويحاولون تجنّب تلك التجاعيد التي تثير قلق معظمنا.

في هذا الإطار، تقول خبيرة التجميل، ديبوراه ميتشيل، في لقاء لها مع صحيفة "ذا ديلي ميل"، إنّها وبعد خبرة 25 عاماً، استمعت فيها إلى أسرار زبائنها الأكثر حميمية، ومنها الاضطرابات الزوجية وضغوط العمل والمشاكل المالية،  لاحظت خلال السنوات الأخيرة شكاوى متكرّرة من قبل العديد من النساء حول اختفاء العلاقة الحميمة من حياتهنّ. وتابعت أنّه في معظم الحالات، عبّرت الكثيرات منهنّ، عن أنّهن لا يشعرن بأي رغبة في ذلك. بيد أنّ امرأة في الثلاثين من عمرها، قالت إنّ زوجها لم يعد يفهمها من تعابير وجهها.

تضيف ميتشيل أن تلك الشكاوى تركتها في حيرة، لأنّ هؤلاء النساء صحيحات الجسم وناجحات، وبعضهّن في أواخر العشرينات من العمر، لذلك عجزت عن تصنيف ذلك الإحساس على أنّه شعور بالضيق من مرحلة منتصف العمر.

لكنّها رصدت شيئاً واحداً مشتركاً بينهن جميعاً، وهو أنّهن يعانين من تأثير حقن البوتوكس التي اعتدن عليها لسنوات، وبعضهّن أخذن منها أكثر من الكمية التي يحتجنها، وتلك الحقن، ساعدتهن على إخفاء خطوط التجاعيد، لكنّها أخذت معها قدرتهنّ على إظهار مشاعرهن عبر تعابير الوجه. وباختصار، تقول، إنّ وجوههن المجمّدة أفقدتهن القدرة على التواصل مع أزواجهنّ.

تكمل، ميتشيل، أنّ تلك السيدات أردن تأخير الشيخوخة، ليبدين أكثر جاذبية، لكنّهن حصلن على نتيجة معاكسة، وبدلاً من تعزيز حياتهنّ الجنسية، عمل البوتوكس الثقيل والمكثّف على إفسادها. وتؤكّد أنّها ليست ضدّ حقن البوتوكس الخفيفة وفي الأماكن الصحيحة، لانّها تأتي بنتائج رائعة.

تلك الشكاوى، أثارت فضول ميتشيل، التي بدأت في إجراء المزيد من البحوث. وتشرح أنّه بالنسبة لأولئك الذين يجهلون سموم البوتولينوم، فهي تمنع الإفراج عن الناقلات العصبية في العضلات، ما يؤدي إلى شللها وإجبارها على الاسترخاء.

وللإشارة، تمّت الموافقة على استخدام حقن البوتوكس، في عام 2002، وتعتبر الأكثر شعبية بين العمليات التجميلية اللاجراحية في بريطانيا، ويستخدمها الملايين من الناس. وتتراوح تكلفة هذه الحقن متنوّعة الأسماء التجارية، بين 150 و350 جنيهاً إسترلينياً لكل دورة، ويرتفع سعرها وفق الأماكن التي تتطلّب العلاج.

وقد يكون العلاج فعّالاً، تفسّر ميتشيل، لكنه قد يترك المستخدمين له بشكل كبير في وضع غريب، حيث يعجز الوجه عن التعبير عمّا يريده الدماغ ويبدو عابساً حين يريد أن يبتسم.
وإن لم نتمكّن من تدريب الغدد على الابتسام بشكل صحيح، فسنعجز عن الإفراج عن الأندروفين، الذي يمدّنا بإحساس النشاط والحيوية.

بدوره، يقول عالم النفس، جو كوكر، المتخصّص في العلاقات، إنّ المرأة التي تختار حقن البوتوكس، غير مقتنعة بمظهرها، والبوتوكس يجمّد التجاعيد، لكنّه في الوقت ذاته هو بمثابة قناع على وجه مستخدمه، وما تجهله النساء، هو أنّه مع وجه من دون تعابير، فإنهنّ يفتقدن جانباً هاماً من إنسانيتهن.

ويتابع، أنّ البوتوكس يمنع إفراز هورمونات فيلغود، الأكسستوسين التي تعتبر أمراً حيوياً لنا، ونعجز بالتالي عن أن نحكم على شخص من خلال تعابير وجهه، لندرك اهتمامه او إيجابيته اتجاهنا، حين يتوقّف الدماغ عن إطلاق هذا الهورمون، وهذا الهورمون لا يجعلنا نشعر بحالة جيدة فقط، بل يساعدنا على تشكيل روابط دائمة مع شركائنا، ولا عجب أنّ هؤلاء النساء يعانين في حياتهن الجنسية. 

دلالات

المساهمون