"13 ريزنز واي"... أول المسلسلات المهمة في 2017

"13 ريزنز واي"... أول المسلسلات المهمة في 2017

19 ابريل 2017
هانا بايكر (كاثرين لانغفورد)، بطلة المسلسل (يوتيوب)
+ الخط -
عام 2007، صدرت رواية 13 Reasons Why للكاتب، غاي آشر، وحققت نجاحاً كبيراً بسبب دمجها الذكي بين دراما عالم المراهقين، وإثارة جريمة انتحار، تُكْتَشَف أسبابها ببطء. وظلت من أكثر الروايات المنتظر اقتباسها في فيلم سينمائي، خلال السنوات الأخيرة، قبل أن تقرر شبكة "نتفليكس" تحويلها إلى مسلسل من 13 حلقة بنفس العنوان، طُرح كاملاً في أواخر مارس/ آذار، ليحقق نجاحاً كبيراً بين الجمهور والنقاد، ويتم اعتباره أول الأعمال التلفزيونية الكبرى في 2017.


المسلسل، كما الرواية، يبدأ بحادثة انتحار طالبة الثانوية "هانا بيكر" (كاثرين لانغفورد)، ويجد صديقها كلاي جونسون صندوقاً فيه 7 أشرطة سجلتها هانا قبل انتحارها، يحمل كل وجه من الشريط سبباً من الأسباب التي دفعتها للانتحار.

يبدأ كلاي في الاستماع، وينتقل المسلسل بين "فلاش - باك" لما حدث، ولأسباب انتحار هانا الثلاثة عشر. وبين الحاضر ورد فعل الفتى على ما يحدث، ومواجهته للأشخاص المتورطين في سلبها حياتها، بأمورٍ تصاعديَّة تبدأ بنشر الشائعات، والابتزاز المدرسي، والإهانة العاطفية، وتصل لتوزيع صور جنسية وتهديدات واغتصاب.



هناك عدد كبير من المميزات التي منحَت العمل تلك الشهرة السريعة، على رأسها أسلوب السرد الشيق جداً الذي يتبعه، فطريقة تقسيم الحلقات لـ13 سبباً، وكلُّ سببٍ مُسجَّل على وجه شريط، يجعل كلّ حلقة تجدّد إيقاعها وحكايتها منذ البداية، خصوصاً وأننا ننتقل أيضاً للحاضر.

فيصبح هناك تفاعل مستمر بين زمنين يربطهما صوت فتاةٍ مُنتحرة، وهو ما جعل الحلقات ممتعة وسريعة. السبب الثاني، هو الموضوع نفسه، فحياة المراهقين السريَّة المُتداخلة، هي بيئة خصبة دائماً لإثارة الفضول. والسبب الثالث، هو الإثارة والحيوية التي تُخلَق، حين نتحدَّث عن انتحار يداري وراءه جريمة قتل تواطأ فيها كثيرون دون قصد. ويبدو أحياناً، وكأن كلاي جونسون، هو المحقق الخاص الذي يحاول اكتشاف الحقيقة، والتي تصل إلى تورطه هو نفسه دون أن يقصد في التأثير السلبي على هانا، ليصبح في إحدى الحلقات هو موضوع الشريط الحادي عشر.

أما السبب الرابع، فهو شخصية "هانا" نفسها والتورط والتعاطف الذي نشعره معها في كثير من الأحيان بسبب استماعنا لحياة مليئة بالتخبطات والضغوطات بصوت فتاة انتحرت في النهاية، وهو أمر يساهم فيه أداء ممتاز جداً من الممثلة، كاثرين لانغفورد، التي بدا أنها تنهار جسديّاً ونفسيّاً مع تتابع الحلقات، تماماً كشخصية هانا.

في المُقابل، فإنَّ المسلسل يحتوي على بعض العيوب التي تؤثر أحياناً على إيقاعه، وأحياناً، على منطقية وعُمْقِ أحداثه، أهمها حين يشعر المشاهد مع منتصف الحلقات بمبالغات ميلودرامية بسبب تتابع المصائب. فكل أصدقاء هانا يخونونها، وكلهم يتصرَّفون معها بدناءة. تايلور ينشر صورة لها، وهي تقبل كورتني، وكورتني تنشر شائعات عنها لتبرئة نفسها. ولا نكاد نفيق من رؤية هانا لاغتصاب صديقتها جيسيكا أثناء سكرها، حتى تغتصب هانا نفسها في حلقة تالية، ولا يساعدها حتى مستشار التوجيه المدرسي. هذا التتالي الذي لا يتوقف، يُفقِد المسلسل عُمقَه وواقعيَّته في بعض مراحله، إذ يتحوَّل لدراما مراهقين ضعيفة رغم أنه أقوى من ذلك في أحيانٍ أخرى. 

كذلك، فإنّ المسلسل، وبقدر ما، استفاد من الشكل التسويقي لـ"13 سبباً" وطرحها في 13 حلقة بخدعة الشرائط (وهو تقسيم لم يكن ليتوفر في فيلم سينمائي)، بقدر ما عانى من ذلك أحياناً بسبب اضطراره في المساواة الزمنية بين كل الأسباب، وإن كانت فصول رواية "غاي آشر" غير متساوية (لأنها تفصيلة غير ضرورية في الأدب المقروء)، فإن الحلقات التلفزيونية يجب أن تتساوى، وبالتالي يصبح حدث مثل اعتقاد جيسيكا الخاطئ أن "هانا" هي سبب انفصالها عن صديقها. هي حلقات مساوية في الزمن والأهمية لحلقة مثل اغتصاب "هانا" أو معاناة "كلاي" كونها أحد الأسباب، فيؤثر ذلك على الإيقاع (بطئاً وتسارعاً) في بعض الأحيان.


المساهمون