حفلات غنائية ولقاءات إعلامية مرتقبة في السعودية

حفلات غنائية ولقاءات إعلامية مرتقبة في السعودية

07 مارس 2017
يغني محمد عبده في الرياض يوم الخميس (العربي الجديد)
+ الخط -
لم تحتج الشركة المنظمة لحفل "فنان العرب"، محمد عبده، بمشاركة الفنان راشد الماجد، في الرياض على مسرح "مركز الملك فهد الثقافي"، لأكثر من ساعتين لبيع جميع تذاكر الحفل المرتقب يوم الخميس المقبل.

ولم يقف ارتفاع قيمة التذاكر التي بلغت قيمة أقلها 500 ريال سعودي (نحو 133 دولاراً أميركياً) حائلاً بين ثلاثة آلاف سعودي لاختطافها، رغبة في حضور أول حفل غنائي لعبده في العاصمة، بينما بلغ السعر الأعلى 2500 ريال سعودي (667 دولاراً أميركياً).

وسيقتصر الحضور على الذكور، كما حدث في الحفلة التي أقيمت في جدة الشهر الماضي، وحضرها نحو 6600 متفرج.

وتأتي الحفلة المرتقبة بعد أيام من حفل فنيٍّ راقٍ، أحياه الموسيقار المصري، عمر خيرت، في حديقة "جمان" في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وعزف فيها الموسيقار معزوفات شهيرة على مسرح أعد خصيصاً لهذه المناسبة النادرة في بلد لم يشهد أي حفلات فنية منذ أكثر من عشر سنوات، بسبب ضغوط التيار الديني.

وما ميز حفلة خيرت وجود العائلات، وعدم اقتصار الحضور على الرجال. وكانت التذاكر مرتفعة السعر، وبلغت قيمتها ألف ريال سعودي (266 دولاراً). وحضر 850 شخصاً للاستماع للموسيقى التي عزفها الرجال فقط، بعد رفض "هيئة الترفيه" السماح للعازفات بالمشاركة، لرفضهن تغطية شعرهن بالحجاب.

كما شهدت مدينة جدة فعاليات "كوميك كون" العالمية، بحضور مختلط، ومن دون فصل الرجال عن النساء.


وحفلتا عبده وخيرت هما بداية نشاط فني واسع، إذ تم الاتفاق أيضاً مع الموسيقار اليوناني ياني، وعازف العود العراقي الشهير، نصير شمة، لإحياء حفلات عامة في جدة والرياض. كما أعلنت "هيئة الترفيه السعودية" عن إقامة أمسية شعرية للأمير الشاعر، عبدالرحمن بن مساعد، في الرياض.

ولا يقتصر الأمر على الحفلات الغنائية، فمن المقرر أن تلتقي السعوديات في لقاء مفتوح مع الإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري في شهري سبتمبر/أيلول وديسمبر/كانون الأول المقبلين، للحديث عن تجربتها الإعلامية وتسليط الأضواء على المصاعب التي واجهتها على الصعيدين المهني والإنساني والنجاحات التي حصدتها في مسيرتها، بالإضافة إلى دور المرأة وإسهاماتها الاجتماعية.

كما سيستمع السعوديون للفنان العالمي، آل باتشينو، في لقاء مفتوح هو الآخر.


وأعلنت "هيئة الترفيه" أيضاً عن إقامة مباراة ودية دولية تجمع بين الفريق الإسباني "ريال مدريد" والإنكليزي "مانشستر يونايتد"، على "ملعب الملك فهد الدولي" في الرياض، ولم يحدد موعد المباراة بعد.

من جانب آخر، نفت الهيئة تخطيطها لإقامة حفلات غنائية نسائية، بعد أن تداول السعوديون أخباراً تفيد بأن المغنية الكويتية، نوال، ستحيي حفلاً غنائياً في "مركز الملك فهد الثقافي" في الرياض، وبرفقتها المغنية السورية أصالة نصري والإماراتية أحلام.

ورغم غياب نية تنظيم الحفلة النسائية وإلزام المنظمين بقواعد عدة كفصل الرجال عن النساء وتخصيص أماكن للصلاة، فالمشهد الثقافي السعودي يبدو مختلفاً حتى الآن. إذ أن الأنشطة الترفيهية المقرر إقامتها، لم تكن خياراً قبل أشهر قليلة، بسبب رفض التيار الديني المتشدد لها، لكن تغييرات كثيرة جرت في المملكة خلال العامين الماضيين، واتجهت بها نحو مزيد من الانفتاح.

وشكلت هذه الخطوات الجادة نحو التغيير مادة دسمة للنقاش والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وصل بعضها إلى تبادل التهم بـ "التطرف" أو "الانحلال". لكن هذا النقاش، ومهما احتد، دليل صحة.


وكتب رئيس التحرير السابق لصحيفة "الشرق الأوسط"، سلمان الدوسري، واصفاً النقاشات الساخنة بأنها "جدل صحي تعيشه المجالس السعودية ووسائل التواصل الاجتماعي".

وأضاف الدوسري "نعم، إنه الترفيه الذي غاب عن دولة يشكل فيها الشباب 70 في المائة من المكون الاجتماعي لها"، معتبراً أن أي تغيير حقيقي في المجتمعات ينقسم الناس حوله ما بين مؤيد ومتحمس ومتحفظ ورافض.

وفي سياق متصل، أكدّ الملحن، خالد العلياني، لـ "العربي الجديد" أنه متفائل بنشاط فني واسع النطاق في السعودية، بعد كسر الحاجز النفسي.

وقال العلياني "كنا بحاجة لمثل هذه الخطوة، لأنه من غير المعقول أن يسافر سعوديون للاستماع لمطرب سعودي، يغني أغاني سعودية في بلد أجنبي. كان أمراً غريباً وغير منطقي". وأضاف "غنى محمد عبده في الطائف وفي جدة، ولم يحدث أي مما كان المعارضون يتخوفون منه، وأتمنى أن تكون بداية لأن نشاهد كل الفنانين السعوديين يغنون في بلادهم، وألا يبقى فننا في المنفى".

المساهمون