عودة الأغاني السياسية إلى موريتانيا

عودة الأغاني السياسية إلى موريتانيا

16 ابريل 2017
السياسة تُلهم المغنين الموريتانيين (يوتيوب)
+ الخط -
أعاد الجدل السياسيُّ في موريتانيا حول تعديل الدستور، الأغنية السياسية إلى الواجهة وبقوّة، بعد أنْ أصدر مجموعة من الفنانين الشباب أغاني ترفض تعديل الدستور، وتنتقد النظام، وتدعوه إلى الاهتمام بالمشاكل الحقيقية التي يعاني منها الشعب بدل السعي لتعديل الدستور. وجاء إصدار أغنية "الشعب لا يقبل" للفرقة الغنائية المشهورة في موريتانيا "أولاد البلاد" ليؤكّد استمرار هذا الرفض الشعبي والرسمي لتعديل الدستور، إذ تُعتبَر الأغنية أقوى أغنية تهاجم النظام، وتنتقد سياسته وسعيه لتعديل الدستور.

وحقّقت الأغنيةُ انتشاراً واسعاً بين الموريتانيين، وخاصة فئة الشباب الذين تبادلوها على هواتفهم. كما حقق فيديو كيلب الأغنية أكثر من 11 ألف مشاهدة في ظرف ثماني ساعات من إطلاقه على موقع يوتيوب.

وتدعو الأغنية إلى الوقوف ضد التعديلات الدستورية التي يسعى النظام إلى تمريرها عن طريق استفتاء شعبي بعد أن رفض البرلمان إقرارها، وتنتقد بشدّة سياسة النظام، وفشله في تحقيق مطالب الشعب البسيطة.

ويرى النقاد أنه بإمكان الفنان أن يحدث تغييراً في وقت أسرع مقارنة بالكتابات والخطابات السياسية، اعتباراً لما للفن من تأثير قوي في موريتانيا، ولمكانة المطربين لدى فئة الشباب. سجّل التاريخ، مثلاً، سخرية، جيمي هندريكس، من النشيد الوطني الأميركي احتجاجاً على حرب الفيتنام. ويؤكّدون أنّ "الأغنية الاحتجاجية" قادرة على تشكيل الوعي الجماعي وتصوير معاناة المجتمع، وتحفيز الناس على رفض الواقع، والانتصار لحقوقهم، خاصة في موريتانيا، إذ إنّ لظاهرة الأغنية السياسية تراكمات ساهمت في نجاحها.

وتتميز التجربة الحالية للفرق الموسيقية الشابة التي تصدر الأغاني الاحتجاجية، بأساليبها الغنائية التي تعتمد البساطة والتعبير الدلالي أكثر من التعبير الفني، وتعتمد على "الصدمة" والتحذير من المستقبل، لكنها، وحسب النقاد لا تملك مقومات الصمود، فهي تجربة محدودة في الزمان والمكان. كما يؤثّر تبنيها من قبل بعض الفرقاء السياسيين على نجاحها بسبب الصراع السياسي الذي يفضل الموريتانيون أن يبقى الفن بعيداً عنه.
وطوال التاريخ، كانت الأغنيةُ السياسية أداة احتجاجٍ عميقة، وطريقة يعبر فيها الشباب عن آلامهم وسخطهم وطموحاتهم. وانتشرت الأغنية السياسية بشكل كبير، وخصوصاً بعد ثورات "الربيع العربي"، إذ تحوّل كثير من الشعارات إلى أغاني سياسية.


المساهمون