الطفلة ماوكلي..عاشت بين القرود بغابة في الهند

الطفلة ماوكلي..عاشت بين القرود بغابة في الهند

07 ابريل 2017
دافعت القرود عنها (يوتيوب)
+ الخط -

وسط مجموعة من القرود في غابات كاترانيغات، شمال الهند، عثر على فتاة عارية، كانت تلعب معها كما لو كانت واحدة منها. هزيلة الجسد وشعرها أشعث، ولكنها بدت مرتاحة، حتى وصلت الشرطة.

واتصلت مجموعة من الحطابين بالسلطات بعد العثور على الفتاة، التي يعتقد أن عمرها يراوح بين 10 و12 عاماً. وعندما اقتربت الشرطة منها، حاصرت القرود الفتاة من أجل حمايتها، وهاجمت ضابطاً كانت الفتاة تصرخ بوجهه، وفقاً لما ذكرته صحيفة "إنديان إكسبريس الجديدة" هذا الأسبوع. وبعد إنقاذ الفتاة، انطلقت الدورية وظلت القرود تطاردها.

وسرعان ما تم نقلها الى مستشفى في بهريتش، وهي مدينة في ولاية أوتار براديش، شمال الهند، حيث بقيت فيه خلال الشهرين الماضيين. ويعتقد الأطباء أن الفتاة عاشت مع القرود منذ فترة طويلة، وأن قصتها حتى الآن تحير السلطات، وتبحث في تقارير عن الأطفال المفقودين في محاولة للتعرف عليها، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "أسوشييتد برس".

وفي الصحافة الهندية، جرت مقارنة الفتاة مع ماوكلي روديارد كيبلينغ، وهو طفل وحشي من سيوني في الهند، وبرز بوصفه شخصية بارزة في رواية "كتاب الأدغال".

وقالت دينيش تريباثي، ضابط شرطة في بهريتش، في حديث لصحيفة "إنديان إكسبريس"، إن الطفلة بدت وكأنها عاشت بين القرود منذ زمن. وعندما وصلت إلى المستشفى، كانت مصابة بجراح في جميع أنحاء جسدها. 

الفتاة النحيلة بدت وكأنها لم تأكل منذ عدة أيام، على الرغم من أنها كانت قادرة على المشي على قدميها، وقالت إنها في بعض الأحيان كانت تسقط فجأة.

وقال كبير الأطباء في مستشفى بهريتش، دك سينغ، في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء "أسوشييتد برس": "حتى عاداتها الغذائية كانت مثل عادات الحيوانات. تلقي الطعام على الأرض وتتناوله مباشرة بواسطة فمها، دون رفعه بيديها. وتستخدم المرفقين وركبتيها خلال التحرك".

واليوم، وبحسب "واشنطن بوست"، يتكفل الأطباء بتعليمها كيفية التصرّف كإنسان، وهي المهمة التي ثبتت في البداية صعوبتها، بسبب نفورها من التفاعل البشري. وقال سينغ لصحيفة "إنديان إكسبرس": "إنها تتصرف كقرد وتصرخ بصوتٍ مرتفع، إذا حاول الأطباء الوصول إليها". وقال طبيب آخر يعالجها: "إن الفتاة تكافح لفهم أي شيء".

ولكن على مدى الشهرين الماضيين، تحسنت صحة الفتاة وسلوكها بشكل ملحوظ، كما يقول الأطباء. وقد بدأت بالمشي بشكل طبيعي بنفسها وتناول الطعام بيديها. وهي لا تزال غير قادرة على الكلام، وبدأت في استخدام الإيماءات من أجل التواصل.

وتوجد العديد من القصص المشابهة، فقد سبق أن ادعت امرأة بريطانية، تدعى مارينا تشابمان، أنها عاشت مع قرود من عمر أربع سنوات إلى تسع في الغابة الكولومبية، وألّفت في ما بعد، كتاباً حول هذا الموضوع، على الرغم من أن البعض شكك في صحة الحكاية. وعثر على طفل نيجري معوق يدعى بيلو، عاش مع الشمبانزي لمدة 18 شهراً في عام 1996 بعد أن هجرته أسرته.

وعثر على جون سيبونيا، البالغ من العمر ستة أعوام، مع قرود فيرفيت خضراء في الغابة الأوغندية عام 1991. ويعتقد أنه هرب من المنزل عندما كان في الثالثة من العمر بعد رؤية والده يقتل والدته، وقد وضع في دار للأيتام وتعلم الكلام، وأصبح عضواً في جوقة الأطفال "لؤلؤة أفريقيا"، وشارك في الأولمبياد الخاص، ثم انتقل في وقت لاحق إلى منزل خاص.

 (العربي الجديد)

المساهمون