البعد الفكاهي... وجهٌ آخر للانتخابات الإيرانيّة

البعد الفكاهي... وجهٌ آخر للانتخابات الإيرانيّة

19 ابريل 2017
مرشّحون أعطوا الانتخابات الإيرانيَّة بُعداً فكاهيّاً (فيسبوك)
+ الخط -
بعيداً عن منافسات الساسة والوجوه البارزة التابعة لتيارات وأحزاب محددة، والتي ستخوضُ، في النهاية، الاستحقاق الرئاسي في إيران، والذي سيجري في 19 مايو/أيار المقبل، أثار عدد المتقدمين والراغبين بتسجيل أسمائهم للترشح للرئاسيات وهوياتهم وأعمارهم وأشغالهم التعجب أحياناً، والسخرية في أحيان أخرى. امتلأت أروقة وزارة الداخلية في طهران على مدى خمسة أيام، كان آخرها السبت الماضي، بمئات المتقدمين الذين يفتقدون في غالبيتهم للتجربة والخبرة السياسية، وهو ما جعل كثيرين سواء في مواقع التواصل الاجتماعي، أو على منابر المسؤولين، ينتقدون بشدة ما يحصل.

هي ليست المرة الأولى التي يحصل فيها هذا الأمر، فلطالما انتظر الصحافيون والمصورون قدوم الشخصيات غير السياسية، والتي تعطي انتخابات إيران بعداً فكاهياً أحياناً، ولطالما سجل كثيرون أسماءهم للترشح للرئاسيات على مدى دورات سابقة، لكن الرقم القياسي تحطم خلال هذه الدورة، ووصل عدد "المرشحين" إلى 1636 شخصاً، تتراوح أعمارهم بين 18 و90 عاماً. ولا يمكن للعاملين في الداخلية أو في هيئة الانتخابات إلا أن يسجلوا أوراق هؤلاء، فمهمة دراسة طلبات المرشحين وإقرار إن كانوا يتمتعون بشروط الرئاسة أم لا، تقع على عاتق لجنة صيانة الدستور، التي ستقصي غالبيتهم ولن يخوض السباق في النهاية إلا قلة قليلة من المرشحين.

التساؤل الذي طرحه بعض المسؤولين ورجال الدين وتبادله مواطنون على صفحات مواقع التواصل صبَّ في مكان واحد، فلم يتوجه كل هؤلاء لتسجيل أسمائهم وهم يعلمون أنهم لا يتمتعون بالمواصفات المطلوبة، فهناك أطفال وكبار سن فضلاً عن آخرين تحولوا لشخصيات كوميدية مشهورة بسبب ما فعلوه وقالوه ورددوه من شعارات ووعود كرؤساء قادمين لإيران.
أحد المرشحين دخل إلى الوزارة، وقال إن أوضاع المنطقة والتهديدات الموجهة لإيران تحتاج لرئيس قادر على شن الحروب، وهو ما يراه في نفسه! وآخر وعد الإيرانيين بقطع كل رواتب الأثرياء، ومستحقات المسؤولين بحال انتخبوه.
توأمان حضرا وسجلاً معاً ليعلنا أن أحدهما سينسحب لصالح الآخر في النهاية مقابل أن يصبح هذا المضحي نائب الرئيس الجديد، وعائلة كاملة مكونة من أربعة أفراد قررت أن تسجل اسم كل واحد فيها لتضاعف الفرص، وشاب وعد بمنح مبلغ مالي شهري يعادل مائة دولار لكل مواطن إيراني إن أصبح رئيساً، وتنوعت الملابس بين تلك الفلكلورية التقليدية، لتلك الغريبة التي جعلت صور هؤلاء تنتشر في كل المواقع وعلى كل الصفحات. 

المتحدث باسم اللجنة المركزية للإشراف والرقابة على الانتخابات، عباس علي كدخدايي، كان واضحاً وصارماً، فقال في تصريحات تبادلتها المواقع الرسمية الإيرانية إن "الانتخابات ليست مهرجاناً"، مؤكِّداً أن معظم هؤلاء سيتم إقصاؤهم، ولن ينالوا أهلية الترشح.

قد ينطبق على بعض الحالات، قول "المضحك المبكي"، فمئات من هؤلاء وإن كانوا غير جديين، لكنهم حملوا شعارات تؤشر بشكل أو بآخر لمطالب اقتصادية جدية ولمشكلات يعانيها الشارع الإيراني، تنتظرُ حلولاً مجدية.
الشاب الذي حضر حاملاً صورة مفتاح بنفسجي، وهو الشعار الذي رفعه الرئيس، حسن روحاني، خلال الانتخابات السابقة مُروجاً حينها بأنّه يمتلك حلاً لكل المشاكل المعيشية، ذكّر كثيرين بوعود المسؤولين، فوضع قفلاً على المفتاح، ليقول لسان حاله، بأن الوعود لم تتحقق.
شاب آخر جاء من منطقة بروجرد، مُتزوِّجٌ ويعاني البطالة، حاله كحال ما يزيد عن ثلاثة ملايين إيراني، قال للصحافيين، بأنه في حال أصبح رئيساً، فعلى الأقل لن يبقى بلا عمل!

المساهمون