تعرّفو إلى ميدوم: الهرم المزيِّف في مصر

تعرّفو إلى ميدوم: الهرم المزيِّف في مصر

17 مايو 2017
هرم ميدوم في محافظة بني سويف (Getty)
+ الخط -
يرجع تاريخ بناء هرم ميدوم إلى الأسرة القديمة حوالى سنة 2620 قبل الميلاد. وهو أحد ثلاثة أهرامات بناها الفرعون سنيفرو، مؤسس الأسرة الرابعة، إضافة إلى الهرم الأحمر والهرم المائل في دهشور (محافظة الجيزة غرب القاهرة)، وهو يسمى أيضاً بالهرم المنهار وذلك بسبب سوء حالته، كما يطلق عليه أحيانا الهرم الزائف أو الكذاب، لقلة حيازته المدرجات والمصاطب فيه التي تميز الأهرام الفرعونية الأخرى.
في القرن الخامس عشر سجل المؤرخ تقي الدين المقريزي أن خمس درجات فقط هي الباقية من درجات هذا الهرم، بينما ذكر علماء الحملة الفرنسية، التي قادها نابليون بونابارت على مصر غازياً، في نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، أن المتبقي هو ثلاث درجات فقط.
مثل الأهرامات الأخرى بُني هذا الهرم، الذي يوجد في منطقة ميدوم بمحافظة بني سويف جنوب القاهرة، على شكل طبقات متتالية تقل مساحتها مع الارتفاع، ولكن على العكس منها أضيفت طبقة خارجية على كل مستوى من الهرم. ومن الغريب أيضاً أنه بني على ثلاث مراحل، وكان التصميم يتغير في كل مرحلة حسبما بينت الكشوفات الأثرية. ولعل كثرة التعديلات تلك هي ما ساعد على انهيار الهرم في ما بعد.
هناك رواية تقول إنه عندما دخل الأثريون الهرم للمرة الأولى وجدوا الحبال وأدوات الحفر، التي يعتقد أن لصوص المقابر تركوها خلفهم في غرفة الدفن بحثا عن الكنوز والمومياءات داخله. وبعض العلماء يعتقدون أنها ربما كانت تخص من قاموا بالدفن في الهرم، ولكن لم يعثر على أي توابيت بغرفة الدفن، وليس هناك أي دليل على أن الفرعون سنيفرو أو أي شخص آخر قد دفن في المكان من قبل.
ويعتقد البعض أن الهرم لم يتهدم؛ بل إنه لم يكتمل بناؤه أصلاً، فبداية من عهد سنيفرو وحتى عهد الأسرة الثانية عشرة كانت كل الأهرامات لها معبد في الوادي المحيط بها، معبد الموتى أو الجنائز. وبالنسبة لهرم ميدوم فإن معبده الجنائزي وجد مطمورا بالحصى قرب قاعدة الهرم، والواضح أنه لم يكتمل أبداً، فالجدران كانت نصف منتهية، ولا توجد اللوحات التي عادة ما تحمل اسم الفرعون صاحب المعبد والهرم.
وحتى غرفة الدفن لم تكتمل، وما زالت الحوائط الحاملة والدعامات، التي تدعم عملية البناء ثم تتم إزالتها بعد الانتهاء منه، في مكانها. ولم يتم استخدام أو إكمال المصطبات المكونة للهرم، وحتى التكوينات التجريبية للهرم كانت مطمورة تحت الركام، ولم يتم سرقة أحجار الغطاء الخارجي للهرم إلا بعد بدء أعمال الحفريات والاكتشاف.
اكتشف الهرم من قبل جون شي بيرشينغ في عام 1837، ثم أكمل ليبسيوس الحفريات عام 1842، ثم اكتشف فليندرس بيتري في نهاية القرن التاسع عشر باقي الهرم والمعبد الجنائزي.
في حالته المدمرة هذه يصل ارتفاع الهرم إلى 65 متراً، ويرتفع مدخله إلى 20 متراً فوق مستوى سطح الأرض الحالي، ويوجد بالقرب من الهرم مصطبة لأحد النبلاء غير المعروفين. وبالقرب منها يبدأ نفق حفره أحد السارقين، هذا النفق ضيق للغاية ويبدو أنه استعمل لمرة واحدة فقط. وهو يصل إلى غرفة الدفن الواسعة. كما توجد بقرب الهرم مصطبة أخرى لنفرمات ابن مؤسس الأسرة الرابعة الفرعون سنيفرو.

دلالات

المساهمون