حيدر صبّاغ... رسمٌ بالنار

حيدر صبّاغ... رسمٌ بالنار

22 مايو 2017
يفضّل الصباغ العمل دوماً على خشب الزيتون (العربي الجديد)
+ الخط -
للأعمال اليدويّة أوجه عدّة، فمن الحفر على الخشب، إلى الرسم بطريقة الحرق، يبدع، حيدر صبّاغ، ابن مدينة النبطية (جنوب لبنان) في ذلك. وخلال لقاء مع "العربي الجديد" قال: "أعمل في الديكور والخط العربي والرسم، بالإضافة إلى الرسم بواسطة حرق الجلود والحفر على الخشب وحفر الفلّين الأبيض". كذلك يتقن التصوير الفوتوغرافي والفيديو.

وأضاف: "الموهبة الفنيّة موجودة بعائلتنا، وتعتبر وراثيّة، أخي الكبير كان رسّاماً وخطّاطاً أيضاً، وأنا منذ كنت في السابعة من عمري، كنت أهوى الرسم. وعندما صرت في الثالثة عشرة من عمري، بدأت أحاول تقليد الأعمال اليدوية التي كنت أشاهدها عند الآخرين، وصرت أطوّر موهبتي إلى أن احترفت الحفر على الخشب والرسم عندما بلغت السادسة عشرة من عمري".

ويلفت إلى أنه بدأ بالرسم عن طريق حرق الخشب منذ عام 1991، واستمر في ذلك حتى يومنا هذا، وبأنّ كل أعماله اليدويّة حتى الحفر وقص الخشب، لم يستخدم آلات في ذلك. ويقول: "كوني أملك موهبة التخطيط، فإنني أقوم بكتابة الكلمات أو الآيات القرآنية على الخشب، وأقوم بعد ذلك بقصها يدويّاً، ولصقها على خشب الزيتون الذي يعطي جماليّة للوحة. وهذا يتطلب فناً وذوقاً وموهبة وخبرة كي تكون اللوحة رائعة. وصرت أنتجُ اللوحات بسرعة قياسيّة، فأنا أستطيع أن أنجز لوحة تحمل آية قرآنية بمراحلها كافة خلال ساعة، وهذ بفعل الخبرة التي امتلكتها في هذا المجال".

أما الرسم والكتابة بطريقة الحرق، فيؤكد صباغ أنه بدايةً كان يرسم على الخشب بطريقة الحرق وكان يرسم لوحات كبيرة لأن هذه العملية صعبة ودقيقة وتحتاج وقتاً إلى أن تعرف طريقة الحرق على الجلد، وكان أول رسمة نفّذها على الجلد هي للفنان، مارسيل خليفة، ثم بدأ برسم مجموعة كبيرة استطاع من خلالها لفت الأنظار على هذا الفن، حتى إنه لم يبق عنده لوحات في محترفه، وصار ينفّذ اللوحات على الطلب، ويستخدم جلود الحيوانات التي يحضرها من سورية.

يلفت إلى أن إحدى اللوحات الفنيّة استغرق عملها نحو ثلاثة أشهر، لأن فيها تفاصيل دقيقة وعملية الحرق تتطلب مهارة في التنفيذ بدقّة كي تصل إلى النتيجة المرجوّة.
يحترف صباغ الرسم بالريشة أيضاً، ويهوى رسم الوجوه، أي البورتريه، وكذلك الطبيعة. ولكنّه لم يقم أيّ معرض خاص به، لشعوره بأن هذا الفن مهمّش في لبنان، ولا يجد تقدير للفنانين. لذلك، يعمل في مجال الفن، لأنّه يعتبره مهنة يعتاش منها، لذلك لا يقوم بجمع أعماله، بل يبيعها لأنها مصدر رزقه.

وهناك علاقة قوية تربطه بخشب الزيتون الذي يحفر عليه الكلمات بطريقة الخط العربي، لأنه من أفضل الأنواع للحفر، وحتى عندما يحفر أو يقص أنواعاً أخرى فإنه بالنهاية يلصقها على خشب الزيتون.

يجمع صبّاغ العديد من الفنون، إذ يقوم بالحفر على الفلّين الصناعي الأبيض الذي يتم استخدامه في ديكور المسرحيات والمعارض، ليظهر وكأنه قطعة من الصخر أو من الخشب.
يتمنّى صباغ أن يحقق انتشاراً خارج لبنان والوطن العربي، من أجل أن يعرّف الناس بفنه، ويتمكّن من المشاركة في المحترفات والمعارض العالمية.



المساهمون