سعاد ماسي لـ"العربي الجديد": أتمنى الغناء باللهجة المصرية

سعاد ماسي لـ"العربي الجديد": أتمنى الغناء باللهجة المصرية

23 ابريل 2017
سعاد ماسي (Getty)
+ الخط -
تعلمت في المدرسة الأندلسية الجزائرية، ولأنها من أسرة محافظة رفضت أسرتها أن تتجه لغناء "الراي" الحديث، وإن كانت نفس الأسرة دعمتها فنيًا وشجعتها على اتخاذ خطوة الغناء الأولى، أثناء العشرية السوداء التي شهدها بلد المليون ونصف المليون شهيد.
سعاد ماسي، وأصلها من منطقة القبائل، مولودة في 23 أغسطس/آب 1972، في حي باب الواد الشعبي بقلب الجزائر العاصمة، وسط عائلة تعشق الموسيقى، وهو ما أتاح لها التعرف على أنواع كثيرة من الموسيقى، مثل الشعبي العاصمي والروك والكاونتري، والفادو البرتغالي، وهو الأمر الذي جعلها تصبح مغنية وعازفة غيتار وكاتبة أغانٍ،، وسعاد ماسي التي تتواجد في مصر حاليًا، عقدت مؤتمراً صحافياً لمناسبة حفلها الغنائي الذي أحيته مع فرقة "كايرو ستبس" الخميس الماضي، وعلى هامش الحفلة والمؤتمر التقتها "ألعربي الجديد".

*ماذا تمثل لكِ زيارتك إلى مصر؟

ليست الزيارة الأولى ولكني كل مرة أرى في القاهرة، شيئا مختلفاً وتآلفاً كبيراً بدءًا من استقبال الشعب المصري، لي، هذه المدينة يسكنها الدفء والحب، وأنا أثق بقدرة هذا الشعب الذي يتذوق الموسيقى والفنّ في أن يتجاوزالمحن والأزمات التي تمر به، وفي النهاية كل الشعوب العربية تعيش اليوم في ظل أزمات كبيرة، وهذا ما يُظهر معادن الشعوب ومدى صبرها في الحفاظ على الأرض وتمسكها بأوطانها، تجتاحنا حروب كثيرة، في المنطقة العربية، ومن خلال الصمود، اتمنى النصر للشعوب العربية، وارتفاع معدّل الإنسانية في داخلنا والوعي الاجتماعي والثقافي.

*لماذا لم تغنّ سعاد ماسي حتى اليوم باللهجة المصرية؟

أتمنى الإقبال على هذه الخطوة، في أقرب فرصة ممكنة، هناك مشروع جديّ جارٍ الإعداد له أتمنى أن يُبصر النور قريبا، لكن دعينا لا نتحدث في تفاصيله الآن، حتى نبدأ بالتسجيل أقله.

*من المعروف أن مطربي الجزائر لا تخلو أعمالهم الموسيقية من نمط وموسيقى "الراي" عدا سعاد ماسي لماذا؟

أنا أميل، بشكل كبير إلى "الراي" القديم وليس "الراي" الحديث، الموجود الآن مع كامل احترامي للمطربين الذين يؤدونه ولكن الراي القديم محتفظ بالتقاليد وهو ما أحبه، وللعلم فعائلتي كانت أول من سيقف ضدّي لو كنت أقبلت على خطوة غناء "الراي" الحديث، لأنها عائلة متحفظة، وتريدني أن أحقق ذاتي. قبل الدخول في عالم الفنّ والشهرة والغناء، اشترطوا عليّ قبل دخولي الوسط الغنائي أن أكمل دراستي أولاً، ثم أدرس الموسيقى كما أريد، وهو ما حدث بالفعل، وأعتقد انهم كانوا محقين، لذا قمت بتنفيذ ما يريدون وأنا على اقتناع تام، بما أرادوه لمصلحتي، هذا وللعلم فإن أسرتي كان بها مواهب فنيّة، لها ثقلها في حسن الأداء والصوت، والغناء، خالي وشقيقي، من أمهر العازفين، على البيانو والغيتار، ولهم باع طويل في الموسيقى والفن والغناء، وهما دعماني كثيراً، بعد اكتشافهما لموهبتي في الغناء، وأحب أن أوضح أن الجزائر، فيها أنواع عديدة جدا من الموسيقى وليس الراي فقط، لكن كان للراي حصة الأسد في الشهرة بسبب احتراف عدد من المغنين الجزائريين، هذا الخط.

*في حفلك الأخير في القاهرة، قررتِ الغناء مع الفرقة المصرية الألمانية "كايرو استبس" وهي تجربة جديدة عليكِ كيف وجدتها؟

اعتدت دوماً إما أن أغني مع فرقتي أو برفقة غيتاري فقط، لكن التجربة بالتأكيد مختلفة، وأنا دوما أحب أن أقدم شيئا جديداً لم يرني الجمهور فيه من قبل، ولديّ حفلان آخران مع هذه الفرقة قريبا في مصر أيضا.

*لا تقتصر شهرتك على العالم العربي بل وصلت إلى أوروبا، فكيف لفنان عربي أن يصل إلى العالمية في رأيك؟

الموضوع ليس وصفة أو خلطة سحرية، فالحظ حالفني لأن الدول الأوروبية تحب سماع أغانٍ عربية، خاصة أن أي مطربة عربية تواجه مشاكل وعراقيل لتصل إلى ما تريد، لذا نادراً، ما كانت هذه الدول تلتقي بفنانات عربيات، وحين أحيي حفلات في أوروبا أفاجأ باندماج الجمهور الأجنبي معي، وهذا شيء يسعدني بشكل كبير، فالموسيقى حتى من دون كلمات تصل إليهم رغم اختلاف اللهجات لأنها تعتمد على الروح وليس اللغة، كما أن الأجانب يحبون الغناء والاستماع إلى المغني وهو يعزف وأنا افعل ذلك على "غيتاري"، وأتذكر أن أول انطلاقة لي في الغناء في أوروبا كانت في فرنسا، وفوجئت بردود أفعال الجمهور واندماجهم معي، ولا أنسى في حياتي هذا اليوم حتى الآن على الرغم من أنه كان في عام 1999 في يوم احتفال فرنسا بالمرأة الجزائرية، وغنيت في هذا اليوم وأنا خائفة ومليئة بجراح الحرب الأهلية في الجزائر، وكنا نمر كشعب بأقسى فترة من الممكن أن تمر على أي من الشعوب، وكنت أرفض السفر حتى أقنعتني أمي بأن أجرب حظي، خاصة أني كنت لا أغني في هذه الفترة وكنت أعمل في مكتب هندسي لأن ظروف الحرب كتمت صوتي.


*لماذا تحرصين على غناء الشعر العربي للمتنبي وأبي القاسم الشابي وغيرهما؟

لأني أذوب عشقاً في هؤلاء، وأرى نفسي أتنفس وأنا أغني الشعر، فلا بد من التمسك بلغتنا وجذورنا، ولأني أقيم بشكل شبه دائم في فرنسا، أحب من خلال غنائي أن أوصل ثقافتنا العربية والإسلامية إليهم، وأقرب الطرق لإيصال أي رسالة وأسرعها هي الفن والموسيقى.

*موهبتك لا تقتصر على الغناء فقط بل تكتبين بعض أغانيكِ أيضاً فهل هي كما قيل تجارب شخصية لكِ؟

ليست كلها بالتأكيد تجارب شخصية لي، فأنا أعيش وسط مجتمع يفرز كل يوم أشياء جديدة ومواقف حياتية تولد فيّ طاقة وقدرة على الكتابة والتعبير على الورق.

*هل ترين أن الفنان لا بد أن يكون مثقفاً؟

أي إنسان على وجه هذه الأرض يجب أن يكون مثقفا وألا يتوقف عن التعلم، فالتعلم والاطلاع ليس لهما نهاية أبداً، ولكن الفنان بوجه خاص عليه أن يكون حريصا جدا على أن يكون مثقفا، وأنا منذ أن كنت طفلة وأنا أحب القراءة جدا خاصة في كتب الشعر العربي، ولا أقرأ مجرد الكلمات فقط بل أتبحّر في معانيها وأقرأ السير الذاتية للشعراء، لمعرفة العوامل التي أثرت فيهم سواء نفسية أو اجتماعية أو أسرية وأتعلم منهم، فالشعر شكل جزءا كبيرا للغاية في حياتي وحتى الآن أحرص على الاطلاع ولن أتوقف حتى نهاية آخر يوم في عمري.





المساهمون