نساء غزة يتألقن في "بازار المنتجات اليدوية"

نساء غزة يتألقن في "بازار المنتجات اليدوية"

22 مايو 2017
تأكيداً على دور المرأة بالمجتمع (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
على المدخل المؤدي لمعرض "بازار منتجات نساء بلادي" الذي نظم في غزة، جلست مجموعة نساء حول موقدة النار، لطهي المأكولات اليدوية والخبز البلدي وخبز الصاج، وقد تجمعت حولهن مجموعة أشخاص، تذوقوا الأكل، واستشعروا التراث الفلسطيني، ونكهته المميزة.


وتشاركت فتحية أبو عمرة، من المنطقة الوسطى، ورويدا البريم، من منطقة خان يونس، جنوب قطاع غزة، وفتحية دغمش، من مدينة غزة، في التحضير، وهُن من النساء المُساهمات في زوايا المنتجات اليدوية، والمأكولات الشعبية الفلسطينية في البازار الذي يحوي نحو 40 زاوية.


وتقول النساء الثلاث في أحاديث منفصلة لـ"العربي الجديد"، إنهن شاركن للتأكيد على عراقة وأصالة التراث الفلسطيني، الذي يجب أن يحفظ، وإنهن بدأن مشاريع خاصة بهن، ومعهن مجموعات إضافية من النساء، تأكيداً على دور المرأة البارز في المجتمع، وفي الاقتصاد الفلسطيني.


المعرض عج بعشرات الزوايا ومئات الزوار الذين تجولوا بين مختلف أصناف المنتجات اليدوية، والتي توزعت بين المطرزات بمختلف أشكالها وألوانها التي كست الملابس والإكسسوارات، كذلك الأعمال الفنية، أعمال الصوف، القماش الملون، العطور المصنعة يدوياً، الهدايا، إلى جانب زوايا المأكولات والحلويات الفلسطينية.


الخمسينية فايزة أبو صويلح، من المنطقة الوسطى، جلست أمام الطاولة المخصصة لمنتجاتها، والتي ضمت مختلف الأكلات الفلسطينية من معجنات، سماقية، خبز صاج، كعك، معمول، وغيرها، وقد لبست الثوب الفلسطيني، وتقول لـ"العربي الجديد"، إنها بدأت العمل قبل نحو ثلاثة أعوام.


وتضيف أنها تعمل برفقة 20 سيدة في مختلف الصناعات الغذائية، أما في ما يتعلق بتخصصها في صناعة المأكولات الفلسطينية، فتوضح أبو صويلح أنها "صحية ولا تدخل فيها المواد الحافظة، علاوة على كونها مأكولات أصيلة وتراثية، يجب ألا تُنسى".






في الزاوية المجاورة، وقفت ولاء الافرنجي برفقة زميلها محمد النخالة وباقي أعضاء فريق "Surprise" الخاص بتصنيع الهدايا والمشغولات اليدوية، وتقول إن المعارض المختصة بالأعمال اليدوية تساهم بالترويج للأعمال، إضافة إلى خلق قاعدة جماهيرية.


بينما يوضح زميلها النخالة أن الفريق يُعنى بجميع المشغولات اليدوية من رسم على الخشب، حفر على الخشب، وعلى البورسلان والسيراميك، إضافة إلى المنتجات الورقية الفنية، لافتاً إلى أن المشغولات اليدوية باتت تحظى بإقبال لافت نتيجة تميزها عن باقي الهدايا والمنتجات المُصنعة آلياً.




في الجهة المقابلة، جلست نسرين أبو لوز، من منطقة خان يونس، جنوب قطاع غزة، أمام زاويتها الخاصة بتصنيع الأعمال الفنية من مخلفات البيئة، كالأثواب القديمة، ثمار وأوراق الأشجار والنباتات، وتوضح لـ"العربي الجديد"، أنها بدأت هذه المهنة كهواية قبل نحو 15 عاماً، وشاركت في المعرض من أجل تسويقها.

أما هند القطاوي، والتي شاركت في زاوية خاصة بالهدايا يدوية الصنع، فتقول إنها تعمل ضمن فريق Love Factory، الذي يعنى بتصنيع الهدايا بأسلوب خاص، إذ تحمل الهدية ميزة خاصة بالمناسبة، مضيفة: "يمكن لكل شخص أن يترك بصمته على الهدية التي يرغب بتقديمها".

من ناحيتها، توضح منسقة المشاريع في مركز شؤون المرأة بيسان أبو جياب، أن المعرض يتم تنفيذه للعام الرابع على التوالي، ضمن مشروع "التمكين الاقتصادي للعمل السياسي"، بالشراكة مع مؤسسة دياكونيا، بهدف دعم منتجات الجمعيات التعاونية النسائية.



وتشير في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن المعرض يضم نحو 40 جمعية تعاونية نسائية من شمال قطاع غزة حتى جنوبه، تشمل مختلف الحرف والمشغولات اليدوية، إضافة إلى زوايا تحوي مشاريع صغيرة صاحباتها فتيات خريجات حديثاً، من أجل دعمهن ومساعدتهن على الانخراط في سوق العمل، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة وتزايد أعداد الخريجين.

وتوضح أبو جياب أن زوايا المعرض أكدت على أن النساء قادرات على تحمل الأعباء وإنجاز المهام، داعية جميع الأطراف والمؤسسات المعنية إلى دعم منتجات الجمعيات التعاونية النسائية، وخاصة أن النساء "تحدين، فأنتجن فأبدعن، في ظل ظروف قاسية وقاهرة".




المساهمون